يشهد النصف الشمالي للكرة الأرضية، بما في ذلك مصر، غدًا الأحد، انطلاق فصل الشتاء فلكيًا، مصحوبًا بانخفاض ملموس في درجات الحرارة، ويمتد هذا الفصل لنحو 89 يومًا.
سبب بداية فصل الشتاء
يحدث فصل الشتاء نتيجة ميل محور الأرض بمقدار 23.5 درجة أثناء دورانها حول الشمس، فيما يعرف بـ"الانقلاب الشتوي"، مما يؤدي إلى تبادل نصف الكرة الشمالي والجنوبي لمواقعهما بالنسبة لأشعة الشمس، وليس بسبب اختلاف المسافة عن الشمس.
في يوم الانقلاب الشتوي، يميل القطب الشمالي بعيدًا عن الشمس، فتظهر الشمس ظاهريًا في أقصى جنوب السماء، ويصبح طول النهار في معظم مناطق نصف الكرة الشمالي أقل من 12 ساعة، بينما يتجاوز 12 ساعة في نصف الكرة الجنوبي.
أما في شمال الدائرة القطبية، فلا يحدث شروق أو غروب للشمس، إذ تبقى تحت الأفق طوال اليوم، في حين تبقى الشمس فوق الأفق طوال اليوم في الدائرة القطبية الجنوبية، مما يؤدي إلى ظهور ظاهرة "شمس منتصف الليل"، التي تعد دليلاً على كروية الأرض.
خصائص يوم الانقلاب الشتوي
يُلاحظ خلال هذا اليوم تأخر وقت الفجر وشروق الشمس من أقصى الجنوب الشرقي، كما يكون مسار الشمس في السماء منخفضًا، وتكون الظلال عند الزوال في أطول أطوالها خلال العام، وتغرب الشمس مبكرًا.
بعد وصول الشمس إلى أقصى نقطة جنوب السماء، تظل لعدة أيام ثابتة عند تلك النقطة جنوب الأفق قبل أن تبدأ بالتحرك تدريجيًا نحو الشمال مع دوران الأرض حول الشمس.
ومع مرور الأيام، تبدأ ساعات النهار بالزيادة تدريجيًا حتى يصل الاعتدال الربيعي في 20 مارس 2026، حيث تتساوى ساعات الليل والنهار.
الطقس في فصل الشتاء
وأعلنت الهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن مناخ فصل الشتاء يتسم عادةً بالانخفاض الملحوظ في درجات الحرارة، خاصة خلال فترات الليل والصباح الباكر، مع تكاثر السحب المنخفضة والمتوسطة على أغلب الأنحاء في معظم الأوقات.
وأضافت أن الفرصة تتهيأ أحيانًا خلال فصل الشتاء لتكوّن الشبورة المائية الكثيفة، التي قد تصل إلى حد الضباب، وذلك على مناطق من شمال البلاد حتى القاهرة الكبرى وشمال الصعيد.
وأشارت إلى أنه في بعض الأحيان، ومع تأثر البلاد بالمنخفضات الجوية على البحر المتوسط، قد تشهد البلاد حالات من عدم الاستقرار في الأحوال الجوية، يصاحبها سقوط أمطار متفاوتة الشدة، قد تكون رعدية ومصحوبة بتساقط حبات البرد أحيانًا، خاصة على السواحل الشمالية، وقد تمتد إلى مناطق من القاهرة الكبرى وشمال الصعيد، بينما تظل معظم مناطق وسط وجنوب الصعيد جافة مع فرص ضعيفة جدًا لسقوط الأمطار.
ولفتت الهيئة إلى أن البلاد قد تتأثر أحيانًا بـامتداد المرتفع السيبيري، ما يؤدي إلى موجات شديدة البرودة، قد ينتج عنها تكوّن الصقيع على المزروعات في بعض المناطق، خاصة وسط سيناء وشمال الصعيد.
وأكدت الهيئة، وفقًا للتنبؤات الفصلية، أن معدلات سقوط الأمطار ودرجات الحرارة على مناطق من شمال البلاد خلال شتاء هذا العام ستكون حول أو أعلى من المعدلات المناخية المعتادة.
وشددت الهيئة العامة للأرصاد الجوية على أن هذا التوضيح يأتي في إطار الإجراء الاحترازي لوصف ملامح فصل الشتاء، بهدف اتخاذ الاستعدادات المبكرة والاحتياطات اللازمة، مؤكدة أنه سيتم إصدار التحذيرات الجوية الخاصة بحالات عدم الاستقرار المتوقعة قبل حدوثها بوقت كافٍ.