في إطار دورها الثقافي والتعليمي، نظمت مكتبة المعادي العامة التابعة لجمعية مصر للثقافة وتنمية المجتمع؛ رحلة ثقافية متميزة إلى متحف الفنون الشعبية والتراثية، وذلك بالتعاون مع أتوبيس الفن الجميل بالادارة العامة لثقافة الطفل، بمشاركة مجموعة من الأطفال، بهدف تعريفهم بالتراث المصري الأصيل والفنون الشعبية المتنوعة، وتعزيز وعيهم بالهوية الثقافية الوطنية.
أتاحت الرحلة للأطفال فرصة التعرف على أول متحف شامل للفنون الشعبية والتراثية في مصر، والذي أُنشئ ليكون مرآة للإرث الثقافي والفني المصري منذ عصر الفراعنة وحتى العصر الحديث، بما يشمله من عادات وتقاليد ومعتقدات وفنون أداء وأزياء وحرف وصناعات تقليدية.
ويضم المتحف ما يقرب من 3000 قطعة تراثية أصلية جُمعت على مدار أكثر من ستة عقود، إلى جانب مقتنيات حديثة جرى توثيقها وتجهيزها وفق أحدث المعايير العالمية في علم المتاحف.
وخلال جولتهم داخل أروقة المتحف، اطلع الأطفال على قاعات العرض المختلفة التي تعكس تنوع البيئات المصرية من النوبة وسيناء والدلتا والصعيد والواحات والسواحل، من خلال الأزياء الشعبية، والحُليّ، وآلات الموسيقى، والأدوات الزراعية، وقطع الأثاث التقليدي، فضلاً عن نماذج الحرف اليدوية مثل الخيامية، والنسيج، والفخار، والسجاد اليدوي، والجلود، والزجاج، والخوص، والنحاس، والفضة.
كما شاهدوا مجسمات واقعية توثق تفاصيل الحياة اليومية في القرى والنجوع والحارات المصرية، ومراحل حياة الإنسان من الميلاد والزواج حتى الوفاة، إضافة إلى مشاهد الأسواق والمقاهي الشعبية والاحتفالات.
واختُتمت الرحلة بتنفيذ ورشة فنية تفاعلية، قام خلالها الأطفال بعمل لوحة جماعية عبّروا فيها عن آرائهم وانطباعاتهم حول التراث والفنون الشعبية المصرية، مستخدمين الألوان والعناصر التراثية التي شاهدوها خلال الزيارة، في تجربة جمعت بين التعلم والتعبير الإبداعي والعمل الجماعي.
كما شملت الفعاليات ورشة ثقافية تناولت التعريف بعدد من الزعماء والرموز المصرية الذين تركوا بصمة واضحة في تاريخ الوطن، وقدمت بأسلوب مبسط يتناسب مع أعمار المشاركين، بهدف ترسيخ قيم الانتماء والفخر بالهوية الوطنية.
وفي تصريح لها أكدت ضحى محبوب مديرة مكتبة المعادي العامة؛ أن هذه الرحلة تأتي ضمن خطة المكتبة لربط الأطفال بالتراث المصري بأساليب تفاعلية حديثة، قائلةً: "نحرص في مكتبة المعادي العامة على تقديم أنشطة ثقافية تُثري معارف الأطفال، وتقربهم من تاريخهم وتراثهم من خلال المشاركة الفعلية والتجربة المباشرة، بما يسهم في تنمية وعيهم الثقافي وتعزيز ارتباطهم بهويتهم الوطنية".
وتؤكد مكتبة المعادي العامة استمرارها في تنظيم مثل هذه الرحلات والفعاليات الثقافية والفنية، التي تسهم في تنمية الإبداع لدى الأطفال، وبناء جيل واعٍ بقيمة التراث المصري وأهميته.