قد يجهل بعضنا أهمية الغدد الليمفاوية أو حتى معناها رغم أنها تلعب دوراً حيوياً في وقايتنا من المخاطر الصحية، إذ تلعب الغدد الليمفاوية، والتي تعد جزءًا من الجهاز الليمفاوي جنبا إلى جنب مع الطحال واللوزتين واللحمية دورا كبيرا وأساسيا في جهاز المناعة، إذ تعد خط الدفاع الأول ضد الكثير من مسببات المرض، مثل: البكتيريا، والفيروسات.
ويظهر تضخم الغدد الليمفاوية عند البالغين وكبار السن في حين أن أية مجموعة غدد ليمفاوية فى الجسم قد يصيبها التضخم نتيجة لالتهابات أو أورام حميدة أو سرطانية في حين تعد مجموعات الغدد الليمفاوية بالرقبة محطة هامة في كثير من الأمراض وهي عرضة بصورة كثيفة للالتهابات المتكررة من الحلق والجيوب الأنفية والتهابات الفم واللسان والأسنان، حول كل هذا يأتى التحقيق التالى.
تقول الدكتورة آمال التهامى استشارى الباطنة: إن الوظيفة الرئيسية للغدد الليمفاوية هي تصفية المواد الضارة المحتمل وجودها، إذ تفرز جميع أنسجة وخلايا الجسم السائل الليمفاوي للتخلص من الفضلات، حيث يتم تمرير السائل الليمفاوي إلى الغدد الليمفاوية عبر الأوعية ليتم ترشيحه ومن ثم إرجاع السائل المُرشح إلى الدم.
وتوضح أن الغدد الليمفاوية تنتشر في أنحاء الجسم بما في ذلك العنق والإبط والفخذ وحول القناة الهضمية وبين الرئتين، وتكون ظاهرة ويمكن الإحساس بها بشكل أكبر عندما تكون متضخمة خاصة في العنق بعد نزلات البرد أو التهاب الحلق، وقد تكون أكثر وضوحًا بشكل عام عند الأشخاص الذين يعانون من النحافة.
بالمقابل، قد يكون من الصعب، عند البعض الآخر ملاحظتها إلا من خلال اختبارات التصوير، مثل: التصوير المقطعي المحوسب فيما تُصنف أنواع العقد الليمفاوية حسب موقعها في الجسم إلى الغدد الليمفاوية العنقية، وهي عقد غالبًا ما تشعر بها في الرقبة بعد الإصابة بعدوى في الجهاز التنفسي العلوي، حيث تعمل هذه الغدد بتصفية السائل الليمفاوي القادم من الرأس وفروة الرأس والرقبة.
وتشمل العقد الليمفاوية العنقية ثلاثة أنواع وهي العقد الليمفاوية العنقية الأمامية والعقد الليمفاوية العنقية الخلفية، والعقد الليمفاوية القذالية والغدد الليمفاوية الإبطية.
وتؤكد الدكتور آمال التهامي أن الغدد الإبطية في منطقة الإبط تتواجد بعدد تتراوح ما بين 10 - 40 غدة ، وفي بعض الحالات يتم من خلال الغدد الليمفاوية الإبطية الاستدلال أو اكتشاف الإصابة بالسرطان من خلال اكتشاف تواجد الخلايا السرطانية في السائل الليمفاوي فيها.
أما الغدد الليمفاوية فوق الترقوة فعادة ما يمكن الشعور بها عند تضخمها والذي غالبًا ما يكون دلالة على مشكلة صحية خطيرة، مثل: سرطان الرئة، أو سرطان الغدد الليمفاوية، وتوجد غدد ليمفاوية أخرى منها الغدد الليمفية المنصفية والأرْبية والعُقد الليمفية في الحوض.
وتكشف استشاري الباطنة أن هناك علاقة ما بين الغدد الليمفاوية والسرطان، ففي بعض الأحيان قد يبدأ السرطان من الغدد الليمفاوية، كما هو الحال في سرطان الغدد الليمفاوية وفي حالات أخرى قد تنتشر أنواع السرطان الأخرى من خلال الغدد الليمفاوية، وغالبا ما يقوم الطبيب بفحص الغدد الليمفاوية عند المريض المصاب بالسرطان لمعرفة ما إذا كانت الغدد مصابة بالسرطان أيضا أم لا، ويتم ذلك من خلال فحص الغدد الليمفاوية من خلال محاولة الشعور بها وإجراء بعض الفحوصات بالأشعة المقطعية، وأخذ خزعة من الغدد الليمفاوية المحيطة بالسرطان واختبارها تحت المجهر، إذ يساعد هذا التحقق من معرفة ما إذا كان السرطان قد انتشر أم لا، وبالتالي المساعدة في وضع خطة علاجية للسرطان بشكل أفضل.
و تقول الدكتورة أمانى عبد المقصود استشارى الباطنة: إنّ تورُّم العقَد الليمفية يحدث عادةً نتيجة الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية، وفي حالات نادرة، يحدث تورُّم العقَد الليمفية بسبب الإصابة بالسرطان، إذ تؤدِّي الغدد الليمفاوية، المعروفة باسم العقَد الليمفية أيضًا دورًا مهمًّا للغاية في قدرة الجسم على مقاومة العدوى والتخلُّص منها، كما تؤدي وظيفة المرشحات التي تحتجز الفيروسات والبكتيريا وغيرها من مسبِّبات المرض قبل إصابة أجزاء أخرى من الجسم بعدوى الجهاز الليمفي وهو شبكة من الأعضاء والأوعية الدموية والعقَد الليمفية المنتشرة في جسمك، وتوجد الكثير من الغدد الليمفية في منطقة رأسك وعنقك. كما توجد في هذه المنطقة العقَد الليمفية التي تتورّم باستمرار، بالإضافة إلى حفرة إبطَيك والمنطقة الإربية.
وتوضح أماني عبد المقصود أن العُقَد الليمفية المتورّمة مؤشر مرضي لوجود مشكلة في مكان ما بجسمك، إذ عندما يبدأ تورّم العُقَد الليمفية قد يلاحظ المريض إيلامًا وألمًا في العقَد الليمفية وورَما قد يكون في حجم حبة البازلاء أو الفاصوليا أو أكبر في العقَد الليمفية مشيرة إلى أنه بناءً على سبب تورّم العقَد الليمفية، تتفق الأعراض فيما يلي:
• رشح الأنف، والتهاب الحلق، والحمّى، والإشارات الأخرى التي تدل على التهاب الجهاز التنفّسي العلوي
• تورّم عام للعقَد الليمفية في الجسم، وعندما يحدث ذلك فقد يشير إلى عدوى مثل فيروس نقص المناعة البشري أو كثرة الوَحيدات، أو اضطراب بالجهاز المناعي مثل الذئبة أو التهاب المفاصل الروماتويدي
• عقَد جامدة ثابتة متنامية نموًّا سريعًا تشير إلى احتمال وجود سرطان أو ليمفومة
• الحمَّى
• التعرُّق الليلي
وتكشف « عبدالمقصود» أنّ السبب الأكثر شيوعا لتورم العقَد الليمفية هو العدوى، وبالأخص العدوى الفيروسية، مثل نزَلات البرد، كما تشمل الأسباب المحتملة الأخرى لتورُّم العقَد الليمفية ما يلي:
• الْتهاب الحلق العقدي
• الحصبة
• عدوى الأذن
• سنٌّ موبوء (يحتوي على خُرَّاج)
• ارتفاع عدد كرات الدم البيضاء
• عدوى الجلد أو عدوى الجرح، مثل الالتهاب الخلوي
• فيروس نقص المناعة البشري (HIV) - الفيروس المُتسبب في الإيدز
• داء السل
• بعض العدوى المنقولة جنسيا، مثل داء الزُهري
• داء المقوسات — وهو عدوى طفيلية ناتجة عن ملامسة براز القطة المصابة أو تناوُل اللحوم غير المطبوخة جيدًا
• حمى خدْش القطة - عدوى بكتيرية ناتجة عن خدْش أو عَضَّة قطة.
• الذئبة - وهو مرض الْتهابي مزمن يستهدف مفاصلكَ، وجلدكَ، وكُليتيكَ، وخلايا دمكَ، وعضلة قلبكَ، ورئتيك
• الْتِهاب المفاصل الروماتويدي - وهو مرض الْتِهابي مزمن يستهدف الأنسجة المبطِّنة لمفاصلك (الغشاء الزَّليليَّ)
• الليمفومة - سرطان ينشأ في جهازكَ الليمفي
• ابيضاض الدم (لُوكيميا) هو سرطان الأنسجة المسئولة عن تصنيع الدم في الجسم، بما في ذلك نخاع العظم والجهاز اللِّيمفي.
• السرطانات الأخرى التي انتشرت (انتقلت) للغدد الليمفية.
وتشمل الأسباب الأخرى الممكنة والنادرة بعض الأدوية، مثل بعض الأدوية المضادة للنوبات الصرعية و بعض الأدوية الوقائية للملاريا، وهناك عوامل تزيد من خطر تورم العُقَد الليمفية منها مايلي:
• تقَدُّم السن حيث تزيد الشيخوخة من خطر الإصابة بالعدوى واضطرابات الجهاز المناعي والسرطان.
• السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، إن تعاطي المخدرات يزيد من خطر الإصابة بحالات العدوى، مثل فيروس نقص المناعة البشري وغيره من الأمراض المنقولة جنسياً.
• ضعف الجهاز المناعي، قد يَنتج هذا عن الإصابة بمرض ما أو تناوُل أدوية كبت المناعة، ويزداد خطر التعرض للعدوى نتيجة لضعف جهاز المناعة.