رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

بعد أن خدعت.. إيران تحذر: القواعد الأمريكية في مرمى الرد

14-6-2025 | 13:12

طهران

طباعة
محمود غانم

تتهم طهران الولايات المتحدة الأمريكية بشكل قاطع بالمشاركة في الهجمات الإسرائيلية التي استهدفتها منذ فجر أمس الجمعة، ما يجعل بالنسبة لها استهداف المصالح الأمريكية حقًا مشروعًا، رغم مواصلة واشنطن نفي أي دور لها في هذا الهجوم المدمر.

وعلى الصعيد الرسمي، سارعت واشنطن عقب الهجمات الإسرائيلية التي طالت عشرات الأهداف الإيرانية، إلى نفي أن يكون لها أي صلة بها، محذرة إيران من استهداف الولايات المتحدة في أي رد تفكر فيه، بيد أن طهران لا تصدق ذلك، حيث حمّلت الولايات المتحدة عواقب الهجوم الواسع الذي شنّته إسرائيل عليها.

واشنطن قيد الاتهام

وأكدت إيران، اليوم السبت، أنه لا يمكن لأحد أن يتصور أن إسرائيل ارتكبت هذا العدوان ضد البلاد، دون ضوء أخضر أمريكي.

وجاء ذلك بعد أن اتهم السفير الإيراني بالأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، إسرائيل بالسعي إلى إفشال مفاوضات النووية، مؤكدًا أن تواطؤ واشنطن في الهجمات أمر "لا شك فيه".

ومنذ بداية العام الجاري، تواردت العديد من الأنباء المؤكدة على أن إسرائيل تسعى إلى ضرب المنشآت النووية الإيرانية، غير أن واشنطن حالت دون تنفيذه، في مسعى لإعطاء المسار الدبلوماسي فرصة قد تفضي إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وفي غضون ذلك، أكد مصدر عسكري إيراني، أن الحرب التي بدأت باعتداءات إسرائيلية ستتوسع خلال الأيام القادمة لتشمل كل المناطق المحتلة والقواعد الأمريكية بالمنطقة، حسب وصفه.

وأضاف المصدر إن "المعتدين سيكونون هدفًا لردنا الحاسم وواسع النطاق"، موضحًا أن القيادات العسكرية تؤكد أن المواجهة لن تقتصر على التحركات المحدودة التي نُفذت الليلة الماضية، وفق تعبيره.

وفي هذا الإطار، أكد أن الضربات الإيرانية "ستتواصل وستكون مؤلمة للغاية للمعتدين وستجعلهم يندمون"، على حد قوله.

 

هل الولايات المتحدة بريئة؟

على خلاف ما تذكر الولايات المتحدة، أعطى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمس، إشارة ضمنية إلى أن بلاده على الأقل أعطت ضوءًا أخضر لإسرائيل لتنفيذ الهجمات، حين قال إن المهلة التي منحها لطهران للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، انتهت.

وفي هذا الشأن، كشف مسؤول إسرائيلي رفيع  أن كلًا من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية نفذتا حملة تضليل إعلامي وأمني واسعة، بالتنسيق الكامل مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وذلك بهدف إقناع إيران بأن هجومًا عسكريًا وشيكًا على منشآتها النووية غير مطروح في الوقت الراهن.

وبحسب المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، فقد كان ترامب على علم مسبق بالعملية العسكرية، منذ أن اتخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرار المضي قدمًا فيها يوم الإثنين الماضي. وذكر أن الطرفين أجريا مكالمة هاتفية استمرت 40 دقيقة في اليوم ذاته لتنسيق المواقف.

وأضاف المسؤول أن الإعلام العبري تلقى في تلك الفترة تسريبات متعمدة تزعم أن ترامب حذّر نتنياهو من مهاجمة إيران، مؤكدًا أن تلك الروايات كانت "جزءًا من عملية الخداع"، لتضليل طهران والتغطية على التحركات العسكرية الفعلية.

وفي سياق الخطة، ظهر نتنياهو في تسجيل مصوّر يوم الثلاثاء متحدثًا عن "تقدم كبير" في ملف تبادل الأسرى مع حركة "حماس"، بينما أدلى وزير الخارجية جدعون ساعر بتصريحات مشابهة، في محاولة لتوجيه الأنظار بعيدًا عن التحضيرات الحربية.

كما تم الإعلان عن زيارة وهمية لكل من وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ورئيس جهاز "الموساد" دافيد برنياع إلى واشنطن للقاء المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، رغم عدم وجود هذا اللقاء على أي جدول فعلي.

وأشار المسؤول إلى أن مكتب رئيس الحكومة تعمّد الإيحاء بأن الأمور تسير بشكل اعتيادي، من خلال التأكيد على استمرار نتنياهو في عطلته شمالي البلاد، واستكمال التحضيرات الخاصة بزفاف نجله أفنير، ما منح الانطباع بأن الأوضاع هادئة.

وصف المسؤول الإسرائيلي مستوى التنسيق مع إدارة ترامب بـ"الوثيق والشامل"، مؤكدًا أن "ترامب لعب اللعبة معنا بمهارة"، مشيدًا بالانضباط غير المعتاد من الوزراء الإسرائيليين، الذين التزموا الصمت الكامل وامتنعوا عن التسريبات، ما ساهم في إنجاح عنصر المفاجأة.

 

تحذير إيراني

وحذرت إيران كلًا من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من أن قواعدها وسفنها في المنطقة ستكون مستهدفة إذا ساعدت في التصدي لهجمات طهران على إسرائيل، حسب ما نقلته وكالات للأنباء عن وسائل إعلام إيرانية رسمية.

وجاء هذا التحذير بعد أن قامت الولايات المتحدة، مساء الجمعة، بإعادة تموضع بعض قواتها ومعدّاتها العسكرية بالقرب من إسرائيل، بهدف تعزيز الدفاعات الجوية، والمساعدة في حماية قواعدها في المنطقة.

وقد نقلت بعض المصادر عن مسؤول إسرائيلي، لم يُكشف عن اسمه، بأن القوات الأمريكية الموجودة في المنطقة شاركت في دعم الدفاعات الجوية الإسرائيلية ضد الهجمات الصاروخية الإيرانية، دون كشف عن طبيعة المساهمة أو تفاصيلها.

كما نقلت تقارير إعلامية عن مسؤول أمريكي تأكيده أن القوات الأمريكية ساعدت إسرائيل في التصدي للصواريخ الإيرانية، دون أن يُقدم تفاصيل حول طبيعة هذا الدعم.

وعقب الهجمات التي طالت طهران، أمس، أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن بلاده ستدافع عن إسرائيل، إذا لزم الأمر.

 

 

 

 

الاكثر قراءة