رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

جامعة القاهرة والقوة الناعمة لجامعاتنا


27-6-2025 | 12:19

.

طباعة
بقلم: إيمان رسلان

تحت قبتها النحاسية الشهيرة بقاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة، وللمرة الثانية خلال أسابيع قليلة تستضيف الجامعة لقاء وحوارا مع كبار السياسيين الأجانب من ضيوف الدولة المصرية، فها هى وزارة التعليم العالى تتألق، وعبر جامعة القاهرة -المتفردة - التى أصبحت مقصدا للحكام والسياسيين يلقون بها رسائلهم، وللمرة الثانية خلال أسابيع جلست تحت قبتها لأستمع لمحاضرة طبية وعلمية من جورو ماتسوت رئيس وزراء صربيا.

جاءت جلستى هذه المرة، وكالسابقة فى حضرة الرئيس الفرنسى ماكرون خلف مجلس جامعة القاهرة الموقر، ولكن هذه المرة فى محاضرة أكاديمية عن طب النساء، وعلاقة الغدد به، فدار بذهنى طيف من الأفكار عن قوة مصر الناعمة والخشنة، فعبر العلم وهو سياسة بشكل آخر، فالعلماء سفراء ينطلق علمهم ليتجاوز الحدود القطرية لكل بلد ولما لا فالعلماء ورثة الأنبياء.

تسطع مصر كلها فى خلفية مشهد القبة بالقوى العلمية الحية بها، فمجلس الجامعة يجلس حول د. أيمن عاشور وزير التعليم العالى، ويجاوره د. محمد سامى عبد الصادق رئيس الجامعة، فى الأثناء كنت أتلقى أخبار صدور التصنيفات الجامعية لعام 2025 والتى تتوالى أخبار صدورها هذا الشهر، فقد تقدمت جامعة القاهرة فى تصنيف QS -الكيو اس الإنجليزى وهو أحد أهم ثلاثة تصنيفات عالمية للجامعات وإن كان أهمها عالميا وعلميا هو التصنيف الصينى - شنجهاي- بالتصنيف الإنجليزى.

تقدمت جامعة القاهرة عدة مراكز لتصبح فى المركز 347 بدلا من المركز الـ350 سابقا، ولتسبق الجامعة الأمريكية بالقاهرة التى جاءت فى المركز الثانى وبفارق أكثر من 30مركزا، وهما الجامعتان اللتان ظهرتا فى أفضل 500 جامعة، وجاءت عين شمس فى المركز 542 ثم الإسكندرية وجامعات المستقبل والأزهر والمنصورة والجامعة الألمانية والبريطانية والأكاديمية العربية حاضرة وحتى ترتيب 1400 جامعة على مستوى العالم، وبهذا تكون الجامعات الخاصة قد حققت إنجازا ويرتفع عددها لتضم 5 جامعات فى أفضل 1500 جامعة.

وبهذا التقدم فى الدعم للجامعات المصرية، تحتل جامعة القاهرة مكانتها فهى درة الجامعات المصرية بلا منازع، ويكون من الطبيعى أن تكون فى مقدمة القوة الناعمة والعلمية لمصر بل ولتكون قبلة للرؤساء فى زياراتهم لمصر، وشخصيا حضرت وأتابع بها ومنذ التسعينيات الرؤساء وهم يلقون الخطب تحت قبتها النحاسية، وما زال عالقا بذهنى محاضرة نيلسون مانديلا تحديدا، وقد ذهبت لأسلم عليه وقتها فهذا شرف لى فهو إحدى أيقونات النضال الإنسانى والسياسى ضد التمييز، وكذلك جاء جاك شيراك الرئيس الفرنسى فى تجديدات وافتتاح قصر العينى الجديد أو الفرنسى كما هو متداول شعبيا ثم أوباما الرئيس الأمريكى الأسبق، والملك سلمان وكانت كلماته تفيض حبا واحتراما لمصر والجامعة، ثم الرئيس الفرنسى الثانى الذى يزور قبتها كان الرئيس ماكرون، وهنا لابد أن نتذكر أن قبة الجامعة شهدت حضور كافة ملوك ورؤساء مصر منذ إنشاء حرمها الحالى وقبتها الشهيرة حتى اسمها تحول من جامعة فؤاد، وكان الملك فؤاد هو سكرتير لجنة تأسيس الجامعة المصرية وحضر إليها الملك فاروق أيضا، وبعد ثورة يوليو كان الرئيس عبد الناصر حريصا على زيارة الجامعة سنويا فى عيد العلم، وحرص الرئيس السيسى على زيارتها كما ذهب الرئيس السادات إليها مرتين، والرئيس مبارك عدة مرات، وكذلك الرئيس السيسى والكثيرون من الرؤساء الأفارقة خاصة فى حقبة الستينيات، حتى الرئيس التركى أردوغان كرئيس وزراء خطب بها، وأخيراً كان رئيس الوزراء الصربى وهى إحدى دول يوغوسلافيا سابقا والتى كانت تربطنا بها علاقة تاريخية؛ حيث أسس الرؤساء عبد الناصر ونهرو وتيتو منظمة عدم الانحياز والتى لعبت دورا مهما فى زمانها.

لكن حضور رئيس وزراء صربيا كان مختلفا لأنها كانت محاضرة علمية شيقة لمعشر النساء وأنا منهم فهو أستاذ وطبيب وتولى منصبه السياسى قبل أسابيع فقط من الزيارة، وهو يعمل بالسياسة بجانب البحث العلمى؛ أى أنه كان يمارس مهنته حتى وقت قريب، ولذلك حرص على أن تكون زيارته للجامعة فى إطار محاضرة علمية تخص أمراض النساء والغدد الصماء، لذلك أنصت للمحاضرة باهتمام لأنه عرض لأحدث نتائج الدراسات التى تمت فى أوروبا وشارك بها، وهى عن تكيس المبيض وهو المرض الشائع لعديد من النساء وعلاقة ذلك بالغدد فى الجسم، وأن ذلك يبدأ من مراحل مبكرة للمرأة وطبقا لمحاولة فهمى -طشاش -للمصطلحات - لكن فهمت أن هناك علاقة وطيدة خاصة بمرض السكرى والسمنة، وكطبيب أوصى بالاهتمام خاصة فى منطقتنا من جنوب البحر المتوسط، ومن الطفولة للمرأة والاهتمام بنظام غذائى صحى، والأهم هو ممارسة الرياضة - فى سرى قلت والعياذ بالله هل هناك رصيف لا يحتاج لبطولة القفز على الحواجز لصعوده فما بالك بوجوده من الأصل؟!- بلعت أحلامى بالرصيف فى سرى-.

رئيس الوزراء الطبيب عرض لإحصائيات مهمة ولنتائج البحث الأوروبى - ولكنه ربط بين الطب، وبين دور الإعلام فى التوعية وهذا صحيح، فليس هناك بحث علمى يحلق فى أوراق البحوث فقط! هنا تبهت أكثر للتوصيات فى البحث وهى مهمة وأتمنى أن يعرضها بنقاش مجلس كلية طب قصر العينى الذى كان يجاورنى فى الجلوس، وتمنيت أن تحذو الكليات المختلفة حذو مبادرة وزارة التعليم العالى فى عرض نتائج الدراسات والأبحاث التى يتم العمل عليها فى مصر، وأن نفتح الباب لعلمائنا وأساتذة الجامعات فى السفر لحضور المؤتمرات العلمية، وأن نخفف من القيود على سفر الأساتذة وتبادل الآراء العلمية، لأنه حتى فى ظل التقدم العلمى الحالى والتواصل فلابد من إقامة العلاقات الشخصية وتبادل الأسماء والخبرات، وأن يكون مقابل السفر وضع التزامات دقيقة وهى أنه خلال شهر مثلا يقدم تقرير لمجلس القسم ويتم عمل سمنار لذلك، وأن يطرح على الطلاب فى المحاضرات ما تم، وأن يناقش وقائع المؤتمر مع طلاب الدراسات العليا تحديدا، وليس هناك ما يمنع من عرض فيديوهات للمداخلات فى المؤتمر الذى حضره الأستاذ، وأهم الأفكار به، ويكون ذلك عبر تقارير مشاهدة ومكتوبة بجدية، وأحلم بأن يتم عقد أو عودة للمؤتمرات العلمية الدولية بالداخل فى مختلف التخصصات.

واعتقد أن الجامعات الحكومية أصبح لديها بنود ووفرة مالية من إنشاء الجامعات الأهلية، وأن يخصص جزء منه للأبحاث والمؤتمرات العلمية الدولية، وأن يتم ذلك بشكل دورى ولو كل عامين، فنوفر للأجيال الجديدة من الباحثين فرص الاحتكاك والحوار، وأيضا نروّج لمصر ولجامعاتنا، وبذلك نضمن أن ينتقل العلم أو الأفكار رأسيا وأفقيا وتدور العجلة، وليس هناك داعٍ للتخوفات أو التحفظات، والدليل هو تقدم الجامعات المصرية فى التصنيفات الدولية. وجزء منها هو المتابعة والنشر لأبحاث، وهذا لن يحدث إلا بالاحتكاك والمشاركة المباشرة، وبدلا من أن يذهب الأساتذة سرا فليكن ذلك تحت تدقيق وفهم لضرورة هذه المؤتمرات، وذلك بوضع ضوابط دقيقة لنشر المشاركة والنقاش حولها، وكانت تلك خواطر على هامش المحاضرة العلمية المتخصصة، فلولا سمعة جامعاتنا وخاصة جامعة القاهرة لما تمت مثل هذه النقاشات سواء فى حوار ماكرون الشبابى أو العلمى الأخير.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة