بريد المصور : استجابات سريعة

عزيزى القارئ..

لا شكّ أن «السوشيال ميديا» أصبحت قناة فعالة وسريعة للتواصل بين المواطن والدولة، وتحديدًا وزارة الداخلية، التى أظهرت سرعة استجابة لافتة فى التعامل مع الشكاوى ومقاطع الفيديو التى تُنشر عليها، لا سيما فيما يتعلق بمخالفات المرور والسيارات المخالفة ومواجهة البلطجية، بما يمثل عصرًا جديدًا من المساءلة الفورية.. وما تقوم به أجهزة الأمن من التعامل مع البلاغات، يتناسب مع التطور وعصر الرقمنة بما يواكب الجمهورية الجديدة..

ولم يعد المواطن بحاجة إلى ساعات من الانتظار فى أقسام الشرطة أو تعقيدات الإجراءات التقليدية فى كثير من الحالات، يكفى الآن تسجيل مقطع فيديو بواسطة هاتفك المحمول، ذلك الجهاز الذى تحول من أداة اتصال شخصى إلى سلاح توثيقى قوى وسريع، خاصةً مع نشر أعماله على منصات التواصل الاجتماعى مثل تويتر أو فيسبوك أو إنستجرام، أو اليوتيوب، مع توجيه المنشور للحسابات الرسمية لوزارة الداخلية..

والمثير للانتباه، هو سرعة المتابعة والاستجابة والضبط من الإدارات المختصة بالوزارة..

كل هذا يؤكد أن كاميرات الهواتف المحمولة ومنصات السوشيال، لم تظل مجرد أدوات دردشة وتسلية، بل تحولت إلى قنوات فاعلة فى يد المواطن لتحقيق المساءلة والعدالة المجتمعية وسرعة الاستجابة للشكاوى والمقاطع المنشورة على هذه المنصات، خاصة إذا تعلق الأمر بالبلطجة وتجارة المخدرات، أو أى تجاوز، سواء فى حق أفراد أو ترويع وقتل حيوانات، أو أى مخالفة للقانون يتم توثيقها، وهو ما يشير إلى تحول جذرى فى فلسفة العمل الأمنى نحو مزيد من الانفتاح على المجتمع الرقمى، والاستفادة من التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، وتعزيز مبدأ سيادة القانون.

هذه الأمور المجتمعية، تؤكد على بناء شراكة جديدة وحقيقية بين المواطن والشرطة، يمثلها يقظة الأول بكاميرته، وسرعة وجدية الثانية، ورد فعل المؤسسة السريع، واتخاذ ما يلزم فى وقته وحينه، وهو ما يمثل خطوة مهمة نحو مجتمع أكثر أمنًا ونظامًا وثقة متبادلة بين الوطن والمواطن.