رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

حرب غزة بعد «نوبل»


8-10-2025 | 19:45

.

طباعة
بقلم: عبدالقادر شهيب

معظم المؤشرات تشى بأن احتمال وقف إطلاق النار فى غزة كبير؛ لأن ترامب يتعجل ذلك لأكثر من سبب، أهمها أنه مهتم -ربما أكثر من نتنياهو- بإعادة المحتجزين الإسرائيليين فى غزة، ولعله سارع لذلك بالترحيب برد حماس على خطته، وفاجأ نتنياهو بذلك وألزمه على ألا يقول إن رد حماس يعنى رفضًا لخطة ترامب. كما أن ترامب وهو يتعجل إتمام المرحلة الأولى لخطته يضع نصب عينيه موعد جائزة «نوبل» التى لم يتبقَّ عليها سوى أيام قليلة، وهو يعتقد -أو هكذا أقنع نفسه- أن وقف الحرب فى غزة، حتى لو كان غير مضمونة استدامتها، من شأنه أن يعزز فرص فوزه بجائزة نوبل للسلام التى يتطلع إليها بشوق ضخم.

 

وهنا يفرض السؤال نفسه: ما مصير خطة ترامب بعد إنجاز المرحلة الأولى منها؟ هل يتم تنفيذ بقية مراحلها ويستمر وقف إطلاق النار فى غزة، أم تستأنف الحرب بوحشية أكبر بعد الإفراج عن المحتجزين؟.. ليس هناك إجابة مضمونة عن هذا السؤال لعدة أسباب:

أولا: فإذا لم ينَل ترامب جائزة «نوبل» للسلام، فقد يفقد الشغف للاستمرار فى تنفيذ بقية مراحل خطته، وربما يرمى وراء ظهره أمر الشرق الأوسط كله ويملّ شأنه.. أما إذا ظفر بهذه الجائزة التى سبق أن مُنحت لدُعاة حرب وليس لدُعاة سلام، فإنه قد يتحمس للمضى قُدمًا فى تنفيذ خطته، وهذا يعنى أن خطة ترامب فى كف نوبل الآن.

ثانيا: أن خطة ترامب تتضمن بنودًا لا ترفضها حماس فقط، وإنما يشاركها الرفض دول عربية وإسلامية، خاصة تلك البنود المتعلقة بانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، وباللجنة الدولية التى ستدير القطاع، وبتجاهل دور السلطة الفلسطينية، وأيضًا بحل الدولتين.. وتضيف حماس تحفظات أخرى على نزع سلاحها فى ظل استمرار الاحتلال للقطاع بالقوات الإسرائيلية.

ثالثا: وبالنسبة لحكومة نتنياهو، فهى منذ إعلان ترامب خطته وهى تضع الحصى فى عجلات قرارها، حيث لا تريد لهذا القطار أن يبرح مكانه بعد وصوله إلى محطة الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين فى غزة.. ويتوقع كثيرون أن يعطل نتنياهو تنفيذ بقية مراحل الخطة وأن يفرض تعديلاته عليها ويضيف تعديلات أخرى، والأخطر تنفيذ عمليات عسكرية فى القطاع رغم وقف القتال على غرار ما تقوم به القوات الإسرائيلية فى لبنان، منذ أن تم التوصل الاتفاق لوقف إطلاق النار.

وهكذا الأمر مفتوح على كل الاحتمالات، الإيجابية والسلبية تماما، خاصة أننا إزاء رئيس أمريكى متقلب يغيّر مواقفه فى اليوم عدة مرات، فهو صباحًا أعلن ترحيبه بإعلان حماس وردها على خطته وأشاد بها وقال إنه يتعين على إسرائيل وقف إطلاق النار، ثم مساءً تراجع وقال إن قف إطلاق النار سوف يتم بعد قبول حماس لخطوط إعادة تمركز القوات الإسرائيلية بالقطاع، وهى الخطوط التى تسمح لها بالسيطرة على سبعين فى المائة من مساحة القطاع.

ونحن أيضا إزاء رئيس حكومة لإسرائيل يريد استمرار احتلال القوات الإسرائيلية لقطاع غزة، بل وبناء مستوطنات إسرائيلية على أراضيه، وسبق أن عارض قرار شارون الانسحاب منه، أو على الأقل بقاء قوات إسرائيل بالقطاع عدة سنوات يتطلع أن يستمر فيها يحكم بلاده.. وأيضا لا يريحه إنهاء الحرب ليستمر فى الحكم، وتتوقف محاكمته فى قضايا الفساد التى يماطل فى المثول أمام المحكمة.

ولذلك يصعب توقع وبشكل أكيد مصير خطة ترامب لوقف الحرب فى غزة.. والمحللون حيارى وليس لديهم يقين بشيء. هنا توقع حذر فقط؛ لأن الأمور معقدة وصعبة، والذى يعنينا الآن وبقوة هو أمر مزدوج من ناحية وقف الحرب، وبالتالى وقف المذابح الجماعية التى تقوم بها قوات الاحتلال لأهل غزة، ومن ناحية أخرى إجهاض خطة تهجير أهل غزة والدفع بهم تجاه سيناء.. وبعد ذلك يمكن تحديد مستقبل غزة فهذا ما نراه حقًا للفلسطينيين وحدهم دون وصاية أجنبية عليهم.

 
 
 
 

الاكثر قراءة