أكد الدكتور محمد العزبي، خبير العلاقات الدولية، أن قرار احتلال قطاع غزة هو قرار مشترك ومتفق عليه بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأوضح العزبي، في تصريح خاص لـ"دار الهلال"، أن حركة "حماس" ساهمت، في تسهيل تنفيذ هذا القرار، من خلال رفضها صفقات جزئية، لافتًا إلى أن هناك دوافع عديدة تجعل ترامب يخضع بالكامل للمطالب الإسرائيلية، وهو نهج معروف اتبعه جهاز "الموساد" الإسرائيلي منذ نشأته.
وأشار إلى أن القرار يأتي في سياق استباقي، تحسبًا لأي إعلان دولي محتمل لقيام دولة فلسطينية، حيث تسعى إسرائيل، وفقًا لرؤيته، إلى تحويل هذه الدولة إلى أربع مقاطعات منفصلة جغرافيًا، ما يجعل من الصعب إدارتها ككيان موحد، فضلًا عن أن تكون منزوعة السلاح بشكل كامل.
وأضاف العزبي أن التقارير الاستخباراتية الأخيرة تشير إلى أن إسرائيل تتجه فعليًا نحو احتلال غزة لأسباب أمنية واستراتيجية، أبرزها إنشاء مناطق أمنية وممرات عازلة مثل "ممر موراغ"، الذي يمثل امتدادًا لممر فيلادلفي على الحدود مع مصر، بهدف عزل أجزاء من القطاع وتقليص القدرات العسكرية لحركة حماس.
كما لفت إلى أن من بين الأهداف الإسرائيلية أيضًا، استخدام تقسيم غزة كورقة ضغط على الحركة للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، حيث صرح نتنياهو مؤخرًا بأن هذه الاستراتيجية ستُمارس تدريجيًا لتحقيق هذا الهدف.
واختتم العزبي حديثه بالتأكيد على أن ما يُروّج له من فشل إسرائيلي في الحرب ليس حقيقيًا بالمعنى الكامل، بل هو فشل متعمد يهدف إلى تبرير مخططات أوسع، لا تقتصر على غزة وحدها، بل تشمل أيضًا الضفة الغربية، ومناطق في جنوب سوريا وجنوب لبنان، مؤكدًا أن "إسرائيل تستخدم ورقة الأسرى كغطاء لتنفيذ مخططاتها التوسعية وضم مزيد من الأراضي".