قال الدكتور فرانسيس آرتشر المدير المساعد والمهندس الإنشائي بشركة آروب التي شاركت في تصميم وبناء المتحف المصري الكبير، إنّ المتحف المصري الكبير صُمم ليكون صرحًا حضاريًا مستدامًا يمتد عمره الافتراضي لأكثر من 100 عام.
وأضاف، في لقاء مع قناة إكسترا نيوز، أن التصميم والإنشاء استندا إلى معايير هندسية دولية صارمة إلى جانب الأكواد المصرية، بما يضمن صلابة المبنى واستمراره مع الزمن.
وتابع، أن المشروع واجه تحديات هندسية كبرى، خاصة مع وجوده على مقربة من الأهرامات وفي بيئة جيولوجية معقدة تتألف من طبقات متعددة من الرمال ووادي يمتد لعشرات الكيلومترات.
وأوضح أن الحلول تضمنت اعتماد أساسات ضحلة معززة بالخرسانة المسلحة لضمان الاستقرار الطويل الأمد.
وتطرق إلى تصميم حائط منكاروع الذي شكّل أبرز التحديات الإنشائية، حيث جرى بناؤه بعمق يصل إلى 35 متراً باستخدام أسلوب الحفر التدريجي وصب الخرسانة، ثم إعادة التربة مرة أخرى مع تثبيتها لضمان الصلابة ومقاومة عوامل المناخ الجاف.
وأضاف آرتشر أن مركز الترميم الملحق بالمتحف يعد الأكبر من نوعه في العالم، وقد جرى تصميمه تحت الأرض بما يحافظ على المشهد الطبيعي المحيط بالموقع.
وذكر، أن ملايين الأمتار المكعبة من الرمال أُزيلت لإفساح المجال لهذا المركز، ثم أعيدت لتغطية المبنى وحمايته، مع ربطه بالمتحف عبر نفق مدفون بطول 200 متر لنقل الآثار بأمان.
واستعرض تفاصيل تصميم السقف المطوي الذي يمتد لمسافة 45 مترًا باستخدام الخرسانة المسلحة المسبقة الإجهاد، موضحًا أن هذا التصميم لم يكن مجرد حل هندسي بل أتاح إدخال الضوء الطبيعي إلى قاعات العرض ودعم أنظمة التهوية واستخراج الدخان.
وشدد آرتشر على أن البنية المعمارية للمتحف لم تبتكر تقنيات جديدة بالكامل، لكنها اعتمدت على حلول مجربة ومعايير دولية أثبتت فعاليتها.
وأكد أن سر النجاح يكمن في دمج هذه التقنيات مع البساطة في الرؤية التصميمية، ما يجعل المتحف صرحًا يجمع بين القوة الهندسية والجمال المعماري والتاريخ الإنساني.