رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

معرض دمنهور الثامن للكتاب يناقش "إسهامات البحيرة في التراث الثقافي المصري" عبر أجيال متعددة

3-10-2025 | 18:58

جانب من الندوة

طباعة
بيمن خليل

شهد معرض دمنهور الثامن للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب بمكتبة مصر العامة بدمنهور، ندوة ثقافية موسعة بعنوان  "إسهامات البحيرة في التراث الثقافي المصري"، أدارها الكاتب والناقد والمؤرخ كامل مصطفى رحومة، الملقب بـ "عاشق دمنهور"، وجاءت الندوة في شكل حوار بين ثلاثة أجيال من أبناء الوطن، تعبيرًا عن تواصل الأجيال في مصر الوطن الأم الحاضن للجميع.

مثّل رحومة جيل "إكس" (X)، الممتد بين منتصف الستينيات وأواخر السبعينيات، بينما شارك المثقف والقيادي بالمصرية للاتصالات ولاعب الكرة السابق محمد المقدم ممثلاً لجيل "واي" أو جيل الألفية (Y)، فيما جسدت الإعلامية الشابة ساندي رضا نسيم جيل "زد" (Z)، المولود في أواخر التسعينيات وبداية الألفية الجديدة، المعروف باستخدامه المكثف للتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي.

في محور "ما تبقى من المسيري ورفاقه"، استعرض رحومة الأثر الثقافي الكبير لمقهى "المسيري" الأدبي بدمنهور، الذي أسسه الأديب الشعبي عبد المعطي المسيري، ابن عم المفكر عبد الوهاب المسيري.

وأوضح كيف تحول الرجل من أمّي إلى أديب بارز يكتب عنه كبار المفكرين، وأن مقهاه كان بمثابة جامعة أهلية خرجت رموزًا لامعة في الأدب والفكر، مثل محمد عبد الحليم عبد الله، خيري شلبي، أمين يوسف غراب، فتحي سعيد، وغيرهم.

كما أشار إلى أن أعمال المسيري حظيت بتقديم عمالقة الأدب مثل طه حسين ومحمود أمين العالم، وأن المستشرق الروسي الشهير "كراتشكوفسكي" أثنى عليه، مضيفا أن المقهى كان ملتقى لرموز كبرى مثل نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ويحيى حقي وصلاح عبد الصبور، وحتى الرئيس السادات والكاتبة هدى شعراوي.

أما محمد المقدم ممثل جيل الألفية، فتناول محور "الشباب بين الرياضة وطوفان الرقمنة"، متحدثًا عن التاريخ الرياضي لمحافظة البحيرة في مختلف الألعاب، وبخاصة كرة القدم. 

وسلّط الضوء على شخصيات بارزة مثل الوزير جلال قريطم أول وزير للشباب والرياضة بعد ثورة يوليو، والوزير عبد المنعم الصاوي الذي جمع بين الثقافة والرياضة، إلى جانب أسماء رياضية كبرى مثل حسن شحاتة، طارق العشري، أحمد ناجي، والحكم الدولي أحمد أبو يوسف. 

كما استعرض أسماءً لامعة في ألعاب أخرى ككمال الأجسام، الكرة الطائرة، الهوكي، ألعاب القوى ورفع الأثقال، مشيدًا بما قدمه أبناء البحيرة لمصر في المحافل الدولية. ولم يغفل المقدم الإشارة إلى المساهمات التكنولوجية للإقليم، ومنها أدوار مهمة في تطوير الشبكات الرقمية للاتصالات.

وفي محور "ذاكرة الصحافة والإعلام"، تحدثت الإعلامية ساندي رضا نسيم عن إسهامات أبناء البحيرة في الصحافة المصرية، مسلطة الضوء على ثلاثة رموز بارزة: الصحفي الكبير عبد القادر حمزة مؤسس جريدة البلاغ وصاحب المواقف الوطنية ضد الاستعمار، والأديب والشاعر إسماعيل الحبروك رئيس تحرير جريدة الجمهورية و"شاعر الثورة"، الذي تغنّى بكلماته عمالقة الطرب مثل عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش، وأخيرًا المصور الصحفي أنطوان ألبير، أحد أبرز مصوري جريدة الأهرام ومصور حرب أكتوبر 1973.

واختتمت الندوة بمداخلة للشاعر الكبير صلاح اللقاني الذي تحدث عن العبقرية المصرية في إدارة ملف المياه وسد النهضة، بحكم خبرته السابقة كوكيل وزارة الري، مؤكدًا على التحديات المقبلة وضرورة الاستعداد لها بعلم وخبرة وإرادة وطنية.

شهدت الندوة حضورًا وتفاعلاً كبيرًا من جمهور المعرض، حيث جمعت بين استدعاء التاريخ الثقافي والفني والرياضي والإعلامي لمحافظة البحيرة، وإبراز دورها في تشكيل الهوية المصرية على مر الأجيال.

الاكثر قراءة