رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

محلل سياسي لبناني يكشف أبعاد الدور المصري في الأزمة اللبنانية.. خاص

20-12-2025 | 13:53

عبدالله نعمة

طباعة
محمود غانم

قال عبدالله نعمة، المحلل السياسي اللبناني وخبير العلاقات الدولية، إن ملف سلاح حزب الله يتصدر المشهد اللبناني في ظل جدل واسع حول مسألة نزعه، وما إذا كان الحزب سيتجه إلى تسليم سلاحه طواعية، أم أن إسرائيل ستتدخل عسكريًا بعد التهديدات التي أعلنتها، والمهلة التي حددتها الولايات المتحدة حتى نهاية الشهر الجاري.

وأوضح نعمة، في حديث لـ"دار الهلال"، أن الطرح الأمريكي–الإسرائيلي يقوم على أن عدم سحب سلاح حزب الله من جنوب نهر الليطاني، باعتباره المرحلة الأولى، سيقود إلى تدخل عسكري إسرائيلي لنزع السلاح، قد يتوسع ليشمل ضربات تطال لبنان وربما العاصمة بيروت.

وأشار نعمة إلى أن التحركات الإقليمية المكثفة في الفترة الأخيرة تعكس خطورة المرحلة، لافتًا إلى الزيارة المفاجئة لرئيس المخابرات المصرية حسن رشاد إلى لبنان، تلتها ثلاث زيارات لوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، وصولًا إلى زيارة رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي، في إطار ضغوط تمارسها القاهرة لتجنيب لبنان أي ضربة عسكرية محتملة.

مصر قوة إقليمية

وفي السياق نفسه، كشف نعمة عن وجود تفاهم إقليمي يضم الرئيس الأمريكي والرئيس المصري وولي العهد السعودي والرئيس التركي حول ملفات الشرق الأوسط، من السودان مرورًا بغزة ولبنان وصولًا إلى سوريا، معتبرًا أن هذا التفاهم جاء بعد إدراك الولايات المتحدة أن مصر باتت قوة إقليمية وازنة لا يمكن تجاوزها في قضايا السلم والحرب.

وأضاف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلص إلى قناعة مفادها أن أي تسوية في المنطقة لا يمكن أن تتم من دون الدور المصري، وهو ما ظهر جليًا خلال مفاوضات ملف غزة في شرم الشيخ، حيث تمكنت القاهرة من فرض شروطها، ونجح ترامب في تمريرها على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وفيما يتعلق بالوضع اللبناني، أوضح نعمة أن هناك اتفاقًا على أن تتولى المملكة العربية السعودية دعم إنشاء جيش وطني لبناني قوي ومجهز، ليكون صمام أمان وحصنًا للدولة اللبنانية، وفق قوله.

وأضاف أنه من المقرر أن يقدّم الجيش اللبناني في تقريرًا إلى الحكومة نهاية الشهر حول تنفيذ المرحلة الأولى من خطة نزع السلاح، والتي تقضي بسحب جميع أسلحة حزب الله من جنوب الليطاني، تمهيدًا للمرحلة الثانية شمال الليطاني وباقي الأراضي اللبنانية.

وأكد أن الولايات المتحدة أبدت موافقتها على هذا المسار، عقب اجتماع السفير الأمريكي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وأشاد نعمة بدور رئيس مجلس النواب، معتبرًا أن نبيه بري أثبت كفاءة عالية في إدارة الملف اللبناني داخليًا ودوليًا، وأن وجوده على رأس السلطة التشريعية يعزز موقف لبنان في ظل الظروف الصعبة.

جهد عربي لمنع التصعيد

وشدد على أن مصر والسعودية تبذلان جهودًا كبيرة لمنع أي اعتداء إسرائيلي، مؤكدًا أن الرئيس ترامب لن يسمح بشن عدوان طالما أن الجيش اللبناني يواصل مسار نزع السلاح، مع توقعات بإعلان الجيش نهاية الشهر سحب نحو 90% من السلاح جنوب نهر الليطاني.

وتطرق نعمة إلى تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أبدى استعدادًا لإقامة علاقات اقتصادية مع لبنان والدخول في مفاوضات كاملة، موضحًا أن الهدف اللبناني يتمثل في إرساء هدنة عام 1949، وانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة، وإعادة ترسيم الشريط الحدودي، واستعادة الأسرى، مع إمكانية فتح باب تبادل تجاري محدود في مرحلته الأولى.

واختتم نعمة بالقول إن لبنان يواصل مساعيه لمنع إسرائيل من شن أي اعتداء، في ظل سعي تل أبيب إلى فرض تفاوض «تحت النار» بشأن سلاح حزب الله، مؤكدًا أن واقع هذا السلاح على الأرض يختلف عن التصريحات الإعلامية التي يدلي بها نعيم قاسم.

 

أخبار الساعة