ضمن احتفالات وزارة الثقافة باليوم العالمي للغة العربية، قدمت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، عددا من الفعاليات المتنوعة بفرع ثقافة الفيوم.
في السياق عقد قسم المواهب بالفرع محاضرة بمدرسة التوفيق الإعدادية بنات، قدمها الروائي والأديب محمد جمال الدين.
تناولت المحاضرة المكانة الرفيعة للغة العربية بين لغات العالم، ودورها المحوري في حفظ ونشر الحضارة الإسلامية، مؤكدا أنها لغة حية قادرة على مواكبة التطور الرقمي دون أن تفقد أصالتها.
كما أشار المحاضر إلى عدد من الخصائص اللغوية اللافتة، مستعرضا مظاهر الاعتراف الدولي باللغة العربية، ومشيرا إلى اعتماد منظمة اليونسكو لها كلغة عمل رسمية لتصبح سادس اللغات العالمية بعد الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والروسية والصينية.
كما تطرق إلى الجذور التاريخية للغة العربية، واختتمت المحاضرة بالتأكيد على ثراء اللغة العربية في مفرداتها وأساليبها وبلاغتها، ودورها كوسيلة تواصل يتحدث بها مئات الملايين في الوطن العربي، مع الدعوة إلى الحفاظ عليها وتعزيز استخدامها الواعي في العصر الرقمي.
كما أقامت المكتبة العامة بقصر ثقافة الفيوم محاضرة بعنوان "اللغة العربية لغة التراث الإنساني"، للمحاضر حاتم عبد العظيم، بحضور عدد من رواد المكتبة والمهتمين بالشأن الثقافي.
استهل المحاضر حديثه بتوضيح أسباب تخصيص يوم عالمي للاحتفال باللغة العربية، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة أصدرت في مثل هذا اليوم من عام 1973 قرارها بإدراج اللغة العربية ضمن لغات العمل الرسمية، ليصبح 18 ديسمبر يوما عالميا للاحتفاء بلغة الضاد ومكانتها الدولية.
وتناول عبد العظيم تصنيف اللغة العربية باعتبارها إحدى اللغات السامية، متطرقا إلى نشأتها وأهم الشواهد الأثرية التي تؤكد بدايات استخدامها بالصورة المعروفة لدينا اليوم، كما استعرض مرحلة ازدهارها وتحولها إلى لغة عالمية واسعة الانتشار، خاصة بعد عصر الخلافة الراشدة، في ظل انتشار الإسلام وتعريب الدواوين.
وأشار كذلك إلى حركة الترجمة الكبرى لعلوم اليونان والهند وغيرها من الحضارات، التي ازدهرت في عصر الخليفة المأمون، وأسهمت في ترسيخ العربية كلغة للعلم والفكر والثقافة، إلى جانب كونها لغة الدين والعبادة.
واختتمت المحاضرة بإلقاء عدد من أبيات قصيدة "اللغة العربية" لشاعر النيل حافظ إبراهيم، التي عبّرت عن مكانة العربية وقيمتها الحضارية، مؤكدة أهمية الحفاظ عليها بوصفها أحد أعمدة التراث الإنساني والهوية الثقافية.
وضمن فعاليات فرع ثقافة الفيوم برئاسة ياسمين ضياء، التابع لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، نظمت مكتبة الطفل والشباب بسنورس، التابعة لثقافة الفيوم، ورشة أدبية بعنوان "قصة من بلدي.. حكايات أجداد ترويها الأبناء" ضمن فعاليات "جيل واعي.. وطن قوي" بمشاركة نخبة من الأدباء والمثقفين.
شارك في الورشة كل من الدكتور عمر صوفي، والكاتب أحمد طوسون، والكاتب عبد التواب الجارحي، وهدفت الفعالية إلى غرس الوعي الوطني لدى النشء، وتعميق ارتباطهم بتاريخهم وهويتهم، من خلال الحكي الأدبي واستدعاء النماذج المضيئة من التراث والتاريخ المصري.
وتناول الكاتب أحمد طوسون قصة "الفلاح الفصيح" كنموذج مبكر للعدالة ورفض الظلم في الحضارة المصرية القديمة، كما استعرض بأسلوب مشوق بطولات تحطيم خط بارليف وعبور قناة السويس، متوقفا عند دور كوكب الشرق أم كلثوم في دعم المجهود الحربي ورفع الروح المعنوية للشعب المصري.
ومن جهته، استعرض الكاتب عبدالتواب الجارحي تاريخ نهر النيل بوصفه شريان الحياة للمصريين عبر العصور، موضحا دور الفن الشعبي في توثيق حياة الأجداد وحفظ الذاكرة الجمعية من خلال الأغاني والحكايات الشفاهية.
كما تحدث الدكتور عمر صوفي عن تاريخ إنشاء قناة السويس منذ جذورها القديمة، مرورا بمراحلها الحديثة، وصولا إلى إنشاء قناة السويس الجديدة، مؤكدا أهميتها الاستراتيجية والاقتصادية ودورها في تعزيز مكانة مصر إقليميا ودوليا.