رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

«التشكيلية» نازلى مدكور بعد فوزها بـ «جائزة التفوق»: طموحى.. لوحة فنية فى كل بيت


23-8-2025 | 12:09

الفنانة التشكيلية نازلى مدكور

طباعة
حوار : صلاح البيلى

حصدت الفنانة التشكيلية نازلى مدكور جائزة الدولة للتفوق، وهو فوز مستحق لفنانة أخلصت للرسم لنصف قرن،

وعبرت الفنانة عن اعتزازها بهذا التكريم خاصة أن ترشيحها للجائزة جاء من هيئة جديرة بالاحترام، وهى مكتبة الإسكندرية.

الفنانة التشكيلية، التى التقتها «المصور»، اعترفت بأن العصر الحاضر يشهد طفرة فى مجال الفن التشكيلى، حيث زادت صالات العرض، وزاد جمهور الفن، وزاد اقتناء الجمهور للوحات والأعمال الفنية، مؤكدة أن المنصات الرقمية ساهمت فى مزيد من الترويج والانتشار، ولكنها طالبت بتدريس الفنون عامة بداية من مرحلة التعليم الأساسي، وقالت: إن الفن يخلق شخصية سوية، ومجتمعا سويا.

 

بداية، كيف استقبلت نبأ منحك جائزة الدولة للتفوق؟

لا شك أن التقدير الذى يناله المبدع والفنان من دولته فى أى صورة من الصور هو تكريم موضع اعتزاز ومحل رضا من المبدعين مهما تنوعت مجالات إبداعاتهم، وبالنسبة لى مكتبة الإسكندرية هى من رشحتني، وهى مكتبة لها باع دولى فى مجالى الثقافة والفن والأدب، ومن قام باختيارى هم من أكبر العقول المصرية فى الفن والأدب، وهذا شكل لى مصدر سعادة كبيرة.

هل تعتبرين تكريمك تكريما للمرأة المصرية خاصة الرسامة؟

أى دارس لتاريخ الفن التشكيلى فى مصر يلاحظ أن دور المرأة فى الفن التشكيلى كبير جدا، منذ اقتحمت هذا المجال، والمرأة المصرية عموما حين دخلت مجال الفن التشكيلى كان ذلك بداية من عشرينيات القرن العشرين، وكان السائد هو الفن التشكيلى الحديث، وتزامن مع ذلك التيار الليبرالى الذى ساد مصر ونادى بتحرير المرأة، وعلى قمته هدى شعراوى وجيلها، ولم يكن هناك تمييز ضد المرأة من الرجال الرسامين والنحاتين، وكان كل من المرأة والرجل على قدم المساواة.

وخارج مصر كانت الدول الغربية قد بدأت بالاهتمام بدور المرأة فى الفن، بعد تجاهل دورها خلال القرن التاسع عشر، حيث لم يكن يسمح لها بدراسة ( الموديل العارى ) وخلافه، أو السفر للدراسة فى إيطاليا، فالفنانة التشكيلية المصرية كسبت من هذا المناخ المؤيد داخليا وخارجيا، ووجدت نفسها فى بيئة حاضنة، فصارعت فى هذا المجال، وظهرت أسماء فنانات كبيرات لهن تجارب مهمة ورئيسية، وكل واحدة منهن قدمت فنا يحمل بصماتها وشخصيتها بشكل كبير، وجيلى أتى بعد جيل الرائدات بجيلين، ولا أنكر تأثرى بهن، وليس بالضرورة أن يكون تأثرى بهن بأسلوبهن الفني، ولكن تأثيرهن على جاء من قوة شخصية كل واحدة منهن، وقوة الإرادة والعزيمة، وقدرة كل فنانة على تقديم شخصية مستقلة فنيا.

هل تعتقدين أن الإقبال على معارض الفن التشكيلى ارتفع مقارنة بالسنوات السابقة؟

بالفعل.. والزيادة من ناحية عدد أفراد الجمهور الذين يقبلون على شراء اللوحات الفنية من المعارض، وزاد من حيث عدد المعارض، وزاد من ناحية عدد (الجاليرهات )، وأماكن العرض، وزاد أيضا عدد الفنانين، وتقريبا أصبحنا نسمع عن افتتاح جاليرى جديد كل أسبوع.. نعم، يوجد نشاط كبير فى مجال الفن التشكيلي، وهو كرد فعل لاستجابة الجمهور للزيارة والفرجة، أو لاقتناء اللوحات، لأن اقتناء اللوحات زاد عن السابق كثيرا جدا، برغم الظروف الاقتصادية الصعبة، ولا تزال هناك نوعية من الجمهور تهتم باقتناء أعمال الفنانين فى بيوتهم، ومن أهم ما أطمح إليه أن كل أسرة عندما تؤسس بيتاً جديداً أن تحرص على اقتناء قطعة فنية مع جهازها، وتشكل روحا تعيش معهم، يحبونها وتحبهم .

إلى أى مدى ساهمت منصات التواصل الاجتماعى على شبكة الإنترنت فى مزيد من تسويق وترويج الفن التشكيلى؟

بالتأكيد ساهمت منصات التواصل الاجتماعى على الإنترنت فى مزيد من الإقبال والاهتمام، لأنه فى السابق كان بعض الجمهور يشعر برهبة عند زيارة معارض الفن التشكيلى باعتبارها أماكن جديدة بالنسبة لهم، حاليا الوضع تغير، والرهبة زالت، والجاليرى أو المعرض ذهب للجمهور فى عقر داره، ودون أن يتحرك المتلقى أصبح باستطاعته رؤية أعمال الفنانين، وبناء عليه ينزلون ويتابعون المعارض على الطبيعة، بالفعل قامت المنصات الإلكترونية بدور كبير فى زيادة الاهتمام والإقبال، كما أنها أصبحت تعرض ندوات ومناقشات حول المعارض الكبيرة، وتقدم حوارات وسجالات مهمة.

إلى أى مدى كان لجيل الفنانات الرائدات تأثير عليك؟

بالتأكيد الفنانات الكبار من رائدات الجيل الأول من أمثال: ( تحية حليم، وعفت ناجى، وإنجى أفلاطون، وجاذبية سرى، ومارجريت (نخلة)، وغيرهن، هن يمثلن لنا الريادة والقدوة، والحقيقة أننى كتبت كتابا عن الفنانات سنة 1989م، وكنت طلبت من كل فنانة أن تكتب صفحة عن نفسها، وكتبت مقدمة للكتاب شرحت فيها مساهمة المرأة فى الفن التشكيلى منذ المصرى القديم لليوم، وكنت طلبت من 18 فنانة تشكيلية كبيرة آنذاك أن يكتبن عن تجاربهن كى يتعرف الجمهور على شخصية كل فنانة بشكل كبير .

هل لديك طقوس معينة تتبعينها عند الرسم؟

بالتأكيد، كل فنان طقوسه مختلفة عن غيره، وكل فنان له طريقته عند الإبداع، وبالنسبة لى أعتبر أن العمل الفنى التزام بالأساس، ويوميا أنزل من بيتى وأذهب للأتيليه الخاص بي، وأستمر من بعد العاشرة صباحا حتى الرابعة عصرا، تقريبا يوم كامل للعمل، لا بد من التزام وتفرغ، سواء كنت ملهمة حينها أو غير ملهمة، وكثيرا ما أشتغل فى لوحة لأيام ثم أراها لا ترضينى، وأعيدها من جديد، ولكننى لا بد أن أعمل لساعات، فالفن التزام، ولا بد من مواعيد عمل مقدسة للعملية الفنية، وأحيانا تكون الموسيقى فى الخلفية عندما أرسم، وأحيانا أحب الهدوء التام، وعادة التليفونات ممنوعة، ولا طعام ولا شراب، ولا وجود لأى مصدر للإزعاج باستثناء فنجان قهوة فى بداية العمل فقط، وكل تركيزى يكون على العملية الفنية ذاتها.

على مستوى مجالك الفني.. ما الذى تطمحين لتحقيقه خلال الفترة المقبلة؟

طموحى أن يبدأ تدريس الفن التشكيلى مع المرحلة الأولى للتعليم الأساسي، وأن يكون الاهتمام بكل أنواع الفنون، فن تشكيلي، وموسيقى، وأدب، وشعر، وقصة، وباليه، لأن مثل هذه التنشئة المبكرة للأطفال ترفع من شعورهم بالجمال، وحب الحياة، وتخلق فيهم شخصيات سوية غير متطرفة، وغير معقدة . فالفن مهم جدا للوصول لمجتمع سوى.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة