في ظل تصاعد التحديات الإقليمية والطلب المتزايد على الطاقة خلال موسم الصيف، تكثف وزارة البترول والثروة المعدنية جهودها لضمان استقرار واستدامة إمدادات الغاز الطبيعي داخل السوق المحلي، من خلال منظومة متكاملة تعتمد على استخدام سفن التغييز العملاقة.
منظومة التغييز.. ركيزة استراتيجية لتعزيز الأمن الطاقي
بدأت وزارة البترول في تنفيذ خطة طموحة لتوسيع قدراتها من خلال سفن التغييز، التي تعد حلاً فعالًا لاستيعاب شحنات الغاز الطبيعي المسال المستوردة من الخارج وتحويله إلى حالته الغازية، تمهيدًا لضخه في الشبكة القومية للغاز الطبيعي.
وتستأجر هذه السفن من شركات عالمية متخصصة، لما تملكه من تكنولوجيا متطورة وقدرة عالية على المناورة في التعامل مع كميات ضخمة من الغاز.
وقد دخلت أولى سفن التغييز الخدمة فعليًا في صيف 2024، وتم تشغيل سفينتين إضافيتين في العام الجاري، في إطار التحرك السريع من قبل الوزارة لتأمين احتياجات البلاد من الطاقة، خاصة مع ارتفاع معدلات الاستهلاك في فصل الصيف.
تشغيل ثالث سفن التغييز وربطها بميناء سوميد
ضمن هذه الخطة، قام المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، بجولة تفقدية بميناء العين السخنة لمتابعة التجهيزات النهائية لسفينة التغييز الثالثة "ENERGOS ESKIMO"، والتي من المقرر ربطها برصيف ميناء سوميد خلال أيام قليلة.
وأكد الوزير خلال الجولة أن هذه السفينة تمثل ركيزة إضافية لدعم الشبكة القومية بالغاز، ووجّه بضرورة الإسراع في الانتهاء من الأعمال الفنية والتعديلات المطلوبة وفق الجداول الزمنية المحددة، مع الالتزام التام بمعايير السلامة والصحة المهنية وحماية البيئة.
قدرات استيعابية مضاعفة ومرونة أعلى
تستهدف الوزارة إدخال 3 سفن تغييز للخدمة خلال الصيف الحالي، بقدرات استيعابية تصل إلى 2250 مليون قدم مكعب يوميًا، مقارنة بنحو 1000 مليون قدم مكعب يوميًا خلال العام الماضي، ما يعكس قفزة كبيرة في قدرة الدولة على تلبية الطلب المحلي بكفاءة.
كما تخطط الوزارة لإعداد سفينة تغييز رابعة كخيار احتياطي يمكن الاستعانة به عند الحاجة، بما يعزز مرونة المنظومة ويحد من أي تقلبات محتملة في الإمدادات الإقليمية أو العالمية.
تأمين الكهرباء والصناعات الحيوية
وينتظر أن تسهم منظومة سفن التغييز في توفير الغاز لمحطات توليد الكهرباء والقطاعات الحيوية كالصناعة، والنقل، والخدمات، وهو ما يدعم خطط الحكومة في تقليل الاعتماد على الوقود السائل، وخفض الانبعاثات، وتحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية في آن واحد.