أكد كمال حسنين، رئيس حزب الريادة، أن انتخابات مجلس الشيوخ تمثل استحقاقًا دستوريًا مهمًا لاستكمال مؤسسات الدولة، مشيرًا إلى أن دور المجلس لم يعد هامشيًا، بل أصبح مكملًا لمجلس النواب، إذ لا يجوز تمرير أي قانون دون عرضه أولًا على مجلس الشيوخ، وإلا يُعدّ باطلًا.
وأوضح حسنين، في حديث لـ"دار الهلال"، أن مجلس الشيوخ يضم 300 عضو، بواقع 100 بالتعيين من رئيس الجمهورية، و100 بالانتخاب الفردي، و100 آخرين عبر القوائم، موزعين على أربعة قطاعات تشمل القاهرة، والصعيد، وشرق ووسط الدلتا، ومحافظات القناة وسيناء.
وأضاف أن العملية الانتخابية بدأت رسميًا عقب دعوة الناخبين مطلع الشهر الماضي، ثم تلقي أوراق الترشح، حتى انطلقت فعليًا في الخارج منذ يومين، وتشهد تفاعلًا لافتًا من الجاليات المصرية في 119 دولة، من خلال 136 مقرًا انتخابيًا بالسفارات والقنصليات.
وأشار إلى أن الهيئة الوطنية للانتخابات تواصلت عبر الفيديو كونفرانس مع عدد من السفارات، وتابعت نسب الإقبال، التي تفاوتت بحسب حجم الجاليات، إلا أن الرسالة الأهم هي حرص المصريين في الخارج على أداء واجبهم الوطني، رغم بُعد المسافات وظروف العمل.
وقال حسنين: "ما شهدناه في دول الخليج، وفي السعودية تحديدًا، وكذلك في الولايات المتحدة ونيوزيلندا، يؤكد وعي المواطن المصري بالخارج بأهمية المشاركة، ويُحول يوم التصويت إلى ما يشبه العرس الوطني، حيث يجتمع المصريون، يتشاورون، ويتشاركون في أداء حقهم الدستوري".
وأكد رئيس حزب الريادة أن الحزب حرص على توجيه رسائل توعوية إلى المواطنين في الداخل والخارج، يحثهم فيها على النزول والمشاركة واختيار من يرونه مناسبًا، بعيدًا عن أي توجيه حزبي، لأن الأهم هو ممارسة الحق الدستوري.
وأضاف: "ما نراه من مشهد انتخابي بالخارج هو رسالة سياسية للعالم تؤكد أن مصر تعيش حالة من الاستقرار السياسي والاجتماعي، وأن المواطن المصري، سواء داخل الوطن أو خارجه، يقف داعمًا للدولة ومؤسساتها".
وأشار إلى أن تزايد تحويلات المصريين بالخارج بنسبة 70% عن العام الماضي، يعكس هذا الدعم الوطني المتواصل، لافتًا إلى أن المواطن في الداخل أولى بالمشاركة، نظرًا لتوفر اللجان الانتخابية على مقربة من محل سكنه، مقارنةً بما يواجهه المواطن بالخارج من تحديات تتعلق بالمسافة وارتباطات العمل.
وتوجه حسنين في حديثه بالشكر إلى المصريين في الخارج، مؤكدًا أن مشاركتهم المكثفة رسالة قوية بأن المصريين في الخارج لا يزالون أوفياء لوطنهم، حريصين على استقراره، ومشاركين فاعلين في كل استحقاقاته الوطنية.
وأضاف مختتمًا: إن "هذا العرس الديمقراطي سيستكمل غدًا وبعد غد، بما يبعث رسالة للعالم أجمع بأن الدولة المصرية مستقرة، وأن الشعب المصري داعم لقيادته السياسية".