رواج ونشاط ملحوظ فى حركة الاكتتابات بالبورصة المصرية فى الفترات الأخيرة، وظهر ذلك جليا فى عام 2025، بالرغم من أنه خلال آخر 5 سنوات تم طرح وإصدار 8 شركات كطروحات أولية، إلا أن البورصة المصرية استطاعت أن تحقق رقمًا قياسيًا فى عدد الطروحات الأولية خلال عام 2025 سواء من الطروحات الحكومية أو الخاصة، فى إطار خطة الدولة لتعزيز أداء البورصة وتنشيطها، وتحسين بيئة التداول، وزيادة المعروض من الشركات المقيد لها، وزيادة قيمة رأس المال السوقى للبورصة المصرية.
ومن الملاحظ أن جميع المعطيات المتعلقة بالاقتصاد المصرى خلال الفترة الماضية، تسير بشكل إيجابى إلى حد كبير من حيث وجود استقرار نسبى فى سعر صرف الجنيه مقابل الدولار، بجانب تحسن ملحوظ فى أداء البورصة، وذلك مع تخطى المؤشر الرئيسى نقطة 34500 وزيادة رأس المال السوقى لقرابة 2.5 تريليون جنيه وتحسن حجم التداولات بشكل ملحوظ، بجانب توقعات إيجابية للاقتصاد المصرى مع تراجع البطالة ونمو الأجور، لذا من المتوقع أن ينشط الطرح الخاص بالبورصة خلال النصف الثانى لهذا العام وكذلك العام الجديد، إذ أعلنت شركات عن نيتها الطرح بالبورصة فى مجالات وقطاعات مختلفة.
ورصدت الحكومة، أن البورصة المصرية أصبحت تتمتع بقدر من العمق، ما يساعد الحكومة على المضى قدمًا فى تنفيذ برنامج الطروحات، هذا إلى جانب تأكيد نائب المدير العام لصندوق النقد الدولى التزام الصندوق بدعم الاقتصاد المصرى، مُعربا عن تقديره الكبير للجهود التى بذلتها الحكومة المصرية لتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى.
لذا أعلنت الحكومة أنها تعتزم استكمال برنامج الطروحات الحكومية خلال عام 2025، ببيع حصص فى 10 شركات حكومية بمختلف القطاعات الاقتصادية، سواء لمستثمرين استراتيجيين أو بالبورصة المصرية، كما أعلنت نيتها تنفيذ برنامج طروحات أولية بقيمة تصل إلى 6 مليارات دولار، لكن الظروف الاقتصادية العالمية غير المواتية هى التى عطلت البرنامج فى الفترة السابقة. ويأتي برنامج الطروحات الحكومية ضمن خطة الدولة نحو تشجيع القطاع الخاص، عبر إتاحة مجال أكبر للمشاركة فى توليد النمو الاقتصادى، وخلق فرص العمل وزيادة مستويات الاستثمار والصادرات.
وبالرغم من أن فرصة المكاسب من الاكتتابات والطروحات تكون بنسبة كبيرة إلا أننا نؤكد أن نجاح أى اكتتاب يتوقف على الترويج والتسويق الجيد، والتسعير الصحيح، لأن أى مبالغة فى قيمة السهم عن القيمة الأصلية يؤدي إلى خسارة فى سعر السهم من بداية تداوله وقد رصدنا هذه الظاهرة فى بعض الاكتتابات. ودائما ما ننصح المستثمرين بالمشاركة فى الاكتتابات، لأنه يوجد صندوق حماية للمستثمر من انخفاض سعر السهم عن سعر الاكتتاب، وهذا الصندوق مهمته استرداد أموال المستثمر مقابل التنازل عن أسهم الاكتتاب فى حال انخفاض سعر السهم عن سعر الاكتتاب بعد شهر من بداية الاكتتاب.
