قال المدير المالي لشركة "ASML"، عملاق صناعة الرقائق الهولندية روجر داسن، إن قواعد الاتحاد الأوروبي، الخاصة بالذكاء الاصطناعي تدفع المواهب والشركات التقنية، إلى الهجرة نحو وادي السيليكون في الولايات المتحدة.
وأوضح داسن، خلال فعالية في مدينة إيندهوفن وفق ما نقلته مجلة "بولتيكو" الأوروبية اليوم الثلاثاء- "لماذا من الصعب تطوير الذكاء الاصطناعي في أوروبا؟ ببساطة لأننا بدأنا بالتنظيم للسيطرة عليه"، مضيفًا أن "من يمتلك موهبة في هذا المجال، أول ما يفعله بأمواله هو شراء تذكرة إلى وادي السيليكون".
جاءت تصريحات داسن خلال حدث انتخابي لحزب "النداء الديمقراطي المسيحي" الهولندي، قبل الانتخابات الوطنية المقررة في 29 أكتوبر، في انتقاد جديد لقانون الذكاء الاصطناعي الأوروبي المثير للجدل.
وتقود "ASML"، أكبر شركة تكنولوجية في أوروبا من حيث القيمة السوقية- حملة لتجميد أجزاء من القانون لم تُنفذ بعد، إذ وقّع مسؤولوها في يوليو الماضي على رسالة مشتركة مع 46 شركة أخرى تطالب بتأجيل التنفيذ لمدة عامين.
وفي سبتمبر، أصبحت الشركة أكبر مساهم في شركة الذكاء الاصطناعي الفرنسية "Mistral" باستثمار قيمته 1.3 مليار يورو، ما يمنحها نفوذًا متزايدًا في سياسات الاتحاد الأوروبي تجاه قطاع الذكاء الاصطناعي.
وانتقد داسن أيضًا غياب الحماية الكافية للشركات الأوروبية الكبرى وسط التوترات الجيوسياسية العالمية، قائلاً: "اسألوا شركات مثل إيرباص ونوكيا وASML إن كانوا يشعرون أن أوروبا تحميهم دائمًا في هذا الصراع الكبير على النفوذ بين الولايات المتحدة والصين... الإجابة لن تكون دائمًا نعم".
وتواجه هولندا منذ سنوات ضغوطًا أميركية متواصلة لمنع "ASML" من بيع أحدث معدات صناعة الرقائق إلى الصين.
كان كبير مسؤولي جماعات الضغط في الشركة فرانك هيمسكيرك، قد صرح الأسبوع الماضي في قمة "أوروبا التنافسية" التي نظمتها "بولتيكو" في بروكسل، بأن "مقابلة مسؤول رفيع في البيت الأبيض أسهل من مقابلة مفوض أوروبي"، في إشارة إلى صعوبة التواصل مع صناع القرار في بروكسل.
ودعا داسن، في ختام كلمته إلى تسريع إنشاء اتحاد أسواق رأس المال الأوروبي لتسهيل تمويل الشركات الناشئة، قائلاً: "نحن جيدون في إنشاء الشركات الناشئة، لكننا سيئون جدًا في توسيعها".