رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

خلال احتفالية كبيرة بدار الأوبرا .. زوجات الأبطال: الدولة حريصة على تمجيد بطولات الشهداء


14-3-2025 | 05:15

.

طباعة
كتبت :منار عصام

احتفالية يوم الشهيد بدار الاوبرا

تحتفل مصر كل عام بمناسبتين عظيمتين تجسدان أسمى قيم التضحية والفداء؛ هما يوم الشهيد وذكرى نصر العاشر من رمضان، اللذين يتزامنان هذا العام فى روح واحدة تُذكِّر العالم بأبطال صنعوا مجد الأمة بدمائهم.

وفى الوقت الذى تُحيى فيه الدولة ذكرى شهدائها الذين رووا بدمائهم تراب الوطن، تُطلِّق الأمة أيضًا ابتهاجها بانتصار أكتوبر المجيد الذى تحقق فى العاشر من رمضان عام 1393هـ (السادس من أكتوبر 1973م)، ليكون النصر عنوانًا للتلاحم بين الإرادة الشعبية والقيادة الحكيمة.

يوم الشهيد، الذى يُعتبر رمزًا للوفاء، يُجسِّد امتنان الأحياء لمن وهبوا حياتهم درعًا للوطن، سواء فى الحروب أو أثناء أداء الواجب الأمنى، إنه يوم يُذكِّر العالم بأن مصر، بأسوارها من الأبطال، لن تُهزم. أما ذكرى العاشر من رمضان، فهى شهادة على عبقرية التخطيط العسكرى، حين اجتاز الجيش المصرى قناة السمح، حاصدًا انتصارًا أعاد الاعتبار للأمة العربية، وفتح الطريق لاستعادة سيناء، مُثبتًا أن الإيمان بالقضية يصنع المعجزات.

تحت القبة الفنية الرائدة لدار الأوبرا المصرية، التى تُجسِّد صرحًا ثقافيًّا وحضاريًّا، احتفت القوات المسلحة المصرية باحتفالية مهيبة بيوم الشهيد والمحارب القديم، فى حدث جمع بين روعة الإبداع الفنى ووقار التكريم العسكرى، ليرسم صورةً مُلهمة عن الولاء للوطن والوفاء لأبنائه الذين قدموا أغلى ما يملكون فى سبيل عزته.

شهد الحفل، الذى أُقيم برعاية القيادة العامة للقوات المسلحة، حضورًا لافتًا من قيادات عسكرية وسياسية، وأسر الشهداء، والمحاربين القدامى الذين خاضوا معارك الاسترداد والكرامة، إلى جانب نخبة من الفنانين والمثقفين والإعلاميين.

جاءت الفعاليات مُزيجًا من العروض العسكرية التكريمية، واللوحات الفنية والغنائية التى تجسّد مسيرة التضحية، مع استعراض لقصص بطولية من سجلات التاريخ المصرى الحديث، لتذكير الأجيال بأن النصر صنعه رجال آمنوا بالوطن حتى آخر نفس.

هكذا، جمع الاحتفال بين دموع الامتنان وابتسامات الفخر، ليُرسل رسالةً إلى العالم بأن مصر — جيشًا وشعبًا — لن تنسى أبدًا دماء أبنائها، ولن تتوقف عن تكريم رجالها الذين صنعوا مجد الماضى، ويُضيئون درب المستقبل.

تحت قبَّة دار الأوبرا المهيبة، جلس أهالى الشهداء والمحاربون القدامى فى الصفوف الأمامية، تُزيِّن ملامحهم ابتسامات الفخر ودموع الامتنان. فى الخلفية، عُرضت مشاهد مرئية لمعارك الخلود، بينما انطلق صوت المغني: «دماؤهم نورٌ فى درب الوطن». كانت الأجواء لوحةً من الوجد الوطني، حيث التحمت أنفاس الحضور بأناشيد التضحية، ليُذكِّر الاحتفال بأن الشهداء أحياءٌ فى ضمير الأمة.

وأوضحت «منى الفار» حرم الشهيد عقيد أركان حرب محمد سمير إدريس، أن الدولة المصرية لم تنس شهداؤها قط، فمنذ حرب أكتوبر وتعكف الدولة المصرية بمختلف أجهزتها ولا سيما القوات المسلحة المصرية فى تمجيد وتعظيم الشهداء والاحتفاء بهم ورعاية ذويهم، موضحة أن الرئيس السيسى سار على نفس الدرب، بل لقد أظهر اهتمامًا متزايدًا بأسر الشهداء من الجيش والشرطة خلال كافة معارك مصر عبر التاريخ الحديث الأمر الذى تقدره كافة أسر الشهداء وتشعر به من كافة قطاعات الدول.

وتصف منى يوم الشهيد بأنه يمثل عدة مشاعر مختلفة فى نفوس أسر وأهالى الشهداء ما بين الاعتزاز والفخر بتضحيات الشهيد وأن الله قد جعله سببًا لأن تنعم الدولة بالأمان والاستقرار وبين مشاعر الحزن على فراقهم والاشتياق له فهو كان سندًا وزوجًا وأبًا لأبنائه، وكذلك مشاعر الفرحة التى نراها فى عيون كل المصريين بأن بلدنا أمان وجميعهم يقدرون تضحيات الشهيد، فضلاً عن مشاعر الاطمئنان بأن دماءه لم تذهب هباء فبفضله وتضحيات زملائه وصلنا إلى ما نحن عليه الآن من جمهورية جديدة مستقرة آمنة قوية قادرة تحمى شعبها وتصون مقدراته.

فيما أشارت «أمل عبيدو» حرم الشهيد العميد مصطفى عبيدو إلى أن يوم الشهيد هو يومًا يقف فيه الجميع لنتدبر أسمى معانى التضحية والفداء فى سبيل الله والوطن، فقد قدم كل الشهداء أرواحهم خلال حروب مصر سواء ضد العدو الإسرائيلى أو ضد العناصر الإجرامية الإرهابية التى انتشرت فى الداخل المصرى بعد تولى الجماعة الإرهابية المحظورة حكم مصر.

وأكدت على أن أبناء الشهداء هم أكثر من يشعرون بالفخر والاعتزاز خلال هذه الاحتفالات بيوم الشهيد، وذلك لأنهم يلمسون بأعينهم مدى اعتزاز كافة أطياف الشعب المصرى وامتنانهم لما قدمه آباؤهم الشهداء من تضحيات فى سبيل أمن وأمان الدولة المصرية، مؤكدة على أن هذا الشعور يلمسه أسر الشهداء بداية من الرئيس السيسى الذى يعتبر بمثابة أب لأبناء وأسر الشهداء خاصة والمصريين فى العموم.

وفى سياق متصل، أعربت «نسمة» حرم الشهيد عقيد أركان حرب أحمد محمد شعبان عن اعتزازها باحتفالات يوم الشهيد التى تحرص الدولة المصرية والقوات المسلحة على إقامتها كل عام فى التاسع من مارس ليصبح أيقونة للشهداء فى مصر الذين قدموا حيواتهم لتكون طريق تعبر به مصر من المحطات الصعبة عبر التاريخ إلى بر الأمان والسلامة.

وأكدت نسمة على أن يوم الشهيد فرصة لتجديد مشاعر الفخر والاعتزاز بداخلنا جميعا كمصريين بشهدائنا على الرغم أنهم لا يغيبون عن بال ذويهم لحظة قط، مؤكدة على أن كافة الأجواء الاحتفالية بهذه المناسبة من أغانٍ كلماتها تمس أسر الشهداء وتجدد بداخلهم الحنين للقاء أحبتهم الذين فارقوهم.

وترى نسمة أنه منذ تولى الرئيس السيسى حقيبة وزارة الدفاع وأولى اهتمامًا كبيرًا بالاحتفال بيوم الشهيد وتكريم أسر الشهداء وذويهم حتى أصبح منهجا تسير عليه الدولة المصرية كافة إلى يومنا هذا، وذلك لإيمانه بمدى وقدر التضحيات التى قام بها الشهداء وذووهم خلال فترات حالكة من تاريخ مصر ضد عناصر إجرامية كانت لا تهدف سوى للخراب والتدمير إلا أن شوكتهم تحطمت على صخرة الجيش المصرى الباسل وتضحيات رجاله.

فيما أكد «أحمد خليل» أحد أبطال حرب أكتوبر عام 1973 على أن تزامن حلول ذكرى الاحتفال بيوم الشهيد والمحارب القديم مع ذكرى انتصارات العاشر من رمضان أمرًا يزيد من عزيمتنا واعتزازنا بمصريتنا وهويتنا فى ظل التحديات الحالية التى يشهدها العالم ولا سيما المنطقة العربية.

وأشاد خليل بالجهود التى تبذلها جمعية المحاربين القدامى وإدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة للاهتمام بالمحاربين القدامى ورعاية شئونهم تقديرًا لما قدموه وبذلوه خلال الحروب المختلفة التى خاضتها مصر.

تزامن حلول ذكرى الاحتفال بيوم الشهيد والمحارب القديم مع ذكرى انتصارات العاشر من رمضان أمر يزيد من عزيمتنا واعتزازنا بمصريتنا وهويتنا فى ظل التحديات الحالية التى يشهدها العالم والمنطقة.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة