شيّع المئات من أهالي قرية ميت العامل والقرى المجاورة بمركز أجا في محافظة الدقهلية، ظهر اليوم، جثمان الحاجة سبيلة، التي رحلت عن عالمنا بعد حياة حافلة بالعطاء والخدمة الإنسانية، حيث عُرفت على مدار سنوات طويلة بأعمالها الخيرية المتواصلة، والتي شملت دعم الأسر الفقيرة والأيتام وكبار السن، وتوفير الاحتياجات الأساسية للعديد من المحتاجين داخل القرية وخارجها.
سيرة حياة حافلة بالعطاء
بدأت الحاجة سبيلة مبادراتها منذ سنوات طويلة، حيث كانت تقدم المساعدات المادية والعينية بشكل دائم، كما ساهمت في دعم العديد من المبادرات الصحية والتعليمية داخل ميت العامل، وحرصت على نشر قيم التضامن الاجتماعي داخل المجتمع المحلي.
واحدة من أبرز خطواتها الخيرية كانت تبرعها لصندوق "تحيا مصر"، حيث خصصت جزءًا كبيرًا من مدخراتها لدعم المشاريع القومية والمبادرات الإنسانية، معتبرة أن دعم الدولة في تحسين حياة المواطنين واجب وطني لا يقل أهمية عن المساعدات المباشرة للأفراد.
لقاء مع الرئيس السيسي
ولدت أعمال الحاجة سبيلة اهتمامًا على أعلى المستويات، حيث التقت الرئيس عبد الفتاح السيسي في إحدى المناسبات الوطنية، حيث أعرب لها عن تقديره الكبير لدورها في دعم المجتمع المحلي وتعزيز العمل الخيري. وأكد الرئيس خلال اللقاء أن مثل هؤلاء المواطنين هم نموذج يُحتذى به في الوطنية والعطاء، وأن الدولة تقدر كل من يسعى لخدمة مجتمعه دون انتظار مقابل.
شهادات من أهالي القرية
أعرب الأهالي عن حزنهم العميق لفقدان الحاجة سبيلة، مشيدين بما قدمته طوال حياتها. تقول إحدى السيدات: "كانت أيقونة لكل الخير، لا ننسى أبداً مساعدتها لكل محتاج، حتى من بعيد".
ويضيف أحد الجيران: "كل شخص في القرية كان يعرف أن الحاجة سبيلة دائمًا موجودة لمن يحتاجها، ولم تنتظر الشكر أو التقدير، هذا ما يجعلها قدوة حقيقية للعطاء".
إرثها المجتمعي
لقد شكلت الحاجة سبيلة نموذجًا حيًا في قيم الإنسانية والتضامن الاجتماعي، حيث أثرت أعمالها في كثير من المبادرات الخيرية التي استمرت بعد وفاتها، ليظل اسمها مرتبطًا بكل عمل خيري في القرية.
ويؤكد المشاركون في تشييع جنازتها أن روحها ستظل حاضرة في كل جهد إنساني يُبذل لمساعدة الآخرين، وأن إرثها لن يقتصر على مساعدات مادية فقط، بل يشمل أيضًا قيم العطاء والوفاء والرحمة التي غرستها في المجتمع.
وداعها الأخير
وأدى المئات صلاة الجنازة، قبل أن تُوارى الثرى في مقابر القرية، وسط مشاعر مختلطة من الحزن والامتنان لما قدمته طوال حياتها.
ومن المقرر أن يُقام العزاء داخل القرية، حيث يتوافد الأهالي والجيران لتقديم واجب العزاء وإحياء ذكرى الحاجة سبيلة، أيقونة العمل الخيري بالدقهلية، وتأكيدًا على استمرار رسالتها الإنسانية.