كلمات لا يعلم البعض نتائجها حتى الآن، فالموقف الأمريكى المتغير من القضية الأوكرانية منذ تولى ترامب يجعل من الصعب التنبؤ بالخطوة الأمريكية القادمة، لكن ترامب كان صريحا وواضحا هذه المرة، فأوضح أن أوروبا باتت هى المسئولة عن الدعم المباشر لأوكرانيا فى حين أن الولايات المتحدة ستلعب دور المراقب عن بُعد، بالإضافة للإمدادات المعلوماتية والذكاء الاصطناعى، أما السلاح فيجب أن يتم شراؤه من الولايات المتحدة، سواء بشكل مباشر من أوكرانيا، أو عن طريق الوسطاء الغربيين.
ترامب لم يذكر ذلك فقط، بل قال أيضا لبعض المراسلين إن الدول الأوروبية يجب أن تسقط أى طائرة عسكرية روسية إذا دخلت مجالها الجوى، فيما معناه أن أوروبا أيضا يجب أن تدافع عن نفسها لوحدها، إذا تعرضت لانتهاكات من قبل الطائرات الروسية.
ترامب قال إنه توصل لهذه النتائج بعد دراسة الوضع العسكرى والاقتصادى لأوكرانيا وروسيا وفهمه بالكامل، وبعد رؤية المشاكل الاقتصادية التى تسببها لروسيا، يعتقد ترامب أن أوكرانيا بدعم من الاتحاد الأوروبى فى وضع يسمح لها بالقتال واستعادة أوكرانيا بأكملها، وأضاف أنه مع الوقت والصبر والدعم المالى من أوروبا وخاصة حلف شمال الأطلسى (الناتو)، يمكن أن تصبح الحدود الأصلية التى انطلقت منها هذه الحرب خيارا واردا، بمعنى أنه يمكن لأوكرانيا استعادة أراضيها، وأن الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات ونصف السنة لا تميز روسيا، بل تظهرها كنمر من ورق.
المفاجأة كانت فى رد فعل الرئيس الأوكرانى فولديمير زيلينسكى، حيث اعتبر زيلينسكى تصريح ترامب بمثابة إشارة إيجابية، واعترف فى مقابلة مع قناة «فوكس نيوز»، قائلا: «لقد كان الأمر مفاجئًا بعض الشيء بالنسبة لى»، ومع ذلك يرى -حسب رأيه- أن هذا التصريح يعنى أن ترامب وأمريكا سيكونان مع أوكرانيا حتى نهاية الحرب. ويذكر أن موقف ترامب من زيلينسكى قد تغير أيضا، فبعد اجتماع فبراير الكارثى الذى جمع الاثنين معا، عاود ترامب تصحيح الأوضاع، وأعاد حساب البيت الأبيض على موقع «إكس» نشر مقطع فيديو يظهر ترامب جالسا بجانب زيلينسكى، قائلا إنه رجل شجاع ويخوض معركة شرسة.
لكن الخبراء فى أوكرانيا ينقسمون حول موقف ترامب الجديد. ميخايلو بودولياك، مستشار رئيس مكتب رئيس أوكرانيا، صرح لقناة دويتشه فيليه، بأن الرئيس الأمريكى ترامب كان يأمل أن تمكنه معرفته السابقة ببوتين من إيجاد حل لصراع أوروبى كبير وأساسى، مما يجعل الولايات المتحدة تبدو قوية بالقدر نفسه، لكنه أدرك أن هذا مجرد وهم.
كما يرى بودولياك أن أهم نتيجة لتغيير خطاب ترامب هى استعداد الرئيس الأمريكى لبيع المزيد من الأسلحة عبر حلف شمال الأطلسى إلى الدول الأوروبية، فى الوقت الذى يعتقد أن الضغط الاقتصادى على روسيا سيكون وسيلة فعالة لإقناع الكرملين بالتوقف عن مواصلة الحرب.
لكن على الجهة الأخرى، يتبنى البعض وجهة نظر أخرى، ومنهم أوليكسى هونتشارينكو، عضو كتلة “التضامن الأوروبى” المعارضة فى البرلمان الأوكرانى، أن على بلاده أن تحرص على عدم المبالغة فى التفاؤل، ويحذر أن كلمات ترامب لا تعنى أى دعم حقيقى، بل تظهر فقط أن الرئيس الأمريكى يريد الانسحاب من أى تورط فى الصراع، وقال هونتشارينكو على «تيليجرام»: «ترامب لا يتحدث عن انتصار أوكرانى إنه ينفض يديه من هذه الحرب، بمعنى آخر يقول “تحدثوا مع الاتحاد الأوروبى وتوصلوا إلى حل. آمل أن تتمكنوا من ذلك. بالتوفيق لكم جميعا».
وآخرون يقولون إن موقف الرئيس الأمريكى لم يتغير، لكن إذا تحولت أمريكا وأوروبا من مجرد الكلام إلى تزويد أوكرانيا بكثرة الأسلحة، فعندئذ يمكن الحديث عن تغيير فى ظروف الحرب ككل، بل بالعكس يرى هؤلاء الجانب المظلم من موقف ترامب وهو أن هذه الحرب لن تنتهى قريبا، وهذا فى الواقع سيناريو سيئ؛ لأن هذا يعنى أن حتى ترامب الذى اعتقد أنه يستطيع إنهاء الحرب فى أوكرانيا بسرعة والحصول على جائزة نوبل للسلام لم يعد مقتنعا بهذه النتيجة.
وهذا ما يؤكده السفير رخا حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق فى تصريحاته لـ«المصور» الذى يؤكد أن أقصى ما يمكن الوصول إليه فى هذه المعضلة هو وقف مؤقت لإطلاق النار وليس إنهاء الحرب، فالمشكلة تكمن فى تمسك الجانب الروسى بالأقاليم التى سيطر عليها باعتبارها جزءا من الاتحاد السوفيتى، والجانب الأوكرانى متمسك بالأراضى باعتبارها حدودها عندما حصلت على استقلالها من الاتحاد السوفيتى، فى حين تعتبر أوروبا أن هذا خطر مستقبلى عليها.
وأضاف «رخا» أن ترامب حاول حل الأزمة بتجاهل أوروبا فى البداية والضغط على زيلينسكى لكنه فشل، فعاود مرة أخرى التفاوض مع أوروبا، والآن أدرك ترامب أن هناك مشكلة حقيقية وأدرك حقيقة الموقف الذى لم يدرسه بشكل صحيح من البداية، فحتى روسيا لم تقبل بوقف إطلاق النار إلا بشروطها، مما أدى إلى موقفه الحالى.
ويؤكد «رخا» أن ترامب كان يريد إنهاء الحرب فى أوكرانيا لتخفيف العبء الاقتصادى على الولايات المتحدة التى تعانى من أزمة مالية حادة، حيث بلغ حجم ديونها 36 تريليون دولار وذلك لتخفيف المساعدات والأسلحة التى يوفرها لأوكرانيا، ففى البداية ضغط على دول أوروبا لزيادة ميزانيتها العسكرية للحلف وقبلوا بهذا حفاظا على الحلف، وذهب بطموحه لإيقاف الحرب فى أوكرانيا، واتضح أن هذه العملية ليست بهذه السهولة، وأنه إذا كان ركز على مجرد وقف إطلاق النار وتستمر المفاوضات كان سيكون أجدى من وقف الحرب، فكان ممكن أن يتماشى مع روسيا فى بعض المطالب، وأن يترك موضوع الأرض معلّقا كان ربما سيصل لوقف إطلاق نار، لكنه لم يفلح فى ذلك، لذلك اتخذ ترامب هذا القرار وترك أوروبا فى الصفوف الأمامية. بل بالعكس استفاد من الأمر بشكل تجارى حيث سيبيع السلاح سواء للدول الأوروبية أو حتى لأوكرانيا التى ربما لن تجد ما تشترى به سوى المعادن النفيسة التى كان يسعى إليها ترامب من البداية.كلمات لا يعلم البعض نتائجها حتى الآن، فالموقف الأمريكى المتغير من القضية الأوكرانية منذ تولى ترامب يجعل من الصعب التنبؤ بالخطوة الأمريكية القادمة، لكن ترامب كان صريحا وواضحا هذه المرة، فأوضح أن أوروبا باتت هى المسئولة عن الدعم المباشر لأوكرانيا فى حين أن الولايات المتحدة ستلعب دور المراقب عن بُعد، بالإضافة للإمدادات المعلوماتية والذكاء الاصطناعى، أما السلاح فيجب أن يتم شراؤه من الولايات المتحدة، سواء بشكل مباشر من أوكرانيا، أو عن طريق الوسطاء الغربيين.
ترامب لم يذكر ذلك فقط، بل قال أيضا لبعض المراسلين إن الدول الأوروبية يجب أن تسقط أى طائرة عسكرية روسية إذا دخلت مجالها الجوى، فيما معناه أن أوروبا أيضا يجب أن تدافع عن نفسها لوحدها، إذا تعرضت لانتهاكات من قبل الطائرات الروسية.
ترامب قال إنه توصل لهذه النتائج بعد دراسة الوضع العسكرى والاقتصادى لأوكرانيا وروسيا وفهمه بالكامل، وبعد رؤية المشاكل الاقتصادية التى تسببها لروسيا، يعتقد ترامب أن أوكرانيا بدعم من الاتحاد الأوروبى فى وضع يسمح لها بالقتال واستعادة أوكرانيا بأكملها، وأضاف أنه مع الوقت والصبر والدعم المالى من أوروبا وخاصة حلف شمال الأطلسى (الناتو)، يمكن أن تصبح الحدود الأصلية التى انطلقت منها هذه الحرب خيارا واردا، بمعنى أنه يمكن لأوكرانيا استعادة أراضيها، وأن الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات ونصف السنة لا تميز روسيا، بل تظهرها كنمر من ورق.
المفاجأة كانت فى رد فعل الرئيس الأوكرانى فولديمير زيلينسكى، حيث اعتبر زيلينسكى تصريح ترامب بمثابة إشارة إيجابية، واعترف فى مقابلة مع قناة «فوكس نيوز»، قائلا: «لقد كان الأمر مفاجئًا بعض الشيء بالنسبة لى»، ومع ذلك يرى -حسب رأيه- أن هذا التصريح يعنى أن ترامب وأمريكا سيكونان مع أوكرانيا حتى نهاية الحرب. ويذكر أن موقف ترامب من زيلينسكى قد تغير أيضا، فبعد اجتماع فبراير الكارثى الذى جمع الاثنين معا، عاود ترامب تصحيح الأوضاع، وأعاد حساب البيت الأبيض على موقع «إكس» نشر مقطع فيديو يظهر ترامب جالسا بجانب زيلينسكى، قائلا إنه رجل شجاع ويخوض معركة شرسة.
لكن الخبراء فى أوكرانيا ينقسمون حول موقف ترامب الجديد. ميخايلو بودولياك، مستشار رئيس مكتب رئيس أوكرانيا، صرح لقناة دويتشه فيليه، بأن الرئيس الأمريكى ترامب كان يأمل أن تمكنه معرفته السابقة ببوتين من إيجاد حل لصراع أوروبى كبير وأساسى، مما يجعل الولايات المتحدة تبدو قوية بالقدر نفسه، لكنه أدرك أن هذا مجرد وهم.
كما يرى بودولياك أن أهم نتيجة لتغيير خطاب ترامب هى استعداد الرئيس الأمريكى لبيع المزيد من الأسلحة عبر حلف شمال الأطلسى إلى الدول الأوروبية، فى الوقت الذى يعتقد أن الضغط الاقتصادى على روسيا سيكون وسيلة فعالة لإقناع الكرملين بالتوقف عن مواصلة الحرب.
لكن على الجهة الأخرى، يتبنى البعض وجهة نظر أخرى، ومنهم أوليكسى هونتشارينكو، عضو كتلة “التضامن الأوروبى” المعارضة فى البرلمان الأوكرانى، أن على بلاده أن تحرص على عدم المبالغة فى التفاؤل، ويحذر أن كلمات ترامب لا تعنى أى دعم حقيقى، بل تظهر فقط أن الرئيس الأمريكى يريد الانسحاب من أى تورط فى الصراع، وقال هونتشارينكو على «تيليجرام»: «ترامب لا يتحدث عن انتصار أوكرانى إنه ينفض يديه من هذه الحرب، بمعنى آخر يقول “تحدثوا مع الاتحاد الأوروبى وتوصلوا إلى حل. آمل أن تتمكنوا من ذلك. بالتوفيق لكم جميعا».
وآخرون يقولون إن موقف الرئيس الأمريكى لم يتغير، لكن إذا تحولت أمريكا وأوروبا من مجرد الكلام إلى تزويد أوكرانيا بكثرة الأسلحة، فعندئذ يمكن الحديث عن تغيير فى ظروف الحرب ككل، بل بالعكس يرى هؤلاء الجانب المظلم من موقف ترامب وهو أن هذه الحرب لن تنتهى قريبا، وهذا فى الواقع سيناريو سيئ؛ لأن هذا يعنى أن حتى ترامب الذى اعتقد أنه يستطيع إنهاء الحرب فى أوكرانيا بسرعة والحصول على جائزة نوبل للسلام لم يعد مقتنعا بهذه النتيجة.
وهذا ما يؤكده السفير رخا حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق فى تصريحاته لـ«المصور» الذى يؤكد أن أقصى ما يمكن الوصول إليه فى هذه المعضلة هو وقف مؤقت لإطلاق النار وليس إنهاء الحرب، فالمشكلة تكمن فى تمسك الجانب الروسى بالأقاليم التى سيطر عليها باعتبارها جزءا من الاتحاد السوفيتى، والجانب الأوكرانى متمسك بالأراضى باعتبارها حدودها عندما حصلت على استقلالها من الاتحاد السوفيتى، فى حين تعتبر أوروبا أن هذا خطر مستقبلى عليها.
وأضاف «رخا» أن ترامب حاول حل الأزمة بتجاهل أوروبا فى البداية والضغط على زيلينسكى لكنه فشل، فعاود مرة أخرى التفاوض مع أوروبا، والآن أدرك ترامب أن هناك مشكلة حقيقية وأدرك حقيقة الموقف الذى لم يدرسه بشكل صحيح من البداية، فحتى روسيا لم تقبل بوقف إطلاق النار إلا بشروطها، مما أدى إلى موقفه الحالى.
ويؤكد «رخا» أن ترامب كان يريد إنهاء الحرب فى أوكرانيا لتخفيف العبء الاقتصادى على الولايات المتحدة التى تعانى من أزمة مالية حادة، حيث بلغ حجم ديونها 36 تريليون دولار وذلك لتخفيف المساعدات والأسلحة التى يوفرها لأوكرانيا، ففى البداية ضغط على دول أوروبا لزيادة ميزانيتها العسكرية للحلف وقبلوا بهذا حفاظا على الحلف، وذهب بطموحه لإيقاف الحرب فى أوكرانيا، واتضح أن هذه العملية ليست بهذه السهولة، وأنه إذا كان ركز على مجرد وقف إطلاق النار وتستمر المفاوضات كان سيكون أجدى من وقف الحرب، فكان ممكن أن يتماشى مع روسيا فى بعض المطالب، وأن يترك موضوع الأرض معلّقا كان ربما سيصل لوقف إطلاق نار، لكنه لم يفلح فى ذلك، لذلك اتخذ ترامب هذا القرار وترك أوروبا فى الصفوف الأمامية. بل بالعكس استفاد من الأمر بشكل تجارى حيث سيبيع السلاح سواء للدول الأوروبية أو حتى لأوكرانيا التى ربما لن تجد ما تشترى به سوى المعادن النفيسة التى كان يسعى إليها ترامب من البداية.