رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

«ولكم فيها جمال».. ملامح الحسن في المملكة الحيوانية

22-12-2025 | 14:14

ملامح الحسن في المملكة الحيوانية

طباعة
محمود حربي

قرب غروب الشمس، حين يطوي النهار ضوءه بهدوء، كانت قطعان الأنعام تعود من مراعيها البعيدة، بقر وجاموس وإبل، جميعها تسير في انتظام فطري، يتقدمها راعٍ أتعبه يوم طويل، بعد أن قضت الأنعام يومها بين العشب والماء والرعي، لتعود محملة بالخير.

وعند عودتها، كان المارة يتوقفون، والجالسون أمام بيوتهم يرفعون رؤوسهم ليتأملوا غبارًا ذهبيًا يعلو كلما رفعت ماشية قدمها أو حطتها على الأرض، بينما نور الشمس الأخير يصافح جلود الأنعام كأنه يباركها. 

وأمام عتبة دار حيث تجلس امرأة مسنة تراقب المشهد بعينين تفيضان بالحنين، تذكرت أيامًا كان الخير فيها يقاس بعدد الرؤوس العائدة مع المساء، بينما على الطرف الآخر من الطريق، يركض عدد من الصغار بمحاذاة القطيع، يضحكون وهم يعدون الأبقار ويقلدون أصواتها.

ملامح الحسن والجمال في المملكة الحيوانية

مشهد جمالي رسمته مخيلتي خلال تأملي لكلمات العالم الوزير الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، وهو يشير إلى ما يشير إليه القرآن من ملامح الحسن والجمال فيما لا يتصور العباد ملمحًا للجمال والحسن فيه، في الدواب والأنعام، وفي المملكة الحيوانية بسائر أصنافها وفئاتها وأجناسها.

وفي كلماته عبر حسابه على "فيسبوك"، يقول العالم الوزير: "ولإن تكون جمعيات للرفق بالحيوان تخاطب الإنسان وترقق قلبه أن يكون رقيق القلب مع الحيوان، فإنَّ القرآن الكريم ما اكتفى بترقيق القلب مع الحيوان، بل علَّم الإنسان أن يتأمل ملامح الحسن والجمال فيه".

«وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا ۗ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ»، أورد العالم الوزير الآية الكريمة -ورقمها 5 في سورة النحل- قائلًا: ولقد كان يكفي لرقة قلب الإنسان على الأنعام أن ينظر إلى ما ادخره الله تعالى فيها من منافع الدفء، ويأكل منها، إلَّا أن الله تعالى خصص بعد ذلك آية كاملة تضج جنباتها بالحسن والبهاء إذ قال سبحانه بعدها: «وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ».

وعن الآية الأخيرة، يقول الأزهري: وقف العلماء عندها، فالترتيب المعتاد أن نلمح الجمال فيها عندما تسرح فتغدو من البيت إلى موضع الرعي وعندما تروح في آخر النهار، لكنَّ الله تعالى عكس الترتيب فجعل ملمح الجمال أعلى فيها عند رواحها أولًا.

وقال العلماء، لأنها إذا خرجت وقت الصباح تخرج جائعة فتتقافز طلبًا للمرعى، حتى إذا ما امتلأت وشبعت ورعت ثم رجعت في آخر النهار إلى موضعها، فإنها ترجع في قطيع يتهادى ملمح الحسن والجمال فيه أعلى، فسبحان من ادخر الجمال لنا في كل شيء، وأحسن خلق كل شيء، وأتقن كل شيء، وحرَّك في الإنسان استشراف الجمال في كل شيء، حسبما ذكره الدكتور أسامة الأزهري.

أخبار الساعة