رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

ساعات عصيبة لمنع وصولها إلى القطاع.. سفينة «مادلين» فى مرمى طلقات الاحتلال


15-6-2025 | 21:18

.

طباعة
تقرير: دعاء رفعت

فى خضم الجهود المتواصلة لكسر الحصار الإسرائيلى المفروض على قطاع غزة منذ ما يقرب من 20 شهرًا، وجهت إسرائيل سلاحها مجددًا إلى السفينة رقم 36 لكبح جماح المجاعة الإنسانية فى القطاع، إذ أبلغ «أسطول الحرية» عن اعتراض زوارق ومسيرات إسرائيلية للسفينة «مادلين» التى أبحرت مطلع يونيو الجارى من ميناء كاتانيا الإيطالى، وتحمل على متنها اثنى عشر ناشطًا من جنسيات مختلفة، بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ، والناشط البرازيلى تياغو أفيلا، وعضوة البرلمان الأوروبى الفرنسية من أصل فلسطينى ريما حسن.

 

عاشت السفينة لحظات عصيبة مساء الأحد بعدما دوّت صفارات الإنذار على متنها إثر اقتراب خمسة زوارق إسرائيلية سريعة منها. ووثقت النائبة ريما حسن اللحظة عبر حسابها على منصة «إكس»، وكتبت «إنهم هنا»، فى إشارة إلى وصول قوات الاحتلال لاعتراض السفينة. وأكدت المقررة الخاصة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فى الأراضى الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيزي، أن الزوارق الإسرائيلية تُحيط بالسفينة، وأن قبطان «مادلين» طلب من الفريق التزام الهدوء والجلوس وارتداء سترات النجاة. وأفاد الفريق على متن السفينة بأنهم أبلغوا الجنود الإسرائيليين بأنهم يحملون مساعدات إنسانية ويعتزمون المغادرة بسلام.

وفى تلك الأثناء، أظهرت مقاطع فيديو طائرة مسيرة إسرائيلية تُحلّق فوق السفينة، فى حين كان النشطاء يختبئون داخلها. وظهر أحدهم يقول: «نحن هنا محاصرون بطائرات مسيرة إسرائيلية. أرجوكم دقوا ناقوس الخطر. أرجوكم جميعًا الاحتماء واتخاذ مواقعكم». وفى تطور لاحق، تواصلت البحرية الإسرائيلية مع السفينة عبر مكبرات الصوت، وأمرتها بتغيير مسارها، مبررة ذلك بأن «المنطقة البحرية القريبة من ساحل غزة مغلقة أمام الملاحة ضمن حصار بحرى قانونى»، وأضافت أنه يمكن إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع عبر ميناء أشدود الإسرائيلى. فيما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلى عن مصدر عسكرى أن السفينة لا تمتثل لتعليمات الجيش وتحاول مواصلة الإبحار نحو غزة، وهو ما دفع القيادة العسكرية لتأكيد نيتها السيطرة على السفينة بشكل سلمى، وجرها إلى ميناء أسدود، ثم ترحيل النشطاء المشاركين فى الرحلة فى نفس الليلة.

وردًا على رفض السفينة لتغيير مسارها، صعّد وزير الدفاع الإسرائيلى إسرائيل كاتس من لهجته، وصرح فى بيان رسمى بأنه أصدر أوامره للجيش بمنع وصول السفينة «مادلين» إلى غزة، مؤكدًا أن إسرائيل ستستخدم جميع الوسائل لمنع أى محاولة لكسر الحصار. ووجه كاتس حديثه إلى الناشطة غريتا ثونبرغ ومن وصفهم بـ«أصدقائها المعادين للسامية»، قائلاً: «عودوا أدراجكم، لأنكم لن تصلوا إلى غزة»، مشددًا على أن الحصار البحرى ضرورى لمنع تهريب الأسلحة إلى حركة حماس التى وصفها بـ«المنظمة الإرهابية القاتلة».

وفى بيان مطول نُشر على منصة «إكس» وصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية، السفينة بأنها «خدعة إعلامية» تسعى لإثارة الانتباه لا أكثر، واعتبرت أنها لا تحمل سوى كمية ضئيلة من المساعدات «لا تعادل حمولة شاحنة واحدة»، وسخرت من الطاقم بوصف الرحلة بـ«يخت سيلفي»، مشيرة إلى أن مَن على متنها «مجموعة من المشاهير»، بمن فيهم ثونبرغ وريما حسن وتياغو أفيلا. واعتبرت الوزارة أن مثل هذه المحاولات غير المشروعة لكسر الحصار تقوض الجهود الإنسانية القائمة، ودعت إلى توجيه المساعدات عبر قنوات منسّقة ومُعتمدة، مكررة التحذير من أن المنطقة البحرية المحيطة بغزة لا تزال ساحة صراع نشطة.

وفى ظل الترقب الدولى، أكدت المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيزى فى وقت لاحق أن الأمور عادت إلى الهدوء على متن السفينة، رغم استمرار الزوارق الإسرائيلية فى مراقبتها عن قرب. كما أفاد تحالف أسطول الحرية بأن سفينة كانت تقترب من «مادلين» قد غادرت بعد انطلاق صافرة إنذار تحذيرية على متنها. وفى تعقيبه على الوضع، لم يستبعد الناشط البرازيلى تياغو أفيلا، وهو من ضمن فريق السفينة مادلين، أن يتعرضوا فى أى وقت لهجوم إسرائيلى، مشيرًا إلى إنهم يتوقعون أن «تمارس إسرائيل جريمة حرب بأن تهاجم مهمة إنسانية مدنية» واصفًا الذين على متن السفينة بأنهم مجموعة من المدنيين من 7 بلدان يحاولون أن يخرقوا الحصار ويفتحوا ممرًا إنسانيًا. مذكرًا بأن «إسرائيل ارتكبت جرائم متعددة وفرضت حصارًا لمدة 18 عامًا، بالإضافة إلى خطتها لتنفيذ إبادة جماعية منذ 8 عقود، والآن تفرض حصارًا مُطبقًا، فلا طعام ولا قطرة ماء تدخل إلى غزة، وحتى عملية توزيع المساعدات جعلتها عسكرية»، فيما أكد أفيلا أنهم حاليًا على بعد 140 ميلاً من غزة، ولكنهم لا يزالون فى المياه الدولية، ويودون الانتقال إلى المياه الإقليمية الفلسطينية وليس الإسرائيلية، كما أوضح أن إسرائيل لو قامت باعتراض السفينة فستكون قد خرقت أمر محكمة العدل الدولية وارتكبت جريمة حرب. متوقعًا أن يصلوا إلى المياه الإقليمية الفلسطينية بعد ظهر الإثنين.

السفينة «مادلين»، التى تحمل اسم أول فتاة فلسطينية احترفت صيد الأسماك فى قطاع غزة وفقدت والدها خلال الحرب الأخيرة فى أكتوبر 2023، هى السفينة رقم 36 ضمن أسطول الحرية الذى يقوده تحالف مؤيد للفلسطينيين يسعى منذ سنوات لكسر الحصار البحرى المفروض على غزة. وتحمل السفينة على متنها مساعدات إنسانية تشمل الغذاء والدواء والمعدات الطبية، وتسعى لتسليط الضوء على المأساة الإنسانية فى القطاع الذى يعانى من أوضاع متردية تفاقمت بشدة خلال العامين الماضيين. وهذه ليست المحاولة الأولى من نوعها، إذ فشلت محاولات سابقة أبرزها الشهر الماضى، حين تعرضت سفينة أخرى تابعة للأسطول لهجوم بطائرتين مسيرتين قبالة سواحل مالطا أثناء إبحارها فى المياه الدولية، ووجهت أصابع الاتهام حينها إلى إسرائيل، التى لم تصدر أى تعليق رسمى. وهى أحداث تُعيد إلى الأذهان واقعة «مافى مرمرة» عام 2010، حين اقتحمت قوات الكوماندوز الإسرائيلية سفينة تركية كانت فى طريقها إلى غزة، ما أسفر عن مقتل عشرة نشطاء وإصابة جندى إسرائيلى، فى حادثة أثارت غضبًا دوليًا وتسببت فى أزمة دبلوماسية حادة بين إسرائيل وتركيا.


    كلمات البحث
  • مادلين
  • غزة
  • اسرائيل
  • طلقات
  • ساعات

أخبار الساعة

الاكثر قراءة