رغم ما تشهده الساحة الإعلامية من تطور تكنولوجى فى المحتوى والأفكار، تظل إذاعة القرآن الكريم الأكثر استماعا على مستوى العالم بشهادة الأمم المتحدة فى المحافظة على صحيح الدين وما يحتويه كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإن امتلاك إذاعة القرآن الكريم للتسجيلات النادرة لكبار العلماء جعلها الأكثر محافظة على التراث، كما أن دورها التثقيفى والتنويرى فى تجديد الخطاب الدينى بما يتواكب مع متطلبات العصر -جعلها المنبر الوحيد الذى اجتمع عليه المسلمون فى كل بقاع الأرض. «المصوّر» التقت إسماعيل دويدار، رئيس إذاعة القرآن الكريم، لنتعرف منه على خطته لتطوير الإذاعة وصدى قرار منع الإعلانات لدى مستمعى الإذاعة،
بداية.. ما أبرز المحطات فى مسيرتك المهنية، ورحلتك فى العمل الإذاعى؟
التحقت بالإذاعة عام 1993 مذيعًا فى إذاعة البرنامج العام وقارئ نشرة الأخبار، ثم أُسند لشخصى إدارة الربط ومدير عام البرامج الخاصة، ثم انتقلت عام 2023 للعمل نائبًا لشبكة القرآن الكريم، وفى نوفمبر 2024 توليت رئاسة إذاعة القرآن الكريم.
وإذاعيًّا.. قدمت أكثر من 30 برنامجًا على إذاعة البرنامج العام، على رأسها برنامج «نبض القانون»، وهو من أهم البرامج لدى مستمعى البرنامج العام حتى الآن، وقدمت برامج أخرى، مثل: «عزيزى المستمع» و«الأمل فى فرصة عمل» و«العيون الساهرة»، والكثير من البرامج العامة والخاصة.
كيف ترى إذاعة القرآن الكريم فى الوقت الحالى؟
إذاعة القرآن الكريم، كانت وستظل، الأكثر استماعا على مستوى العالم بشهادة القسم الإعلامى بالأمم المتحدة.
ما تقييمك لقرار منع بثّ الإعلانات عبر أثيرها؟
من أهم القرارات التى اتُّخذت، ويعود الفضل للكاتب الصحفى أحمد المسلمانى، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، الذى لم يتوانَ لحظة فى إصدار هذا القرار الذى أثلج صدور المستمعين على مستوى العالم العربى والإسلامى، وهذا القرار ينمّ عن قدسية واحترام ما تقدمه شبكه القرآن الكريم من تلاوات قرآنية عطرة وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وآثار التابعين والصحابة.
ما أول قرار اتخذته بعد توليك رئاسة إذاعة القرآن الكريم؟
إعادة ترتيب التلاوات حسب ترتيب القراء وترتيب الفترات المفتوحة، بما يتواكب مع قضايا العصر، فنحن لا نقدم البرامج أو الفترات المفتوحة لملء الوقت ولكن لربطها بقضايا الأمة، كما وجهت المذيعين بالدخول فى الحوار مباشرة وفى نفس الوقت نقتصر الكلام على ما قلّ ودلّ؛ ليستفيد المستمع من القضايا المطروحة بعيدًا عن التشتت.
فى رأيك، ما الدور التثقيفى والتوعوى الذى تقدمه إذاعة القرآن الكريم داخل البيوت؟
لدينا مجموعة من البرامج الموجهة مباشرة للشباب، منها «رسالة للشباب» ويقدمه علاء العرابى، ولدينا «الأسرة والمجتمع» وهى مجلة أسبوعية تقدمها سحر فاروق وعلياء الحكيم ومنى عبدالهادى، وهناك فترة بعنوان «الإسلام والحياة» كل أسبوع فترتان، نختار فيهما الموضوعات التى تعنى بالأسرة المصرية وبقضايا المجتمع، وكيفية إحداث المواءمة بين أفراد الأسرة، سواء تعامل الآباء مع الأبناء، وتعامل الأزواج فيما بينهم، وطرق التربية، ومخاطبة الشباب، بما يتواكب مع قضايا العصر.
تعتبر إذاعة القرآن الكريم منذ تأسيسها «قوة ناعمة» لمصر فى إفريقيا وآسيا، هل ما زال هذا التأثير موجودا؟
أكثر من 40 فى المائة من مستمعى إذاعة القرآن الكريم خارج مصر، وهى منتشرة فى كل بقاع العالم فى أمريكا وأوروبا وكندا وإفريقيا ودول أخرى تأتى منها رسائل من خلال الجالية المصرية والعربية المنتشرة هناك، وإذاعة القرآن الكريم هى المنبر الذى اجتمع عليه المسلمون من كل بقاع الأرض لتعليم الإسلام السمح والفكر الوسطى الذى يصل إلى قلوب كل المستمعين.
ما البرامج الجديدة التى شهدتها إذاعة القرآن الكريم بعد توليك رئاستها؟
أضفنا قرابة 30 برنامجا جديدا منذ أن توليت رئاسة شبكة إذاعة القرآن الكريم، وقدمنا العديد من البرامج المتميزة فى شهر رمضان الماضى من أهمها برنامج «حديث الإمام»، ويقدمه فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبرنامج «يحبهم ويحبونه» ويقدمه الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، وبرنامج «من مكارم الأخلاق» ويقدمه الدكتور نظير عياد، مفتى الديار المصرية، وفى موسم الحج القادم نُقدم «معالم الحج» نناقش فيه أهم معالم الحج، بداية من مسجد التنعيم الذى يحرم فيه المقيمون فى مكة المكرمة وأماكن الإحرام داخل المملكة العربية السعودية، وهناك برنامج بعنوان «أشهر معلومات» ويقدمه الزميل عبدالخالق عبدالتواب وبرنامج «أخى الحاج انتبه»، نعرض فيه كل طرق أداء المناسك، وإذا تعرض الإنسان لأى ظرف يلجأ لمَن، كل ذلك بمعلومات موثّقة من السفارة السعودية ووزارة الحج فى المملكة العربية السعودية لخدمة الحجاج المصريين.
برأيك.. إلى أى مدى ستتأثر برامج الإذاعة بصدور قانون الفتوى الشرعية؟
شرفت بتمثيل الهيئة الوطنية للإعلام فى إصدار قانون الفتوى، وكانت الفتوى مقتصرة على هيئه كبار العلماء من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، ولكن طلبت إضافة رؤساء أقسام الشريعة الإسلامية فى الكليات المناظرة، وأوضح أنه ليس بالضرورة أن كل مَن ينتسب إلى الكليات النظرية بالأزهر الشريف يستطيع إيصال الفتوى الصحيحة للمستمعين بطريقة ميسّرة، وأصبحت الفتوى الشرعية طبقا للقانون الجديد متمثلة فى هيئة كبار العلماء من الأزهر الشريف، ودار الإفتاء واللجان التى تشكلها وزارة الأوقاف بعد موافقة هيئه كبار العلماء، وأُضيف إليهم رؤساء أقسام الشريعة الإسلامية من الكليات المناظرة بناء على طلب إذاعة القرآن الكريم، وهذا يؤكد قيمة ومكانة إذاعة القرآن الكريم لدى الجميع.
