تواصلت الجولات والزيارات الميدانية ضمن فعاليات الملتقى الثقافي الحادي والعشرين لثقافة وفنون الفتاة والمرأة بالمحافظات الحدودية، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، تحت شعار «يهمنا الإنسان»، حتى 15 أغسطس الجاري، ضمن مشروع «أهل مصر».
مسجد الرفاعي في بداية الجولة
وبدأت الجولة بمسجد الرفاعي، بحضور الدكتورة دينا هويدي مدير عام الإدارة العامة لثقافة المرأة، والمدير التنفيذي لمشروع «أهل مصر – المرأة» حيث قدم محمود صلاح، مفتش آثار، شرحا لتاريخه، موضحًا أن فكرته جاءت من السيدة خوشيار هانم، والدة الخديوي إسماعيل، ليكون مسجدا للصلاة ومدفنًا للعائلة المالكة.
تاريخ مسجد الرفاعي
وأضاف أن المسجد شيد على يد المعماري المصري حسين باشا فهمي عام 1869م، وتوقف البناء لمدة 25 عاما بسبب وفاة خوشيار هانم والتغييرات السياسية، ثم استكمل في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، وافتتح للصلاة عام 1912م.
كما أشار أن المسجد سمي باسم الإمام علي عز الدين الصياد الرفاعي، شيخ إحدى الطرق الصوفية، الذي كان قبره موجودا بالموقع قبل البناء. يضم المسجد قسمين: بيت الصلاة المزخرف بالنظام المملوكي، وأضرحة أسرة محمد علي من خوشيار هانم والخديوي إسماعيل حتى شاه إيران محمد رضا بهلوي
ومن أبرز ملامحمسجد الرفاعي المنبر الخشبي وكرسي المصحف من أعمال النجار المسيحي بدير وهبة من أسيوط، والسجاد الأثري المصنوع في تركيا عام 1907م.
جولة في مدرسة السلطان حسن
وانتقلت الجولة إلى مدرسة السلطان حسن، التي شيدها السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون عام 757هـ/1356م، كمجمع ديني وتعليمي يضم أربعة أواوين للمذاهب الفقهية الأربعة، ومكتبة لتدريس علومها، وقبة ضريحية بديعة الجدران من الرخام الملون.
وأوضح مرشد الجولة أنه ورغم أن السلطان حسن أراد أن يدفن بها، إلا أنه قتل قبل اكتمال البناء ولم يدفن في الضريح، الذي يضم مقابر أولاده أحمد وإسماعي، وقد شهدت المدرسة عمليات ترميم متعددة حتى القرن الحادي والعشرين، واتخذها المماليك حصنًا دفاعيًا في مواجهة أعداء القلعة.
ينفذ الملتقى الثقافي الحادي والعشرون من خلال الإدارة العامة لثقافة المرأة، في إطار برامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الدكتورة حنان موسى، وبمشاركة 120 سيدة وفتاة من المحافظات الحدودية الست: شمال سيناء، جنوب سيناء، البحر الأحمر «حلايب، الشلاتين، أبو رماد»، الوادي الجديد، مطروح، وأسوان، إلى جانب مشاركات من القاهرة.
دور المرأة في المجتمعات الحدودية
ويتضمن الملتقى لقاءات توعوية وثقافية تناقش قضايا مجتمعية واقتصادية وبيئية وصحية وتكنولوجية، وأمسية بعنوان «دور المرأة في المجتمعات الحدودية ومساهمتها في الحفاظ على الموروث الثقافي»، إضافة إلى ورش فنية وحرفية وإبداعية لاكتشاف المواهب، يشمل برنامج الملتقى زيارات ميدانية لأبرز معالم القاهرة والعاصمة الإدارية الجديدة، منها مدينة الثقافة والفنون، المسجد الكبير، ومبنى وزارة الثقافة.
مشروع «أهل مصر» وتشطيل الوعي الوطني
مشروع «أهل مصر»أحد أهم مشروعات وزارة الثقافة الموجهة لأبناء المحافظات الحدودية من الأطفال والشباب والمرأة، في إطار البرنامج الرئاسي لتشكيل الوعي الوطني، وتعزيز قيم الانتماء، ودعم الموهوبين، وتحقيق العدالة الثقافية.