رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

"معلومات الوزراء" يصدر تحليلًا حول آفاق صناعة الغزل والنسيج ويستعرض أبرز التجارب الدولية

24-12-2025 | 12:25

مركز المعلومات

طباعة
حسن محمود

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء تحليلاً جديدًا حول آفاق صناعة الغزل والنسيج، أكد خلاله أن هذا القطاع يُعَد من أقدم وأهم الصناعات التحويلية في العالم، ويمثل أحد الأعمدة الرئيسة للتنمية الاقتصادية والصناعية، نظرًا لدوره التاريخي في الثورة الصناعية الأولى واستمراره حتى اليوم كأحد أكبر القطاعات المولدة لفرص العمل، خاصة في الدول ذات الكثافة السكانية المرتفعة، فضلًا عن امتداد سلاسله الإنتاجية من زراعة الأقطان وإنتاج الألياف مرورًا بالغزل والنسيج والصباغة والتجهيز وصولًا إلى صناعة الملابس الجاهزة والتصدير، بما يجعله صناعة متكاملة ذات تأثير واسع على الاقتصاد وقادرة على جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية لما تتسم به من كثافة عمالية وقابلية عالية للتحديث التكنولوجي ومساهمة كبيرة في التجارة العالمية.

وأوضح التحليل أن سوق المنسوجات العالمية قُدرت بنحو 1.11 تريليون دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن تصل إلى 1.61 تريليون دولار بحلول عام 2033 بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 4.2% خلال الفترة من 2025 إلى 2033، مدفوعًا بانتشار مفهوم الموضة السريعة وزيادة التحضر وارتفاع الدخل القابل للإنفاق في الاقتصادات الناشئة، حيث يميل المستهلكون إلى الملابس العصرية والمريحة ومنخفضة التكلفة، وهو ما يعزز الطلب على تجارة الملابس بالتجزئة، مشيرًا إلى أن عدد العاملين في قطاعات المنسوجات والملابس والجلود والأنشطة المرتبطة بها بلغ نحو 99.5 مليون عامل في عام 2023 مقابل 90.5 مليون عامل في عام 2020.

وأشار إلى أن قيمة صادرات قطاع المنسوجات عالميًا بلغت نحو 897.1 مليار دولار في عام 2024، في حين سجلت الواردات نحو 793.3 مليار دولار خلال العام نفسه، وأن المنسوجات والملابس شكلت نحو 3.7% من صادرات السلع العالمية في عام 2022، مع تركّز الجزء الأكبر من الإنتاج في قارة آسيا التي استحوذت على نحو 70.6% من الصادرات العالمية في عام 2022، تليها أوروبا بنسبة 21.1%، كما بلغت قيمة الصادرات العالمية من خيوط النسيج نحو 41.8 مليار دولار في عام 2024، وتصدرت الصين قائمة الدول المصدرة بقيمة تقارب 15.1 مليار دولار، تلتها الهند بنحو 5.2 مليارات دولار، في حين جاءت الصين أيضًا في المركز الأول في استيراد خيوط النسيج بقيمة 5.4 مليارات دولار، تلتها الولايات المتحدة بقيمة 2.4 مليار دولار.

وأكد التحليل أن قطاع الغزل والنسيج يُعد أحد المكونات الرئيسة لصناعة المنسوجات والملابس في مصر، حيث يضم نحو 11 ألف مصنع، وبلغت قيمة صادراته 1.1 مليار دولار في عام 2023 بما يمثل 27.4% من إجمالي صادرات القطاع، بينما سجلت وارداته 3 مليارات دولار في العام نفسه، ومن المتوقع أن يصل ناتج قطاع المنسوجات إلى نحو 3.07 مليارات دولار في عام 2025، مع توقعات بتحقيق معدل نمو سنوي مركب قدره 2.87% خلال الفترة من 2025 إلى 2029، موضحًا أن صناعة الملابس الجاهزة تستحوذ على نحو 70% من حجم الصناعة وتوفر قرابة 20% من فرص العمل ويعمل بها 3169 مصنعًا، وقد بلغت صادراتها 2.4 مليار دولار في عام 2023، في حين يضم قطاع المفروشات المنزلية 853 مصنعًا وبلغت صادراته 542 مليون دولار خلال العام نفسه بما يمثل نحو 13.3% من إجمالي صادرات المنسوجات والملابس، مقابل واردات لم تتجاوز 35 مليون دولار، بما يعكس قوة الإنتاج المحلي في هذا النشاط.

وفيما يتعلق بالقطن، أشار التحليل إلى ارتفاع صادرات مصر من القطن خلال الموسم الزراعي 2022-2023 بنسبة 36.5% لتصل إلى نحو 1.5 مليون قنطار متري حتى أغسطس وسبتمبر 2023، مقارنة بنحو 1.1 مليون قنطار متري خلال الفترة نفسها من الموسم السابق، لافتًا إلى أن الهند جاءت في صدارة الدول المستوردة للقطن المصري بكمية بلغت 715 ألف قنطار متري تمثل نحو 48.9% من إجمالي الصادرات.

وتناول التحليل التجارب الدولية الرائدة في هذا القطاع، مستعرضًا نماذج الصين والهند وتركيا التي نجحت في بناء سلاسل إنتاج متكاملة وتعزيز الابتكار ورفع جودة المنتجات، حيث بلغت صادرات الصين من المنسوجات نحو 299 مليار دولار في عام 2024، وارتكز نجاحها على إطلاق خطط وطنية لتحديث الصناعة، وإنشاء مناطق صناعية متخصصة، وإعادة هيكلة المؤسسات الحكومية العاملة في القطاع، بينما اعتمدت الهند على برامج تحديث التكنولوجيا والحوافز الإنتاجية ودعم رواد الأعمال، في حين عززت تركيا تنافسيتها عبر التوسع في المنسوجات التقنية وإنشاء مراكز إنتاج متخصصة وتقديم حوافز وتسهيلات جمركية للمصانع.

وأوضح المركز أن النهوض بقطاع الغزل والنسيج يمثل أولوية استراتيجية للدولة المصرية لتعزيز القدرة الإنتاجية وزيادة القيمة المضافة ودعم الصادرات، مشيرًا إلى المشروع القومي لتطوير صناعة الغزل والنسيج الذي يستهدف تعظيم الاستفادة من القطن المصري واستعادة الريادة العالمية من خلال تحديث البنية التحتية والمصانع والماكينات وإدخال أحدث التقنيات العالمية ورفع كفاءة العمالة بالتدريب المستمر، وهو ما انعكس في زيادات كبيرة بكميات الإنتاج، حيث ارتفعت كمية إنتاج شركة مصر للغزل والنسيج من 117 طنًا في عام 2022-2023 إلى 3373 طنًا في 2023-2024 ثم إلى 6288 طنًا في 2024-2025.

كما أشار إلى استحداث منظومة جديدة لتداول الأقطان وتعميمها على مستوى الجمهورية منذ موسم 2021، وتوقيع عقد إنشاء مصنع غزل (1) الجديد بالمحلة الكبرى باعتباره أكبر مصنع غزل في العالم بطاقة إنتاجية تبلغ نحو 30 طنًا يوميًا، مؤكدًا أن تطوير القطاع يتطلب زيادة إنتاج القطن وتعزيز إنتاج الغزل محليًا، وتطوير البنية التحتية، ودعم الصناعات المكملة، وتحفيز الاستثمار في المناطق الصناعية المتخصصة، وإطلاق مشروع قومي لتصنيع آلات ومعدات الغزل والنسيج محليًا، إلى جانب التوسع في استخدام التكنولوجيا الحديثة وتطوير برامج تدريب متخصصة لتأهيل العمالة الماهرة.

واختتم التحليل بالتأكيد على أن قطاع الغزل والنسيج يظل أحد أهم دعائم الصناعة والاقتصاد لما له من أبعاد تنموية واجتماعية وقدرة كبيرة على خلق فرص العمل، وأن مواكبة التطورات التكنولوجية وتبني سياسات تشجع على الابتكار وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص تمثل عناصر حاسمة لبناء قطاع قوي ومستدام قادر على مواجهة التحديات العالمية ودعم الصناعة الوطنية.

أخبار الساعة