فى خطوة تجسد استمرارية مسيرة البناء والتطوير لأحد أهم صروح التعليم الأمنى فى مصر والعالم، أعلنت أكاديمية الشرطة نتائج قبول الدفعة الجديدة لكلية الشرطة للعام الدراسى 2025-2026 جاء هذا الإعلان تتويجا لرحلة تنافسية شديدة خاضها عشرات الآلاف من الشباب والفتيات الحالمين بحمل راية الخير والأمن وخدمة الشعب إنهم ليسوا مجرد أرقام تم قبولها، بل هم بذور جديدة غرست فى «عـرين الأُسود» لتنمو وتصبح سندا للوطن ودرعا لأمن المواطن.
فى مؤتمر صحفى بمقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، برئاسة اللواء نضال يوسف، مساعد وزير الداخلية رئيس أكاديمية الشرطة، وبحضور قيادات الأكاديمية، تم الكشف عن تفاصيل هذه الرحلة التنافسية، والإعلان عن نتيجة القبول بكلية الشرطة بعد تصديق اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، حيث تقدم هذا العام ما يقرب من 48063 شابًا وفتاة، من الحاصلين على الثانوية العامة، والأزهرية، والدبلومات الأجنبية، ومدارس المتفوقين وكلية الحقوق والتربية الرياضية، تنافسوا بشرف.
ولضمان أقصى درجات الشفافية والعدالة، أكد اللواء يوسف أن عملية الاختيار اعتمدت بالكامل على التكنولوجيا الحديثة وتطبيقات الحاسب الآلى فى إجراء الاختبارات ورصد النتائج وترتيب الطلاب، دون أى تدخل بشرى، ليقبل النظام الآلى 2757 طالبًا وطالبة فقط، مما يعكس شدة التنافسية وعلو المعايير، وتضمنت قائمة المقبولين نحو ألف طالب من حملة الثانوية العامة وما يعادلها و136 طالبًا وافدًا و1350 خريجًا من كليات الحقوق و50 خريجة من كلية التربية الرياضية و221 خريجًا من مؤهلات جامعية مختلفة.
وتحظى الكلية برعاية ومتابعة مباشرة من الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يولى تطوير التعليم الشرطى والأمنى أولوية قصوى، وقد تجسد هذا الاهتمام فى تكليفاته المستمرة بتحديث المنظومة، والتى ترجمت على الأرض بحضوره اختبارات القبول للمتقدمين، تأكيدا على أهمية اختيار الأفضل لتحمل هذه الأمانة واختيار أفضل العناصر للالتحاق بكلية الشرطة.
وفى هذا الإطار أوضح اللواء محمد عبدالله الشربينى، مدير الأكاديمية الأسبق، أن «أكاديمية الشرطة تعتبر الصرح التعليمى والتدريبى الأول لإعداد رجال أمن المستقبل حيث تهدف إلى تخريج ضابط شرطة متسلحاً بالعلم والتدريب الراقى، وقادراً على مواكبة تطورات العصر ومتطلبات المهنة الصعبة، وتسعى الأكاديمية باستمرار إلى تطوير المنظومة التدريبية والأكاديمية لمواجهة أشكال الجريمة المستجدة والتحديات الأمنية المعاصرة».
وأكد أن «العام الدراسى الجديد سيشهد طفرة تدريبية وعلمية حقيقية، تشمل استحداث ميادين تدريبية متطورة تعتمد على محاكاة الواقع الميدانى باستخدام أحدث التقنيات، لتخريج ضابط قادر على مواجهة التحديات بكل كفاءة وتحديث شامل للمقررات الدراسية لمواكبة العلوم الأمنية الحديثة، مع التركيز على حقوق الإنسان والأمن الإنسانى، ليكون ضابط الشرطة رمزًا للأمن والرحمة معا وتشجيع البحث العلمى والدراسات العليا لخلق جيل من الضباط القادة والباحثين القادرين على تطوير العمل الأمنى».
وقال «الشربينى»، إن وزارة الداخلية تعمل على تطوير جميع قطاعاتها الخدمية لتسهيل الإجراءات على المواطن المصرى من خلال خدماتها التكنولوجية المتطورة مثل إصدار البطاقة الشخصية (الرقم القومى)، وجوازات السفر ورخص القيادة للمركبات الخاصة والعامة، ومستندات الميلاد، وغيرها ويأتى استثمارها فى تطوير أكاديمية الشرطة فى صلب هذا التوجه، لضمان تخريج ضباط على أعلى مستوى من الكفاءة العلمية والبدنية والأخلاقية، قادراً على حمل الأمانة ومواكبة عصر التطور التكنولوجى الهائل وتعقيدات الجريمة. وأضاف أن «الانضمام إلى كلية الشرطة شرف عظيم ومسئولية أكبر، فإلى جانب الحصول على تعليم عال متميز وتدريب بدنى وعقلى فريد، يحصل الخريج على رتبة ملازم وملازم أول لخريجى الجامعات وينال شرف خدمة الوطن وحماية المواطنين والمشاركة فى بناء واستقرار المجتمع.
ووجه الشربينى نصيحة للطلبة الجدد، وقال: أنتم الآن على أعتاب مرحلة جديدة فى حياتكم تذكروا دائمًا الانضباط، فهو أول خطوات القيادة والتزموا به فى كل صغيرة وكبيرة والجِد والاجتهاد فالعلم الشرطى ترسانة واسعة، فاهتموا بالدراسة العملية والتحصيل النظرى واهتموا باللياقة البدنية فالعقل السليم فى الجسم السليم وحافظوا على لياقتكم فهى سلاحكم الأول والتزموا بالقيم والأخلاق فأنتم مستقبل الشرطة «والشرطة فى خدمة الشعب» وحافظوا على قيم النزاهة والعدل والرحمة واعتزوا بزيكم العسكرى فهو رمز ولاية وحماية، فليكن مظهركم دائمًا لائقًا به وكونوا عائلة واحدة فالتآخى بين الزملاء أساس النجاح فى الميدان ولتعلموا أن اختياركم من بين هذا العدد الكبير هو بداية الطريق فقط، وثقوا أن الأمة تنتظر منكم الكثير أنتم حراس المستقبل، وسفراء القانون والضمير فكونوا عند حسن ظن وطنكم بكم وليكن شعاركم دائما العلم، الخلق، الواجب.