تحل اليوم السبت 2 أغسطس ذكرى ميلاد المصور السينمائي الكبير وحيد فريد، أحد أبرز من حملوا الكاميرا في تاريخ السينما المصرية، والذي يلقبه العاملون في الوسط بـ"شيخ المصورين"، بعدما تجاوز رصيده الفني أكثر من 190 فيلمًا، جمعته خلالها الكاميرا بكبار النجوم والمخرجين، وترك بصمة لا تُنسى على الشاشة الفضية.
من الإسكندرية إلى كاميرا "استوديو مصر"
وُلد وحيد فريد عام 1923 في الإسكندرية، وانتقل مع أسرته إلى القاهرة حيث التحق مبكرًا بعالم السينما. بدأ مشواره الفني من داخل استوديو مصر عام 1939، مساعدًا لكبار المصورين مثل مصطفى حسن ومحمد عبد العظيم، قبل أن يشق طريقه بنفسه ويبدأ في دراسة أساليب الإضاءة والتصوير السينمائي بالألوان.
بداية التألق.. أول أفلامه وأهم التعاونات
جاءت انطلاقته الحقيقية في عالم التصوير السينمائي مع فيلم "ابن الشرق" للمخرج إبراهيم حلمي، ومن بعدها بدأت سلسلة طويلة من الأعمال التي صوّرها، والتي شكّلت ملامح السينما المصرية لعقود، ومن بينها أفلام خالدة للفنانة فاتن حمامة مثل: "لك يوم يا ظالم"، و"إمبراطورية ميم"، و"ليلة القبض على فاطمة"، كما تعاون مع العندليب عبد الحليم حافظ في 11 فيلمًا، منها "معبودة الجماهير"، و"الخطايا"، و"البنات والصيف".
رائد الأبيض والأسود والشاشة العريضة
تميّز وحيد فريد بقدرته على التعامل مع كافة تقنيات الصورة، ووصل إلى ذروة الإبداع بالأبيض والأسود في فيلم "قطار الليل" (1953)، بينما واجه أحد أصعب تحدياته في تصوير فيلم "بين السما والأرض" (1959) الذي تدور أحداثه داخل مصعد معطل، كما دخل التاريخ عندما صور فيلم "دليلة" (1956)، أول فيلم مصري بالألوان البانورامية العريضة.
ضمت قائمة أفلامه علامات بارزة مثل: "الشموع السوداء"، "القاهرة 30"، "ولا عزاء للسيدات"، "الهلفوت"، "أفواه وأرانب"، "شارع الحب"، "المنزل رقم 13"، و"الأستاذة فاطمة"، وغيرها من الأعمال التي تُعتبر اليوم مرجعًا بصريًا في تاريخ السينما.
شهادته عن السندريلا.. "كان وشها حبيب للكاميرا"
في أحد اللقاءات التليفزيونية النادرة، تحدّث وحيد فريد عن علاقته بكواليس التصوير مع كبار نجمات السينما، وعلى رأسهن سعاد حسني. وأوضح أن السندريلا كانت شديدة التعلق بالمكياج رغم جمالها الطبيعي، قائلاً: "وش سعاد حسني كان حبيب الكاميرا، بتطلع محبوبة على الشاشة جدًا، لكن بعد ما نجحت بقت ليها متطلبات خاصة، والمكياج كان دايمًا شيء أساسي عندها، رغم إني قلت لها إن وشها مش محتاجه".
وأضاف مبتسمًا: "مرة صورتها من غير مكياج، وطلعت جميلة جدًا، بس هي كانت بتحب تحط كل حاجة أوفر.. من الرموش لظل العين للحواجب، كنت ببص ألاقي النص اللي فوق كله متغطي!"
وداع السينما.. وبصمة لا تُمحى
ظل وحيد فريد يعمل حتى وفاته في 22 أبريل 1998، بعد رحلة فنية امتدت قرابة 6 عقود، ترك خلالها تراثًا بصريًا فريدًا، لا يزال يُدرس وتستلهم منه الأجيال الجديدة في معاهد السينما