قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن حديث النبي ﷺ «ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» ليس دعوةً للصيام بالشكل الشكلي المعتاد، بل للصيام النبوي الذي يضبط النفس ويهذب الأخلاق ويشغل الإنسان عن دوافع المعصية.
وأوضح خلال حلقة برنامج "اعرف نبيك"، المذاع على قناة الناس، اليوم السبت، أن بعض الشباب يبررون وقوعهم في الحرام بحجة أنهم صاموا ولم تتغير أحوالهم، لكنهم في الحقيقة لم يلتزموا بآداب الصيام النبوي، الذي يشمل خفض الصوت، وضبط اللسان، والرضا بما هو موجود، وتجنب الشبع المفرط، وتحري الحلال في الطعام.
وبيّن جبر أن الصيام المؤثر هو الذي يقلل فيه المسلم من الطعام، ولا يأكل إلا عند الجوع، ويصاحب ذلك غض البصر، وحسن الخلق، والبعد عن الفحش والتجسس على الناس، إلى جانب شغل أوقات الفراغ بما هو نافع. وأكد أن الفراغ من أكبر دوافع المعصية، وأن المسلم الحقيقي لا يعرف الفراغ إذا التزم بصلاته في وقتها، وأدى السنن الرواتب، وقرأ الأذكار، وحافظ على الأعمال الصالحة.
وأضاف أن شغل الوقت يمكن أن يكون بالرياضة النافعة التي تخلو من الأذى للنفس أو للغير، مشيرًا إلى أن بعض الرياضات القتالية العنيفة قد تترك إصابات مزمنة أو تتسبب في الوفاة، وهو ما يتنافى مع مقاصد الرحمة في الإسلام. ودعا إلى اختيار رياضات آمنة، أو استثمار الوقت في أهداف نافعة مثل حفظ القرآن الكريم، والتدرج في مراجعته مع شيخ.
وشدد جبر على أن من لم تتيسر له القدرة المادية على الزواج، عليه أن يرضى بقضاء الله، ويغض بصره، ويكثر من العبادات، ويشغل نفسه بالطاعات والأعمال المفيدة، بدلًا من التذمر أو مقارنة نفسه بغيره. وأوضح أن الاعتراض على قدر الله أو استعمال النعم في غير موضعها من سوء الأدب مع الخالق.
وقال إن النبي ﷺ أرشد من عجز عن الزواج إلى الإكثار من العبادات والصيام الصحيح، حتى يحفظ نفسه من الفتن، ويستثمر طاقته فيما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة.