رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

يفاضل بين عدة عروض محلية وخارجية.. أيمن الرمادى: الزمالك محطة لا تُنسى بمسيرتى


28-6-2025 | 13:53

أيمن الرمادى المدير الفنى للفريق الأول لكرة القدم بنادى الزمالك

طباعة
حوار: محمد القاضى

فى ظروف صعبة نجح أيمن الرمادى، المدير الفنى للفريق الأول لكرة القدم بنادى الزمالك فى تحقيق الغرض من وراء التعاقد معه لمدة شهر واحد فقط، والذى يتمثل فى الحصول على بطولة كأس مصر، فى واحد من أصعب المواسم التى مرت فى تاريخ القلعة البيضاء، والتى أدت إلى العديد من التغييرات على مستوى الأجهزة الفنية، ما بين المدربين الأجانب أو المحليين، حتى تم الاستقرار على أن يتولى مدرب سيراميكا كليوباترا السابق، مهمة تدريب الفريق الأبيض، فى محاولة لإنقاذ الزمالك من الموسم الصفرى، لذلك حرصت «المصور» على التحدث مع «الرمادى» لمعرفة كل ما دار فى كواليس مهمته مع الزمالك.

 

كيف ترى تجربتك القصيرة مع نادى الزمالك؟

بكل صراحة، كانت تجربة مميزة للغاية، وأعتبرها واحدة من أهم محطات حياتى المهنية، شرف لأى مدرب أن يقود فريقًا بحجم وقيمة نادى الزمالك، صاحب التاريخ الكبير والجماهير الوفية، والارتباط بينى وبين جماهير النادى نشأ بسرعة كبيرة، وشعرت بأننى جزء من هذا الكيان منذ اللحظة الأولى، الحمد لله أننى أنهيت التجربة بالفوز ببطولة غالية هى كأس مصر، رغم كل التحديات التى واجهتنا.

وما سبب إعلانك الرحيل بعد التتويج مباشرة؟

أنا مدرب محترف، ولا أقبل العمل بطريقة «هاوي»، بعد المباراة النهائية منحت نفسى مهلة يومين فقط لاتخاذ قرارى النهائى بشأن الخطوة التالية، الانتظار لفترة غير معلومة لا يتماشى مع مفاهيم الاحتراف، كنت حريصًا على توضيح الصورة، وأعلنت ذلك عبر بيان رسمى احترامًا لجماهير الزمالك وإدارة النادى.

وكيف ترى أداء الفريق فى نهائى الكأس أمام بيراميدز؟

المباراة لم تكن سهلة على الإطلاق، واجهنا فريقًا قويًا تُوّج بلقب دورى أبطال إفريقيا، قبل أيام قليلة من لقائنا فى نهائى كأس مصر، ونحن فى موسم مليء بالضغوط، لكننى كنت أحمل هم جماهير الزمالك، وكنت واثقًا فى قدرة اللاعبين على التعامل مع الموقف، صحيح أن الأداء فى الشوط الأول شهد شيئًا من التردد، لكننا قدمنا شوطًا ثانيًا كبيرًا، لعبنا فيه بشجاعة، وكان الفوز مستحقًا.

هل ترى أن هناك أسماء برزت خلال وجودك القصير مع الفريق؟

بلا شك أرى أن سيف فاروق جعفر من اللاعبين الذين ينتظرهم مستقبل كبير، هو موهبة حقيقية، ولم يُمنح فرصته الكاملة فى الفترات الماضية، بل أظن أنه ظلم نفسه فى بعض الأحيان، لكنه يملك الإمكانيات التى تؤهله ليكون من أبرز لاعبى مصر خلال السنوات المقبلة.

وهل شعرت بأنك تعرضت للظلم فى تجربتك القصيرة مع الزمالك من حيث التقييم أو التوقيت؟

لا أرى أننى تعرضت للظلم، لكن بكل تأكيد كنت أتمنى أن تكون الظروف مختلفة على مستوى التوقيت والإعداد، استلمت الفريق فى فترة صعبة، مع ضغط جماهيرى وإعلامى، وتاريخ موسمى لم يكن فى صالح اللاعبين نفسيًا، ومع ذلك تعاملنا جميعًا باحترافية وواقعية، وكان هناك تجاوب سريع من اللاعبين، الفوز بالكأس لم يكن صدفة، بل ثمرة لعمل مكثف وشجاعة فى اتخاذ القرارات، ربما لم تكن المدة كافية لإبراز كل ما يمكن تقديمه، لكننى راضٍ عما تحقق.

وكيف ترى مستقبل الزمالك فى ظل هذه الظروف؟

الزمالك نادٍ كبير، وتاريخه أكبر من أى أزمة، ما يحتاجه الفريق حاليًا هو الاستقرار، ودعم الجماهير والإدارة للجهاز الفنى المقبل، هناك خامات مميزة جدًا فى الفريق، وإذا تم استثمارها بالشكل الصحيح، يمكن للزمالك أن يعود سريعًا للمنافسة على كافة البطولات، أتمنى من كل قلبى أن تسود العقلانية فى القرارات، وأن تُبنى المرحلة المقبلة على أساس مهنى واضح.

دعنا نعود قليلاً.. كيف تقيم تجاربك السابقة فى الدورى المصرى؟

عملت مع أندية مثل أسوان وسيراميكا كليوباترا، ولكل تجربة خصوصيتها، وفى أسوان كانت الظروف صعبة لكننا استطعنا خلق توليفة مميزة بأقل الإمكانيات، بينما كانت تجربتى مع سيراميكا مختلفة، من حيث الطموحات والبنية التنظيمية، تعلمت الكثير من هاتين التجربتين، وقد ساعدتني على التطور كمدرب قادر على التعامل مع أنماط مختلفة من التحديات.

وما الخطوة المقبلة؟ وهل هناك عروض فعلية على الطاولة؟

حتى الآن، لم أحسم قرارى النهائى، لدى بالفعل بعض العروض من أندية فى الدورى المصرى الممتاز، وهناك أيضًا تواصل جاد مع مسئولى نادى اتحاد كلباء الإماراتى، وهو نادٍ أرتبط به بعلاقة مميزة منذ سنوات، واحتمالية العودة إليه واردة بشدة، لكننى أكرر: لن أتخذ أى قرار إلا بعد دراسة كافة التفاصيل بشكل دقيق، ما يهمنى هو المشروع الرياضى، والجدية فى التعامل، وليس فقط التواجد فى أى نادٍ.

حال عودتك للعمل فى الدورى المصرى، ما المعايير التى ستضعها لاختيار النادى؟

أبحث دائمًا عن البيئة التى تسمح لى بالنجاح، ليس فقط من ناحية الإمكانيات، ولكن أيضًا على مستوى الرؤية الفنية والإدارية، النادى الذى يمتلك مشروعًا واضحًا، ويمنح المدرب الصلاحيات اللازمة لبناء فريق حقيقى، هو من يجذبنى، لا أبحث عن التواجد من أجل التواجد، بل أحرص على العمل فى مناخ يسمح بتطبيق أفكارى وتحقيق طموحات الجماهير.

وهل ترى أن الأندية المصرية باتت تتيح هذه المساحة للمدرب؟

الأمر يختلف من نادٍ لآخر، هناك أندية بدأت تفهم أهمية الاستقرار الفنى ومنح المدرب فرصة لبناء مشروع، وهناك من لا يزال يتعامل مع الأمور بعقلية النتائج الفورية، للأسف فى بعض الأحيان تتم إقالة المدربين بعد خسارة مباراة أو اثنتين، دون النظر إلى السياق أو ظروف الفريق، هذا أمر لا يخدم كرة القدم ولا يساعد على التطوير.

كيف تقيم الفارق بين تجربة التدريب فى مصر وتجربة الخليج خاصة فى الإمارات؟

العمل فى الإمارات له طبيعة مختلفة، سواء من حيث التنظيم أو البنية التحتية أو استقرار الأندية إداريًا، وهناك التزام كبير بالتعاقدات، واحترام واضح لعمل المدرب، بالإضافة إلى بيئة احترافية تساعد على الإبداع، فى المقابل الكرة المصرية تملك موهبة فطرية استثنائية، ولاعبين لديهم إمكانيات عالية، لكن ينقصنا أحيانًا النظام والاستمرارية.

ما رأيك فى تطور المدرب المصرى حاليًا؟ وهل ينقصه شيء للانتشار عربيًا وخارجيًا؟

المدرب المصرى تطور كثيرًا خلال السنوات الأخيرة، وأصبح أكثر انفتاحًا على المدارس الحديثة، وهناك أسماء مشرفة أثبتت جدارتها، سواء محليًا أو حتى فى تجارب خارجية، ما ينقص بعض المدربين هو الدعم المؤسسى، والفرص التى تمنح لنظرائهم فى دول أخرى، كما أؤمن بأهمية تطوير الجانب الشخصى والتواصلى للمدرب، لأن جزءًا كبيرًا من النجاح فى الخارج يعتمد على إدارة العلاقات والثقافة العامة، بجوار الجانب الفنى.

وهل ترى نفسك قريبًا من تدريب منتخب أو خوض تجربة دولية؟

لم لا؟، المدرب يجب أن يكون طموحًا، ويضع لنفسه أهدافًا متجددة، سبق وأن تلقيت اتصالات غير رسمية لتولى مهام فنية على مستوى المنتخبات، ولكن لم تصل إلى مرحلة التفاوض الفعلى، إن أتيحت لى فرصة العمل مع منتخب أو خوض تجربة دولية محترمة، فسأرحب بها بالتأكيد، بشرط أن تتوفر المعايير التى ذكرتها: مشروع واضح، وبيئة احترافية.

بعيدًا عن الملعب.. كيف يتعامل أيمن الرمادى مع الضغوط الشخصية والمهنية؟

الضغوط جزء لا يتجزأ من مهنة التدريب، خاصة عندما تعمل فى أندية جماهيرية مثل الزمالك، على المستوى الشخصى أحرص دائمًا على أن يكون لدى وقت للهدوء والتفكر، سواء عبر القراءة أو الاستماع للموسيقى أو حتى المشى لفترات طويلة، كما أُولى أهمية كبيرة للعائلة، فهم الداعم الأول لى، وأحرص على أن أحافظ على التوازن بين الحياة المهنية والحياة الخاصة، وهذا هو سر الاستمرار فى هذه المهنة الشاقة.

وما النصيحة التى توجهها للمدربين الشباب فى بداية مشوارهم؟

أول ما أقوله، لا تتعجلوا النتائج، التدريب مهنة تحتاج إلى صبر طويل، وعليكم أن تتعلموا وتستثمروا فى أنفسكم أولًا، من خلال الدراسة، ومتابعة الجديد فى عالم التكتيك والإعداد الذهنى، لا بد أن يدرك المدرب الشاب أن الإخلاص للمهنة، والصدق مع النفس، واحترام من يعمل معه، هى ركائز النجاح الحقيقى، الطريق ليس سهلاً، لكن من يسير فيه بثبات يصل حتما.

ماذا تقول لجماهير الزمالك بعد رحيلك؟

أقول لهم شكرًا من القلب، محبتكم وصلتنى بكل الطرق، وسأظل أذكرها دائمًا بكل امتنان، كنتم الدافع الأول لنا فى وقت صعب، وأتمنى أن تظلوا سندًا للفريق فى كل الظروف، وأتمنى لنادى الزمالك، إدارة ولاعبين وجماهير، دوام النجاح والتوفيق فى كل البطولات.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة