يعيش وليد الكرتى، لاعب وسط نادى بيراميدز والمنتخب المغربى، حالة توهج ونضج كروى، جعله أحد أبرز اللاعبين أصحاب البصمة الواضحة فى الملاعب المصرية خلال السنوات الأخيرة، فمنذ انتقاله من الوداد البيضاوى إلى السماوى المصرى، أثبت «الكرتى» نفسه على أرضية الملعب، وأحد أهم العناصر فى متوسط ميدان بطل إفريقيا، بفضل جودته، وإمكاناته الفنية الكبيرة، وقدرته على صناعة الفارق فى المباريات الحاسمة.
«المصوّر» التقت بنجم متوسط ميدان النادى السماوى، ليتحدث عن أسرار الفوز باللقب القارى، وطموحات الفريق فى الموسم الحالى، ورأيه فى قضايا مثيرة للجدل مثل فقدان لقب دورى نايل 2025 لصالح الغريم الأهلاوى، وكذلك عن حلم العودة لصفوف أسود الأطلسى فى بطولة كأس الأمم الإفريقية المقبلة بالمملكة المغربية، وإليكم نص الحوار..
كيف تصف شعورك بعد التتويج التاريخى مع بيراميدز بدورى الأبطال الموسم الماضى؟
الفوز ببطولة بحجم دورى أبطال إفريقيا مع بيراميدز كان لحظة فارقة فى مسيرتى الكروية، هذا اللقب جاء بعد مجهودات ضخمة من الجميع، من إدارة وجهاز فنى ولاعبين، وبالنسبة لى اللعب فى نهائى قارى والفوز به مع فريق حديث العهد بالمنافسات الإفريقية كان إنجازًا له طابع خاص، عشت لحظات مشابهة مع الوداد المغربى من قبل، لكن مع بيراميدز الأمر مختلف، لأنه إنجاز الأول من نوعه للنادى، وسيظل محفورًا فى تاريخنا جميعًا.
هل ترى أن الفريق قادر على الحفاظ باللقب هذا الموسم؟
طبعًا المهمة صعبة جدًا؛ لأن كل الفرق أصبحت تضع بيراميدز فى دائرة الضوء وتتعامل معنا كفريق بطل، لكن فى نفس الوقت، هذا يعطينا دافعًا أكبر للقتال من أجل الدفاع عن لقبنا، ونمتلك مجموعة مميزة من اللاعبين، وأعتقد أننا قادرون على المنافسة بقوة، إذا لعبنا بنفس الروح التى كانت لدينا الموسم الماضى.
هناك جدل كبير بعدم احتساب لقب دورى نايل لصالح بيراميدز، بعد تراجع رابطة الأندية عن خصم 3 نقاط من الأهلى.. كيف ترى ذلك؟
بصراحة، كان هناك إحباط كبير داخل الفريق، نحن بذلنا مجهودًا هائلًا فى بطولة الدورى الموسم الماضى، واعتقدنا أننا الأقرب للفوز باللقب، لكن القرارات التى صدرت غيرت شكل المنافسة تمامًا، فما حدث لم يكن منصفًا لبيراميدز، وأشعر أن مجهود موسم كامل ضاع بسبب قرار إدارى جدلى، لكن هذه كرة القدم، ويجب أن نتعامل مع الواقع وننظر للأمام، وهدفنا أن نعوض هذا فى المواسم المقبلة.
كيف تقيّم البداية المتذبذبة لبيراميدز فى الدورى الممتاز هذا الموسم؟
لا أنكر أن البداية لم تكن مثالية، دخلنا مباريات كثيرة ونحن ما زلنا فى حالة إرهاق بعد الموسم الطويل والمشاركات الإفريقية، بالإضافة إلى التغييرات التى طالت الجهاز الفنى، لكن مع الوقت الأمور تتحسن، واللاعبون بدأوا فى استعادة مستواهم، نحن نعرف أن الدورى طويل، والبطولة لا تُحسم فى الأسابيع الأولى.
الفوز على الأهلى فى الجولة الماضية كان له تأثير كبير، خاصة أنه تسبب فى إقالة الجهاز الفنى للخصم، صف لنا ما كواليس هذا الفوز؟
مواجهة الأهلى دائمًا لها طابع خاص؛ لأن الفوز على نادى القرن يعطيك دفعة معنوية هائلة، خاصة أنه كان بطلًا للمواسم الماضية، المباراة كانت صعبة، لكننا لعبنا بروح قتالية، وحققنا نتيجة إيجابية جدًا.
كيف ترى إقالة الإسبانى خوسيه ريبيرو بعد خسارة الأهلى أمامكم؟
بالنسبة لإقالة المدرب خوسيه ريبيرو، فهذا قرار يخصّ الأهلى وإدارته، لكن أستطيع القول إن فوزنا منحنا ثقة أكبر فى أنفسنا وقدرتنا على مواجهة أى فريق.
وماذا يعنى لك الفوز على أوكلاند سيتى وتسجيلك هدفًا حاسمًا فى اللقاء؟
تسجيل الأهداف دائمًا شعور رائع، لكن عندما يأتى الهدف فى مباراة قارية مثل كأس الإنتركونتيننتال يصبح له طعم خاص، فوزنا على أوكلاند سيتى كان خطوة مهمة جدًا فى مشوار البطولة، وأعتقد أن الأداء الجماعى للفريق هو ما ساعدنا على تحقيق هذا الفوز، الآن تنتظرنا مواجهة قوية أمام أهلى جدة فى كأس القارات الثلاث، وعلينا أن نستعد لها بأفضل شكل ممكن.
صف لنا رؤيتك للمواجهة المرتقبة أمام أهلى جدة فى كأس القارات الثلاث؟
بلا شك مباراة فى غاية القوة؛ لأننا سنواجه فريقًا كبيرًا يمتلك قاعدة جماهيرية عريضة ولاعبين على مستوى عالٍ، سواء من المحليين أو الأجانب، بالنسبة لنا هذه المواجهة اختبار حقيقى لشخصية بيراميدز كبطل إفريقيا، وسندخل اللقاء باحترام كبير للمنافس، لكن فى الوقت نفسه بثقة فى قدراتنا وإمكاناتنا، هدفنا أن نمثل الكرة المصرية بالشكل الذى يليق بها، ونمضى خطوة جديدة نحو مواصلة المشوار فى البطولة.
برأيك، هل بيراميدز قادر على العودة بقوة للمنافسة محليًا هذا الموسم؟
نعم بالتأكيد، الدورى المصرى بطولة صعبة، وكل فريق يواجه صعوبات خلال مشواره، لكننا نمتلك كل الإمكانات للعودة للمنافسة، المهم هو أن نحافظ على الاستمرارية ونكسب المزيد من الثقة فى المباريات المقبلة.
بعد تألقك مع بيراميدز، هل تأمل فى العودة لصفوف المنتخب الأطلسى خلال كأس الأمم المقبلة؟
العودة للمنتخب المغربى حلم بالنسبة لى، بالطبع أتمنى أن أكون حاضرًا فى بطولة كأس الأمم الإفريقية، خاصة أنها ستقام على أرضى وبين جمهورى، اللعب أمام جماهيرنا فى بطولة كبيرة بهذا الحجم سيكون شرفًا عظيمًا، أنا أعمل بجد وأتمنى أن تمنحنى الفرصة من جديد.
هل ترى أن انضمام زملائك مثل الشيبى وأشرف دارى للمنتخب يشكل دافعًا إضافيًا لك؟
عندما ترى زملاءك فى الفريق ينضمون للمنتخب الوطنى، تشعر أن الباب ما زال مفتوحًا، وأن الأداء الجيد مع النادى يمكن أن يعيدك لصفوف أسود الأطلسى، ووجود الشيبى ودارى يعطينى حافزًا أكبر للقتال على مكانى فى المنتخب.
بكل صراحة، هل سيكون منتخب مصر منافسًا قويًا للمغرب فى كأس الكان 2025؟
منتخب الفراعنة دائمًا من أقوى المنتخبات فى إفريقيا، ويملك تاريخًا كبيرًا ولاعبين على مستوى عالمى، بالتأكيد سيكون منافسًا قويًا للمغرب ولأى منتخب آخر، وأعتقد أن البطولة ستكون صعبة للغاية، خصوصًا مع وجود فرق قوية مثل السنغال ونيجيريا والجزائر، لكن نحن نثق فى قدراتنا، ونطمح أن نتوج باللقب على أرضنا.
نعود قليلًا إلى مسيرتك مع الوداد.. كيف ساعدتك تجربتك هناك على النجاح مع بيراميدز؟
الوداد البيضاوى هو بيتى الأول، ومنه خرجت إلى الأضواء، لعبت سنوات عديدة وسط أجواء ضاغطة للغاية، سواء فى الدورى المغربى أو أبطال إفريقيا، تعلمت هناك كيف تتحمل الضغوط وتلعب أمام جماهير بعشرات الآلاف، وكيف تبقى ثابتًا فى المباريات الكبيرة والحاسمة.
كيف تقيّم سوق الانتقالات للأندية المصرية الكبرى هذا الموسم، مثل الأهلى والزمالك والمصرى؟
أعتقد أن فترة الميركاتو الأخيرة كانت مميزة للغاية، وكل نادٍ سعى إلى تدعيم صفوفه بما يتناسب مع طموحاته، الأهلى كالعادة دعم مراكز مهمة فى الدفاع والهجوم، وهو أمر طبيعى لفريق يبحث دائمًا عن السيطرة والمنافسة على كل البطولات، والزمالك كذلك أبرم صفقات مؤثرة وركز على معالجة نقاط الضعف التى ظهرت الموسم الماضى، وهذا سيزيد من قوته التنافسية، أما المصرى البورسعيدى فقام بعمل كبير فى ضم عناصر تمتلك خبرة وشخصية داخل الملعب، وهو ما سيمنحه ثباتًا أكبر فى الدورى، والمنافسة هذا الموسم ستكون أقوى بكثير، وهذا يصب فى مصلحة الكرة المصرية ويرفع من مستوى جميع الفرق، ومن بينها بيراميدز الذى سيكون مطالبًا بإثبات نفسه أمام الكبار.
من واقع تجربتك.. ما الفارق الذى لمسته بين الدورى المصرى وبقية الدوريات العربية والإفريقية؟
دورى نايل يتميز بخصوصية فريدة، فهو من أقوى الدوريات فى القارة من حيث المنافسة والضغط الإعلامى والجماهيرى، وكل مباراة بمثابة بطولة قائمة بذاتها، والجمهور يتابع التفاصيل الدقيقة بكل شغف، إذا قارناه بدوريات عربية أخرى مثل المغربى أو السعودى، نجد أن الدورى المصرى يمتلك تاريخًا طويلًا وأندية جماهيرية كبيرة مثل الأهلى والزمالك والإسماعيلى والمصرى، بينما يشهد الدورى السعودى طفرة هائلة فى السنوات الأخيرة بفضل الاستثمارات الكبيرة والتعاقد مع نجوم عالميين، أما على المستوى الإفريقى، فالدورى المصرى دائمًا حاضر فى الصدارة بفضل تفوق أنديته وعدد ألقابها القارية. شخصيًا، اللعب فى مصر أضاف لى الكثير من الخبرات، ومنحنى شخصية مختلفة داخل الملعب، وزاد من قدرتى على مواجهة أى تحدٍّ فى إفريقيا وخارجها.
أخيرًا.. ما رسالتك إلى جماهير المغرب مع اقتراب كأس «الكان» الإفريقى؟
رسالتى إلى جماهير وعُشاق الكرة المغربية: «أنتم دائمًا سر قوتنا والدافع الأكبر لنا كلاعبين، وجودكم خلفنا فى كل بطولة يمنحنا طاقة استثنائية، ندرك جيدًا قيمة القميص الوطنى الذى نرتديه، ووعدنا لكم أن نبذل أقصى ما لدينا لرفع راية المملكة عاليًا وإسعادكم فى هذه النسخة من الكان، ثقتكم ودعمكم هما ما يصنعان الفارق ويجعلان المستحيل ممكنًا، وإن شاء الله نكون عند حسن ظنكم ونمضى بخطوات ثابتة نحو اللقب الإفريقى الكبير».

