يعرف فصل الشتاء بكونه موسما لانتشار الفيروسات التنفسية، حيث تزداد حالات الإصابة بالإنفلونزا ونزلات البرد وغيرها من الأمراض التي تستهدف الجهاز التنفسي ما يعني إصابة أكبر عدد من الأشخاص مقارنة ببقية فصول السنة التي يكون فيها الجو معتدلًا أو أقل برودة.
ويعود السبب في انتشار أنواع كثيرة من الفيروسات التنفسية إلى عدة عوامل، أبرزها قضاء الناس وقتا أطول في أماكن مغلقة لبرودة الطقس، مما يسهل انتقال الفيروسات عبر الرذاذ المتطاير من السعال أو العطس، كما أن درجات الحرارة المنخفضة قد تؤثر على جهاز المناعة، مما يجعله أكثر عرضة للإصابة.
في البداية، من المهم أن نعرف أن أنواع الفيروسات التي تسبب أمراض الجهاز التنفسي في الشتاء تختلف فيما بينها لكنها تشترك في العديد من الأعراض، مما يجعل التمييز بينها صعبا أحيانا.
أما فيما يخص أبرز أنواع فيروسات فصل الشتاء فإنها كالتالي:
- فيروس الإنفلونزا: يعد فيروس الإنفلونزا أحد أكثر الفيروسات التنفسية انتشارًا في موسم الشتاء حيث يتسم هذا الفيروس بقدرته على التطور السريع وأعراضه تتمثل في: حمى، وقشعريرة، وسعال، والتهاب في الحلق، وآلام في العضلات، وصداع، وتعب عام، وتكون الوقاية منه من خلال التطعيم السنوي للإنفلونزا بالإضافة إلى ذلك، يجب تجنب الاختلاط بالمرضى، وغسل اليدين باستمرار، والحرص على نظافة الأسطح.
- الفيروس المخلوي التنفسي (RSV): يصيب هذا الفيروس الأطفال والرضع بشكل خاص، ولكنه قد يسبب أمراضا خطيرة لدى كبار السن والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة. وتكون أعراضه عبارة عن سيلان الأنف، وسعال، وعطس، وحمى، وتعب في الحالات الشديدة، ويمكن أن يسبب الفيروس التهابا في الشعب الهوائية، أما الوقاية من الفيروس المخلوي فتعتمد على تدابير النظافة الشخصية مثل: غسل اليدين باستمرار وتجنب التواجد في الأماكن المزدحمة، ويجب التنبيه على أن الفيروس المخلوي يهاجم الرضع والأطفال أكثر من الفئات الأكبر عمرا.
- متحورات كورونا: على الرغم من أن فيروسات كورونا ترتبط بوباء كوفيد-19، إلا أن هناك أنواعا أخرى منها: تسبب نزلات برد خفيفة وتنتشر في الشتاء، وأعراض متحورات كورونا تشبه أعراض نزلات البرد، مثل: السعال والتهاب الحلق وضيق التنفس، أما الوقاية فتكون عن طريق التهوية الجيدة للأماكن المغلقة، وغسل اليدين بانتظام، وتغطية الفم والأنف عند السعال والعطس.
- الفيروس الأنفي (Rhinovirus): هو السبب الأكثر شيوعًا لنزلات البرد، وينشط بشكل كبير في أشهر الشتاء، وتكون أعراضه عبارة عن سيلان الأنف وانسدادها، وعطس، والتهاب خفيف في الحلق، وحمى خفيفة، ونظرًا لعدم وجود لقاح خاص به، تعتمد الوقاية من هذا الفيروس على تجنب ملامسة الأسطح الملوثة، وغسل اليدين بانتظام، وتجنب مشاركة الأدوات الشخصية مع الآخرين.
- الفيروس الغدي: وهو فيروس يصيب الجهاز التنفسي ويمكن أن يسبب مجموعة من الأعراض، بدءًا من نزلات البرد الشائعة وحتى التهابات الجهاز التنفسي الأكثر خطورة والتي يمكن أن تؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ولكنه ينتشر بشكل خاص بين الأطفال.
وتتمثل أعراضه في وجود حمى والتهاب بالحلق، بالإضافة إلى سيلان أو انسداد الأنف واحتقانه والعطس، وقد يحدث سعال متواصل مصحوب ببلغم، وفي بعض الأحيان يمكن أن يحدث التهاب في الملتحمة، ويمكن لبعض سلالات الفيروسات الغدية أن تسبب الإسهال والقيء وآلام البطن، لكن يجب الحذر من الفيروس الغدي، لأنه في الحالات الشديدة، قد يؤدي الفيروس الغدي إلى التهاب رئوي أو مضاعفات تنفسية أخرى، خاصة عند الأفراد الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة أو حالات صحية كامنة.
وإلى جانب الإجراءات الخاصة بكل فيروس، توجد مجموعة من التدابير الوقائية العامة التي تساهم في تقليل خطر الإصابة بالفيروسات التنفسية في الشتاء ومنها التالي:
- غسل اليدين بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل، خاصة بعد السعال أو العطس أو استخدام المرافق العامة.
- تجنب لمس الوجه لأن الفيروسات تنتقل عبر ملامسة الأسطح ثم لمس العينين أو الأنف أو الفم، لذا يجب تجنب هذه العادة.
- فتح النوافذ بانتظام لتهوية المنازل وأماكن العمل، مما يساعد على طرد الجزيئات الفيروسية من الأماكن المغلقة.
- ينصح بتجنب الأماكن المزدحمة قدر الإمكان لتقليل فرص التعرض للعدوى في فترة ذروة انتشار الفيروسات.
- تناول غذاء متوازن وغني بالفيتامينات والمعادن يدعم الجهاز المناعي.
- عند الشعور بأعراض المرض، يجب البقاء في المنزل لتجنب نقل العدوى للآخرين.
- تغطية الفم والأنف باستخدام منديل ورقي عند السعال أو العطس، أو تغطيته بالذراع إذا لم يكن المنديل متوفرًا.
- الابتعاد عن التدخين لأنه يضعف الجهاز التنفسي ويزيد من خطر الإصابة بالالتهابات الحادة والخطيرة.