«شاطئ ذوى الهمم».. من الوهلة الأولى يبدو الأمر وكأنه «بادرة» أو «تجربة اجتماعية»، غير أن النظرة الأشمل تكشف أنها مبادرة إنسانية عظيمة تسطر أسمى أنواع المعانى الراقية وخلق أمل جديد لدى «ذوى الهمم»، الذين خصصت لهم محافظة الإسكندرية شاطئًا خاصًا أطلقت عليه «أبطال التحدى» للاستمتاع والسباحة خلال فترة الصيف بالمجان، ليصبح الأول من نوعه على مستوى الجمهورية بعد تجربة شاطئ المندرة الخاص والمعد للمكفوفين.
وفى هذا السياق، قال العميد أحمد إبراهيم، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف: خصصت المحافظة شاطئ أبطال التحدى بمنطقة الأنفوشى، وقد لاقى الأمر استحسانًا كبيرًا وإقبالًا، سواء من قِبل الأفراد أو جمعيات ومؤسسات المجتمع المدنى المتخصصة برعاية ذوى الهمم، وقد راعت الإدارة خلق مناخ وأجواء مناسبة لرواد الشاطئ لقضاء أوقات سعيدة وآمنة، كما زودنا عدد المنقذين للحفاظ على سلامتهم ولكى يكونوا بجانبهم ومساعدتهم وقت نزول البحر، الأمر الذى دفع مسؤولى الجمعيات والمؤسسات الأهلية الإشادة بكل تفاصيل تجربة الشاطئ وليعبروا عن سعادتهم الكبيرة، بداية من حسن الاستقبال الى ختام اليوم بالشاطئ.
رئيس الإدارة المركزية للشواطئ والمصايف، أضاف: الشاطئ لا ينحصر فى السباحة أو الاستجمام فقط، لكن تضمن إقامة عدة معارض كمعرض للحرف اليدوية والذى تضمن مشغولات وأكسسوارات ومنتجات يدوية نفذها شباب من أصحاب القدرات.
بدوره، قال عادل محسن، رئيس جمعية الإنقاذ البحرى وحماية البيئة بالإسكندرية: فكرة شاطئ «أبطال التحدى» تأتى امتدادًا لما قامت به الإدارة المركزية للشواطئ بفكرة تنفيذ شاطئ المندرة الذى أُقيم من فترة قصيرة والخاص بـ«أصحاب الهمم»، خاصة المكفوفين، وقد لاقى نجاحًا ودعمًا كبيرًا من قِبل مؤسسات المجتمع المدنى،
وطالب رئيس جمعية الإنقاذ البحرى وحماية البيئة بتخصيص جزء من شاطئ الأنفوشى لسباحة المكفوفين، باستخدام الخطوط العائمة والشمندورات لإنشاء ممرات وفتحة دخول وخروج تساعد المكفوفين باستخدام حاسة اللمس على التحرك فى ممرات آمنة تحت مراقبة دقيقة من مجموعة منقذين، والاستعانة بمسئولى إحدى دور المكفوفين لإضافة بعض التفاصيل الفنيه والنقاط الواجب مراعاتها عند تنفيذ هذا الشاطئ،
وقال حسن عبدالقادر، رئيس جمعية المكفوفين بالإسكندرية: تنفيذ شاطئ لذوى الهمم دليل كبير على أن الجمهورية الجديدة لكل المصريين ومصر اليوم غير مصر فى السابق، فالرئيس عبدالفتاح السيسى اهتم بقضايا ذوى الهمم فشاهدنا عامًا لهم للاهتمام بقضاياهم وأيضًا مؤتمرات أُقيمت تحت رعاية الرئيس فكانوا يتصدرون المشهد ويتحاورون ويبدون بآرائهم التى فى الغالب كانت تجد طريقها للتنفيذ على أرض الواقع.
وأضاف رئيس مجلس إدارة جمعية المكفوفين، أن «فكرة الشاطئ الذى كان مقامًا فى المندرة قبل عملية التوسعة لاقى نجاحًا كبيرًا ولم يأخذ وقتًا كبيرًا فى التنفيذ، لذلك نتمنى تنفيذ جزء مثيل له فى الأنفوشى، الجمعية على استعداد بوضع مقترحات فنية للتنفيذ ووضع خطوط عريضة وقت التنفيذ، والتى يجب توافرها فى الشاطئ لكى يكون مطابقًا للمواصفات بنسبة مقبولة.
وفى السياق، قال أحمدالطنطاوى، رئيس جمعية رواد الإبداع: تخصيص شاطئ لذوى الهمم فتح بابًا جديدًا للأمل، ففكرة دخول ابن من أبناء ذوى الهمم أى من الشواطئ والنزول فيه للاستمتاع أمر صعب جدًا ويعتبر مشقةً له ولذويه نظرًا لعدم تأهيل الشاطئ وتجهيزه، كذلك وارد أن يتعرَّض لمضايقات من الأطفال الآخرين، ولهذا فإن فكرة هذا الشاطئ خلقت نوعًا من الخصوصية والأمان والاستمتاع بقدر المستطاع، وأطالب المحافظة والجهات المعنية بإطلاق اسم عميد الأدب العربى، الدكتور طه حسين، على الشاطئ تكريمًا له ولذوى الهمم كونه رمزًا للتحدى والإصرار والإرادة.
