شهدت السفارة التركية في القاهرة يوم الأربعاء، الأول من أكتوبر 2025، احتفالية خاصة بمناسبة إعلان عام 2025 "عام الأسرة" في تركيا، حيث خُصصت الفعالية لدعم الأسر الفلسطينية المقيمة في مصر والمتضررة من العدوان الإسرائيلي على غزة.
أقيمت الفعالية بحضور السفير التركي في القاهرة صالح موطلو شن، والسفير الفلسطيني في القاهرة دياب اللوح، وعدد من الشخصيات الدبلوماسية والإعلامية. وتخلل الحفل فقرات إنسانية وفنية، إذ قدّم المطرب المصري مصطفى قمر بعض الأغاني بشكل تطوعي دون أي مقابل، فيما تلا القارئ طارق عبد الباسط عبد الصمد، نجل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، آياتٍ من القرآن الكريم في بداية الفعالية.
وفي كلمته، أكد السفير التركي صالح موطلو شن أن الفعالية نُظمت بتوجيهات من الرئيس رجب طيب أردوغان، وبدعم من وزيرة الأسرة والخدمات الاجتماعية ماهينور أوزدمير، مشددًا على أن الهدف الأساسي منها هو تقديم الدعم المادي والمعنوي للأسر الفلسطينية في مصر، التي تعيش أوضاعًا صعبة نتيجة فقدان أفرادها وتشردها جراء الحرب على غزة. وأوضح شن أن جميع العائلات الفلسطينية تقريبًا فقدت شهيدًا أو جريحًا، وعانت من تشتت شملها وأوضاع اقتصادية صعبة، مؤكدًا أن تركيا ومصر تعملان معًا على تقديم كافة أشكال الدعم لهذه الأسر.
وأشار السفير التركي إلى أن الفعالية التي جرى تنظيمها بالتعاون مع السفارة الفلسطينية في القاهرة تضمنت توزيع مساعدات مالية وغذائية على الأسر الفلسطينية المقيمة في مصر. وأضاف أن هذه العائلات ستعود يومًا ما إلى وطنها بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار وبدء جهود إعادة الإعمار وفق خطة مصر، لكنه شدد على أن هذه العملية ستكون طويلة وشاقة. كما دعا شن العالمين العربي والإسلامي إلى تكثيف جهودهما لدعم الفلسطينيين في هذه المرحلة الحرجة، مؤكدًا أن تركيا ستواصل، بالتعاون مع مصر، تقديم جميع أشكال المساعدة الممكنة.
من جانبها، أعربت الأسر الفلسطينية المستفيدة من الفعالية عن امتنانها لتركيا، وللرئيس أردوغان ووزيرة الأسرة والخدمات الاجتماعية ماهينور أوزدمير والسفير صالح موطلو شن، على وقوفهم إلى جانبهم وتعاطفهم مع معاناتهم. كما أعرب السفير الفلسطيني دياب اللوح عن تقديره العميق لتركيا، مؤكدًا أنها، إلى جانب مصر، من أبرز الدول التي تقف في طليعة المانحين والداعمين لغزة، مشددًا على مواصلة التنسيق الوثيق بين القاهرة وأنقرة لخدمة القضية الفلسطينية.
ويأتي هذا الحدث في إطار إعلان تركيا عام 2025 "عام الأسرة"، وهو ما يعكس الاهتمام الرسمي والشعبي الكبير بحماية مؤسسة الأسرة باعتبارها الركيزة الأساسية للمجتمع. وتتميز تركيا بتركيبتها السكانية التي تتجاوز 85 مليون نسمة، معظمهم من الشباب، وقد تبنت سياسات اجتماعية تهدف إلى تعزيز الزواج المستدام وتشجيع الأسر على إنجاب ثلاثة أطفال على الأقل لمواجهة انخفاض معدل النمو السكاني.
وتنفذ أنقرة، بقيادة الرئيس أردوغان، سلسلة من البرامج الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية لدعم الأسر التركية وحماية كيانها من التحديات التي تواجهها في الداخل والخارج، لا سيما ما تعتبره "تهديدات" للقيم العائلية في بعض المجتمعات الغربية. وتشمل هذه البرامج تقديم حوافز مالية للأمهات العاملات، وتسهيلات في الإسكان الاجتماعي، إضافة إلى حملات توعية واسعة لحماية الأسرة وضمان استدامتها.
وفي سياق متصل، تولي تركيا اهتمامًا خاصًا بالأسر الفلسطينية، حيث تعمل وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لسكان غزة الذين يتلقون العلاج في تركيا، فضلًا عن جهود الإغاثة التي ينفذها الهلال الأحمر التركي بالتعاون مع السلطات المصرية.
وبذلك، جسدت الفعالية التي أقيمت في القاهرة احتفالًا رمزيًا بــ"عام الأسرة" في تركيا، ورسالة تضامن إنساني واضحة مع الشعب الفلسطيني، لتؤكد أن قضية دعم الأسرة – سواء في الداخل التركي أو على المستوى الإقليمي – تظل في صدارة أولويات السياسة التركية، بالتوازي مع جهود مصر في هذا المجال.