حركات ودعوات خبيثة تعالت على مدار الشهر الماضى بضرورة التظاهر أمام السفارات المصرية بحجة فتح معبر رفح فى مشهد عبثى وكأن العالم لا يرى ما يحدث فى قطاع غزة وعلى الحدود، أو كأنه لا يعلم علم اليقين بأن من يقف خلف محاولات الترويع والتجويع والإبادة ضد الشعب الفلسطينى هو ذلك الوحش الهائج الذى لا يستطيع أحد حتى الآن إيقافه، فيهرعون إلى من لا ذنب له حتى يشتتوا الأنظار ويتركوا المعاناة لمن يعانون هناك دون أى محاولة لإنقاذهم، وكأن الجميع يغشون أبصارهم لأنه لا أحد يملك الشجاعة لمواجهة المجرم الحقيقى وإيقافه.
مشهد كان بطله جماعة الإخوان الإرهابية التى افتعلت وتناقلت الأكاذيب لتحريك عناصرها وأتباعها فى الخارج لاستهداف السفارات المصرية والتجمهر أمامها ومحاولة الاعتداء عليها، وما هى إلا محاولة لتشويه الرمز الأخير والوحيد الباقى فى مواجهة الشيطان الاستيطانى الذى يسعى للاستيلاء ليس على الأراضى الفلسطينية وحدها بل على الأراضى العربية جميعها.
الغريب أيضا هو موقف الدول التى ربما لم تحرك ساكنا أمام تلك الأحداث، رغم أنها المسئولة الأولى عن حماية السفارات المصرية، وما حدث يعد إخلالا بواجب الحماية، بل وتصبح هذه الدول هى المسئولة دوليا ولا ينفى هذا الدور حجة أن من قام بذلك أفراد عاديون أو متظاهرون مدنيون.
وأمام هذا التقاعس وجد المصريون بالخارج أنفسهم هم خط الدفاع الأول عن الدولة المصرية وسفاراتها بالخارج، وهم كالعادة أخذوا على عاتقهم هذه المسئولية، وعلى مدار هذا الأسبوع انتفضت الجاليات المصرية فى مختلف الدول الأوروبية بوقفات داعمة للدولة المصرية والقيادة السياسية المصرية.
برلين كانت أول تلك العواصم التى أعلنت هذه الانتفاضة على لسان رئيس الجالية المصرية هناك علاء ثابت، وكان لـ «المصور» حوار معه لمعرفة ما يدور فى الخارج وما يقوم به الرجال الأوفياء للدفاع عن بلادهم وسفاراتها التى تمثلها هناك، وفى مشهد تزين فيه المصريون بالأعلام المصرية، قال «ثابت» إن المصريين خرجوا أيام السبت والأحد هذا الأسبوع للرد على الوقفات التى حركتها جماعة الإخوان الإرهابية التى تريد أن تشوه صورة مصر، لاسيما بعد ما فعله الإخوانى الإرهابى أنس حبيب بإغلاق السفارة المصرية بهولندا بسلسلة وقفل.
وأكد «ثابت» أن الوقفات الداعمة للدولة لم تكن فى ألمانيا فقط بل فى جميع الدول الأوروبية، ولقد خرجنا جميعا لنقول لجميع دول العالم إن مصر هى الداعم الدائم للقضية الفلسطينية وتقف مع شعب فلسطين، وإن ما تقوله جماعة الإخوان هو كذب وافتراء، كما أننا خرجنا لنؤكد أننا سنظل دائما سندا وظهرا للدولة المصرية، واستطرد قائلا: بدأنا فى هذا التحرك بالاتفاق مع أعضاء الجالية للتجمع أمام السفارات المصرية، بدأنا ببرلين، والتزمنا بالمعايير الأمنية حتى نوصل رسالة للعالم بأننا نلتزم بالقانون الدولى ونعلم أن للجميع رسالة بما فى ذلك الشرطة التى يجب أن تقوم بدورها فى حماية السفارات، وبالإضافة إلى أننا أكدنا دعمنا لكلمة وزير الخارجية الدكتور بدر عبدالعاطى الذى أكد أن أمن السفارة مسئول عن حماية السفارة ضد أى شخص يحاول المساس بسور السفارة، ونحن نؤيد الأمن المصرى المسئول عن حماية السفارة ضد هؤلاء الأوباش والغوغاء، ونحن بفضل الله لدينا ثقة كبيرة فى السفارات المصرية وفى مسئولينا وكذلك الأمن المصرى هناك.
وهناك تنسيق بين أعضاء الجاليات فى مختلف الدول وانتشرت الوقفات أيضا فى لندن وإيطاليا وبلجيكا وهولندا والنمسا واليونان والبرتغال والنرويج والدنمارك ومعظم الدول الأوروبية الأخرى، وكنا قد حددنا لذلك أيام 23 و24 وقد تم ذلك.
وأضاف «ثابت» أنه فى يوم 25 إعادة انتخابات مجلس الشيوخ «ذهبت أنا وزوجتى بالأعلام المصرية والورود لأعضاء السفارة لإعلان دعمنا لهم من جديد ونحن معا فى هذه الأزمة حتى تنقضى على خير ونحن جميعا معا، أما نحن كجالية مصرية فموجودون ليس بشكل يومى لكننا موجودون دائما مرابطون للرقابة المشددة على سفاراتنا فى حدود القانون، فنحن لا نريد التعدى على قوانين الدول الموجودين فيها، لكن أيضا نريد التأكد من حماية سفاراتنا ودعمها لأن دعمها يعنى دعم الدولة المصرية وجيشها ومع قائدنا عبدالفتاح السيسى.
وبسؤاله أيضا عن المشاركين فى هذه الوقفات، أكد «ثابت» أن جميع المشاركين فى هذه الوقفات مصريون مخلصون وشرفاء يعشقون وطنهم، بالإضافة إلى اتحاد شباب أوروبا، أحمد عبدالقادر «ميدو» وأحمد ناصر الذين أتوا من هولندا للمشاركة معنا، وهذا على عكس ما كان يتظاهر مع الإخوان الذين جمعوا بعض الجنسيات الأخرى مثل السوريين والأتراك والفلسطينيين.
أما عن توقيت تحرك الإخوان ضد الدولة المصرية، فقال «ثابت» إن الإخوان منظمة إرهابية عالمية ليس وراءها إلا الخراب، هذه الجماعة الإرهابية تحلم بهدم الدولة المصرية ولا تفكر إلا فى مصلحتها، بل هم يعيشون بمبدأ «الجماعة فوق الجميع» فلا يفرق معهم الوطن أو الأرض أو العرض، وهذا ما شاهدناه سابقا بعد 2011 عندما حكموا عاما وقاموا بالتخريب خلاله، وبعدها الشعب لفظهم فى 30 يونيو بسبب أفكارهم الإرهابية.
وعن أبرز المهاجمين الحاليين للدولة المصرية فى الخارج، أكد «ثابت» أن جميع الشخصيات الإخوانية هى من تكن وتظهر العداء حاليا للدولة المصرية، وكذلك القنوات الموجودة فى لندن وتركيا التى لا تتوانى عن مهاجمة الدولة المصرية فى كل وقت، وهم أناس ممولون مدعومون بالمخابرات العالمية، لأنه لم يبق هناك غير مصر فى المنطقة، فانظرى ما حدث فى سوريا أو العراق أو اليمن، فجميع هذه الدول ذهبت ولم يبق إلا مصر هى من تقف فى حنجرتهم إلى الآن، وبالطبع همهم هو أن يهدموا مصر، حتى وإن تعاون الإخوان مع اليهود أنفسهم، وهو ما حدث أمام السفارة المصرية فى تل أبيب.
أما المؤامرات الخارجية على مصر فقال «ثابت» إنه بالطبع هناك مؤامرات خارجية كثيرة وخطيرة من دول كبيرة على مصر لإسقاطها بداية من الوضع الاقتصادى الخانق على مصر وحتى قناة السويس ونقص العملة الصعبة، فكلها محاولات من دول كبرى تحاول التضييق اقتصاديا علينا حتى ينقلب الشعب على الدولة لينتهى بنا المطاف بلا دولة، لكن مصر قوية بجيشها وشعبها ورئيسها، وستمر كل هذه الأزمات على خير.
وحول موضوع التهجير، قال «ثابت» نعم لدينا العديد من الضيوف الذين نرفض أن نقول عنهم لاجئين لكنهم فى النهاية ضيوف، ونحن نساعد القضية الفلسطينية منذ 1948، ودفعنا العديد من قوتنا وراح منا العديد من الشهداء فلا يزايد أحد على مصر، وبالنسبة لاستعدادات السفارات ووزارة الخارجية لحماية السفارات إذا تكرر الأمر، فقد أكد «ثابت»: نحن موجودون فى كل وقت، وكما رأيتم عندما حدث ذلك جميعنا فى الخارج انتفضنا وجميعنا ذهبنا عند السفارات لنحميها فى إطار القانون، كذلك نحترم الشرطة الموجودة هناك أيضا والمعنية بحماية السفارات بموجب القانون الدولي، لكن كذلك سنتدخل إذا تطلب الأمر فى الوقت الذى نراه لحماية سفارتنا وعدم المساس بها لأنها تعتبر أرضا مصرية، كما أن أمن السفارة سيتصدى لأى أحد ويدخله داخل السفارة ويبلغ عنه الشرطة بطريقة قانونية.
ونحن فى النهاية جميعا فداء لمصر فحب وطننا موجود لدينا بالفطرة.
