رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

وول ستريت جورنال: "صفعة ترامب" تضع سويسرا المحايدة في مرمى نيران الحرب التجارية

3-8-2025 | 14:03

ترامب

طباعة
دار الهلال

 ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن "صفعة" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على وجه سويسرا بعد قراره بفرض رسوم جمركية بنسبة 39% وضعت الدولة المحايدة في مرمى نيران الحرب التجارية .

وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم، أن قادة الأعمال والسياسيين السويسريين يسعون جاهدين لفهم سبب الانهيار المفاجئ لعلاقتهم الوثيقة مع واشنطن .

وأوضحت الصحيفة أنه في بلد يُعرف بحياده ونظامه، تفاعل السويسريون بصدمة وارتباك مع قرار ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 39% - وهي رسوم أعلى من جميع الدول باستثناء ثلاث دول في الأمر التنفيذي الصادر الأسبوع الماضي: لاوس وميانمار وسوريا، وتُعد سويسرا واحدة من الدول القليلة تم فرض رسوم جمركية عليها في الأول من أغسطس أعلى من تهديدات ترامب في "يوم التحرير" في أبريل .

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الخطوة أدت إلى قلب أشهر من المفاوضات رأسا على عقب،إذ اعتقد المسؤولون السويسريون أنهم على وشك التوصل إلى اتفاق مُرض مع الولايات المتحدة .

وبحسب الصحيفة، يسعى قادة الأعمال والسياسيون السويسريون لفهم سبب الانهيار المفاجئ لعلاقتهم المستقرة تاريخيا مع واشنطن. ووصفت صحيفة "بليك" السويسرية هذه الهزيمة بأنها الأكبر للدولة منذ انتصار فرنسا في معركة مارينيانو عام 1515.

وقال يان أتيسلاندر، عضو المجلس التنفيذي في رابطة الأعمال السويسرية "إيكونومي سويس"، إن "سويسرا لا تُشكل تهديدا للأمن القومي الأمريكي. إن الشوكولاتة والساعات الخاصة بنا لا تُهدد الصناعة الأمريكية".
وقالت وول ستريت جورنال إن الكثيرين في سويسرا يتساءلون الآن عما إذا كان ينبغي التخلي عن سياسة سويسرا الانفرادية في العالم، مقابل علاقة أوثق مع الاتحاد الأوروبي، الذي توصل مع ترامب إلى نسبة رسوم بلغت 15% فقط. 

وأوضحت الصحيفة أن الضريبة المفروضة على سويسرا، والتي لا تزال قابلة للتغيير حتى الموعد النهائي في أغسطس الجاري، تُهدد بشل قطاعات رئيسية في اقتصاد الدولة المعتمد على التصدير.

وتُعد الولايات المتحدة أكبر سوق تصدير لسويسرا لسلع تشمل الساعات والشوكولاتة والأدوية. وهذا يضع الدولة في وضع غير مُوات مقارنة بجيرانها في الاتحاد الأوروبي، ألمانيا وإيطاليا وفرنسا .

وأشارت الصحيفة إلى أن سويسرا تجني كل ثاني فرنك لها من التجارة الخارجية، ويذهب حوالي 19% من صادراتها إلى الولايات المتحدة، أكبر أسواقها. ومع ذلك، فإن العلاقة بينهما متبادلة: فسويسرا هي سادس أكبر مستثمر أجنبي في الولايات المتحدة، وفقا لـ "إيكونومي سويس"، إذ تدعم شركات كبرى مثل نستله وروش ونوفارتس وغيرها حوالي 400 ألف وظيفة أمريكية.

لكن القضية الرئيسية لترامب هي أن الدولة التي يبلغ عدد سكانها تسعة ملايين نسمة تعاني من أحد أكبر اختلالات الميزان التجاري مع الولايات المتحدة.

فقد ارتفع العجز في السلع بشكل حاد هذا العام بسبب زيادة واردات الأدوية والذهب التي تسعى للوصول إلى الولايات المتحدة قبل الرسوم الجمركية المتوقعة.

وبلغ العجز ما يقرب من 50 مليار دولار هذا العام حتى مايو الماضي، لتحتل المرتبة الخامسة بين أكبر اختلالات الميزان التجاري بين شركاء الولايات المتحدة التجاريين.
وفي يونيو، أضافت وزارة الخزانة الأمريكية سويسرا إلى قائمة المراقبة الخاصة بها بسبب الممارسات الاقتصادية والنقدية غير العادلة. وخلال فترة ولاية ترامب الأولى، وصفت سويسرا بالتلاعب بالعملة، متهمة إياها بإضعاف الفرنك لدعم الصادرات. 

وفي كلمة ألقتها أمس الأول الجمعة أمام حشود تجمعت للاحتفال بميثاق تأسيس البلاد، الموقع عام 1291، قالت الرئيسة السويسرية كارين كيلر-سوتر إن "سويسرا شهدت عواصف متكررة" وستجد حلا.

ووفقا للصحيفة، اتخذت بعض الشركات السويسرية إجراءات فورية فقد أغلقت شركة كونفيسيري باخمان، صانعة الحلويات ومقرها لوسيرن والمعروفة بحلوى شوتزينجلي، متجرها الإلكتروني أمام العملاء الأمريكيين لتجنب الضريبة الجديدة.

وقال رافائيل باخمان، المدير الإداري للشركة العائلية التي يزيد عمرها عن 125 عاما، والذي بدأ والده البيع للعملاء الأمريكيين منذ عقود: "سنتمكن من الصمود بدون السوق الأمريكية، لكنها كانت سوقا متنامية بالنسبة لنا". 
 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة