أكد رئيس اتحاد إذاعات وتليفزيونات منظمة التعاون الإسلامي الدكتور عمرو الليثي، أن الإعلام التقليدي يشهد حالة من التحول لا يمكن وصفها بالانتهاء المطلق ولا بالاستمرارية الكاملة دون تغيير.
وقال الليثي - في تصريحات خاصة - إن المستقبل لا يحمل حكمًا بالإعدام على الإعلام التقليدي، بل حكمًا بالتطور أو الاندثار..مضيفا "سيبقى الإعلام التقليدي قائمًا طالما عرف كيف يتكيف مع التحولات الرقمية ويستثمر نقاط قوته في المصداقية والخبرة المؤسسية" فالمطلوب ليس منافسة المنصات الجديدة، بل استثمارها في نشر المحتوى وزيادة الانتشار.
وتابع :إن الواقع يشير إلى أن الإعلام التقليدي لم يمت، بل يتكامل تدريجيًا مع الإعلام الرقمي، فمعظم القنوات التلفزيونية والصحف الكبرى تمتلك اليوم مواقع إلكترونية وصفحات على منصات التواصل، وتنشر محتواها عبر الوسائط المختلفة.. هذا التحول الرقمي أعاد تعريف الإعلام التقليدي، فلم يعد محصورًا فى الورق أو البث الأرضي، بل صار متعدد القنوات والوسائط.
واعتبر الدكتور عمرو الليثي أن أكبر ما يهدد الإعلام التقليدي هو الجانب الاقتصادي من تكلفة الطباعة، التوزيع، والبث ، مقارنة بتكلفة إنتاج المحتوى الرقمي، ومع انخفاض الإعلانات المطبوعة والإذاعية وانتقالها إلى الإنترنت، ليجد الإعلام التقليدي نفسه أمام أزمة تمويل حقيقية، لذلك، لا يمكنه الاستمرار بالصيغة القديمة دون تبنى نماذج جديدة مثل الاشتراكات الرقمية أو الإعلانات الموجهة عبر المنصات الإلكترونية.
واكد الليثي أن الإعلام التقليدي لم يفقد كل أوراقه، فما زال يتمتع بمستوى من المصداقية لدى شريحة من الجمهور، خصوصًا كبار السن أوأولئك الذين يبحثون عن مصادر رسمية وموثوقة، فالتدقيق المهني والتحرير الصحفي الصارم يمنح الإعلام التقليدى ثقلًا يصعب تعويضه في فضاء رقمي مفتوح يعجّ بالشائعات والمعلومات المغلوطة.