قال عبدالحكيم عبد الناصر، نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، إن الجمهورية التى أنشأتها ثورة 23 يوليو 1952 كانت من أجل المواطن المصرى، وهدفت لرفع الظلم الاجتماعى وتحقيق العدالة والمساواة، مؤكدًا أن المبادئ التى قامت عليها الثورة ما زالت صالحة حتى اليوم، وإن تغيّرت أدوات التنفيذ.
وأوضح عبد الحكيم، فى حوار خاص ينشر لاحقًا، أن الأسرة كانت تحتفل سنويًا بذكرى الثورة بحضور الخطاب الرسمى والعرض العسكرى، قبل الانتقال إلى الإسكندرية للاحتفال بخروج الملك، مشيرًا إلى أن تلك الذكرى كانت تمثل مناسبة وطنية عامة وعائلية على السواء، تتخللها الأغانى الوطنية التى كانت تبث روح الانتماء.
وأضاف: "كان العرض العسكرى يُنظَّم بجوار نهر النيل ثم ننتقل لاحقًا إلى المنصة الرئيسية بطريق النصر، وكنا نحتفل فى استاد الإسكندرية يوم 26 يوليو بخروج الملك وتأميم القناة، وكانت الأغانى الوطنية التى يقدمها عبد الحليم حافظ وأم كلثوم جزءًا من الروح العامة التى نحياها".
وأشار إلى أن الدافع الرئيسى وراء الثورة كان "رفع الظلم الاجتماعى" عن الغالبية الساحقة من المواطنين الذين لم يكن لهم حق فى التعليم أو العلاج أو التملك، لافتًا إلى أن تركيبة المجتمع قبل الثورة كانت تُمكّن 5% فقط من المصريين من التمتع بالثروة والفرص، بينما كان 95% من الشعب يعانون الفقر والحرمان.
وأضاف: "حتى مشروع حكومة الوفد قبل الثورة كان لمحاربة الحفاء، لأن أغلبية الشعب لم تكن تملك أحذية.. لم يكن هناك تكافؤ فرص، ولم تكن ديمقراطية حقيقية بل أصوات تُعبّر عن رأس المال والاستعمار".
وأكد أن المبادئ الستة للثورة – من القضاء على الاستعمار، والإقطاع، والاحتكار، إلى إقامة العدالة الاجتماعية، وبناء الجيش، وإرساء الديمقراطية – كانت أهدافًا مشروعة، مشددًا على أن "القيم لا تتغير.. ما يتغير فقط هو المناخ وآليات التنفيذ".
وحول حياة الزعيم الراحل داخل الأسرة، قال عبدالحكيم: "كان أبًا حنونًا للغاية، ورغم كل ما كان يحيط به من ضغوط، لم تكن تغيب ابتسامته عنا.. أتذكر جيدًا أنه مهما كان الأمر متأزمًا، كانت ابتسامته تسبق أى حديث عندما أدخل عليه".
وأضاف: "كنا نعيش كأى أسرة مصرية، نتلقى تعليمنا فى المدارس القومية، ونرتاد نادى هليوبوليس، وكان دائمًا يحدثنا عن مصر وضرورة الحفاظ عليها".
ولفت إلى أن الرئيس عبد الناصر كان "مستمعًا جيدًا فى اجتماعاته" على عكس ما صوّره خصومه، موضحًا أن كثيرًا من المفكرين والعلماء مثل الدكتور أحمد زويل والدكتور جابر عصفور وغيرهم هم من ثمار ثورة يوليو التى أفسحت الطريق لتعليم أبناء الطبقات المتوسطة.
وحول التحديات التى تواجه الإرث الفكرى للثورة، أكد عبد الحكيم عبد الناصر أن مصر اليوم فى وضع أفضل كثيرًا مقارنة بما كانت عليه قبل يوليو 1952، مشيرًا إلى أن نسبة الأمية قبل الثورة كانت تتجاوز 90%، بينما تمتلك البلاد اليوم ثروة بشرية من الشباب المتعلم والمثقف.
وأضاف: "مصر قادرة على الاعتماد على شبابها لتخطى التحديات، بشرط الحفاظ على التوازن الاجتماعى وتجنّب الاحتقان الطبقى، خاصة فى ظل المخططات التى تُنفذ فى الإقليم بهدف إشعال الفوضى".
واختتم: "مصر محاطة بتهديدات خارجية وداخلية، منها بقايا الجماعة الإرهابية التى تسعى للعودة عبر خلايا نائمة، ما يتطلب الوعى واليقظة لحماية الدولة".