رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

هزمنا إسرائيل فى «ميدان القتال».. وكشفنا أكاذيبها بـ«الوثائق التاريخية».. «نصرنا المبيـن»


3-10-2025 | 14:17

.

طباعة

52 عامًا، ولا تزال خزانة أسرار ملحمة «نصر السادس من أكتوبر 1973» تقدم للعالم كواليس جديدة وزوايا مختلفة لـ«النصر المصرى»، بالطبع هناك فئة قليلة ترى أن الاحتفاء والاحتفال بـ«انتصار القرن» زاد على الحد، غير أن القراءة العادلة لما حدث فى «عام النصر» والأعوام السابقة والتالية له تؤكد أن «أكتوبر73» لحظة تاريخية فاصلة، ليس فى تاريخ مصر، بل المنطقة بأكملها، لا سيما أن مصر استطاعت أن تضع دولة الاحتلال فى حجمها الطبيعى، وانتصرت عليها بـ«اعتراف العالم» فى ملحمة عسكرية لم تزَل حتى وقتنا الحالى مصدر إعجاب المؤسسات العسكرية العالمية، ليس هذا فحسب، لكنها جاءت لتؤكد أيضًا «عقيدة المقاتل المصرى» الذى لا يقبل إلا بـ«النصر أو الشهادة»، وحتى عندما ذهبت مصر إلى «طريق السلام»، فإنها كانت ذاهبة إليه بـ«منطق القوة» وليس بـ«دافع الخضوع أو الخنوع».

«اكذب.. ثم اكذب.. حتى يصدقك الناس»، استراتيجية بسيطة تتعامل بها القيادة الإسرائيلية، أيًّا كان توجهها فيما يتعلق بـ«السياسة الخارجية»، وبالقطع لم تغِب هذه الاستراتيجية عن «أيام أكتوبر»، فـ«تل أبيب»، التى شهد العالم أنها ذاقت مرارة الهزيمة فى المواجهة مع الجيش المصرى، دأبت خلال السنوات الماضية على «الكذب»، تارة بـ«محاولة التقليل من حجم الانتصار»، وتارة أخرى بـ«نشر وثائق مفبركة» و«شهادات كاذبة» للتشكيك فيما حدث، سواء فى السادس من أكتوبر 1973، أو خلال محادثات ومفاوضات «فض الاشتباك» و«إعادة الأرض»، ولسنوات لم تكن مصر تعطى «الكذب الإسرائيلى» الأهمية الكافية، غير أن جنوح «تل أبيب» إلى ترويج مزيد من الأكاذيب كان الدافع الرئيسى لواحد من القرارات المهمة والفارقة التى اتخذتها القيادة السياسية، وهو قرار «الإفراج عن وثائق أكتوبر»، لتكشف للعالم حقيقة «الزيف الإسرائيلى»، وتزيح الستار عن جزء من قمة «جبل الحقائق» الذى شيّدته القاهرة على مدار السنوات الطويلة الماضية.

الوثائق، التى بدأت وزارة الدفاع المصرية فى الإفراج عنها تزامنًا مع الذكرى الـ50 لـ«نصر أكتوبر المجيد»، قطرة فى بحر من الحقائق، غير أن هذه القطرة كان لها تأثير «الطوفان»، بعدما أدرك العالم، وبمقارنة بسيطة، أن «تل أبيب» عاصمة احترفت «الكذب والتزوير»، وأن القاهرة التى ظلت سنوات صامتة لديها من الوثائق ما ينسف «أكاذيب الاحتلال»، وتوضيح الصورة الكاملة لما حدث فى «أيام النصر» و«سنوات التفاوض»، فعلى سبيل المثال، خرجت إسرائيل بتصريحات تنفى خلالها ما قالته مصر فى يوم 13 أكتوبر 1973 بقتل قائد المدرعات الإسرائيلى أبراهام ألبرت ماندلر، وحاولت الترويج لهذا الأمر، غير أن «القول الفصل» جاء من مصر، بعدما تم الكشف عن الوثائق التى تؤكد مقتله هو وكتائب القيادة التى كانت مرافقة له.

كذلك، الوثائق المصرية التى أُفرج عنها، تضمنت عشرات الخرائط والملاحظات، وتفريغ رسائل الهاتف اللاسلكى، والمحادثات بين القادة، ومعلومات دقيقة بشأن خطة «الخداع الاستراتيجى» لحرب أكتوبر، إلى جانب التنسيق مع الجبهة السورية، وإدارة الحرب، حتى وقف النيران والتخطيط لتصفية «الثغرة»، وشملت الوثائق أيضًا، تفاصيل ومحادثات عمليتى «شامل» و«شامل المعدلة»، وهو الاسم العسكرى لعملية القضاء على «ثغرة الدفرسوار»، التى أدت إلى وصول قوات إسرائيلية إلى الساحل الغربى لقناة السويس أثناء الحرب.

ويُحسب لـ«الوثائق المصرية» هنا، وبشهادات الخبراء، أنها تعتبر «الأكثر أهمية»، وذلك نظرًا لأنها ليست مجرد شهادات من أشخاص مثلما فعلت إسرائيل، لكنها «وثائق مكتوبة بخط اليد من قادة شاركوا فى الحرب»، هذا فضلا عن أنها صادرة عن وزارة الدفاع، بجانب احتوائها على إشارات لاسلكية وتقارير ضباط مشاركين فى الحرب.

الاكثر قراءة