لم يعد السهر مجرد عادة أو وسيلة للترفيه، بل أصبح انعكاسًا لطبيعة الحياة الحديثة التي تزدحم بالضغوط والمشتتات، فالكثير من الناس يجدون في ساعات الليل الهادئة فرصة للانفصال عن الضوضاء اليومية أو لاستعادة بعض الوقت لأنفسهم، دون أن يدركوا أن هذا السلوك المتكرر قد يكشف عن احتياجات نفسية دفينة ويؤثر على التوازن الذهني والجسدي، وفي السطور التالية، نستعرض لكِ ما يقف خلف عادة السهر وكيف يمكن فهمها والتعامل معها بشكل صحي، وفقاً لما نشر عبر موقع "vegoutmag"
1- التأمل الذاتي :
يعتمد كثير من الأشخاص الذين يسهرون فقط لكسر روتين اليوم على ساعات الليل الهادئة لتأمل أنفسهم، في هدوء الليل يجد ذهنهم مساحة للتجول بلا انقطاع، يعيدون مراجعة محادثات، هذه العادة ليست مجرد هروب من النوم بل بحث عن مساحة داخلية، رغم أنها قد تؤدي إلى الإفراط في التفكير.
2- البحث عن التحفيز الذهني :
ليس للأشخاص الذين يسهرون لمجرد مواكبة العالم مجرد شعور بالملل؛ بل يحملون فضول ذهني يدفعهم لاستكشاف مواضيع عميقة أو متابعة محتوى معلومات بعد منتصف الليل.
3- يجدون صعوبة في وضع حدود لأنفسهم :
يميل الكثير من الأشخاص الذين يتصفحون الإنترنت في وقت متأخر من الليل إلى الالتزام الشديد بالمواعيد والمسؤوليات الخارجية مثل العمل أو الأسرة، لكنهم يواجهون صعوبة في احترام التزاماتهم الشخصية.
4- يستخدمون ساعات الهدوء للهروب من التحفيز المفرط :
بالنسبة للكثيرين تمتلئ أيامهم بالعمل والمسؤوليات والإشعارات المتواصلة، فيصبح الليل الوقت الوحيد الذي يملكونه لأنفسهم، لذلك يتحول السهر إلى وسيلة لاستعادة الهدوء النفسي والتخفيف من التوتر، حيث يمكنهم أخيرًا اختيار ما يركزون عليه بعيدًا عن ضغوط النهار ومتطلبات الآخرين.
5- يربطون السهر بالإبداع :
أن القشرة الجبهية في الدماغ، المسؤولة عن التفكير النقدي والتصفية تسترخي قليلًا خلال الليل، مما يتيح تدفق الأفكار بحرية وإبداع أكبر، لذلك كثير من الكتاب والفنانين ورواد الأعمال يجدون في السهر مصدر إلهام، إذ يوفر هدوء الليل وطمأنينته بيئة مثالية للتفكير العميق والإنتاج الإبداعي.
6- الحساسية العاطفية المتزايدة :
في الليل حين تهدأ الأصوات الخارجية، تبرز العواطف التي ربما تم تجاهلها خلال النهار، استرجاع محادثات، شعور بالوحدة أو الحنين، أو موجة من القلق، يظهر أن الأشخاص الذين يبقون مستيقظين كثير يميلون إلى أن يكونوا أكثر وعيا عاطفيا مما يعتقدون، وهذه ميزة قد تتحول إلى سرد مستمر للأفكار إن تركت دون ضبط.