بدأت في مصر، أمس الاثنين، الدورة الرابعة من المعرض الدولي للصناعات الدفاعية «إيديكس 2025»، بمشاركة 112 دولة عبر أكثر من 500 شركة، لعرض أحدث ما وصل إليه العلم في مجال الصناعات الدفاعية والعسكرية حول العالم.
منتجات مصر في «إيديكس 2025»
ضم جناح وزارة الإنتاج الحربي في معرض «إيديكس» 100 منتج عسكري متنوع، شملت المركبات المدرعة والأسلحة والذخائر، وأجهزة الإعاقة، بينها 6 منتجات جديدة داخل الجناح.
وجاء أبرز ما عرضته المعروضات المصرية راجمة الصواريخ المجنزرة «ردع 300»، وهي راجمة صواريخ موجهة متعددة الأعيرة، قادرة على مهاجمة أهداف على مسافة تصل إلى 300 كلم، وتعمل بكفاءة على الطرق الممهدة وغير الممهدة بسرعة تصل إلى 40 كلم/ساعة.
كما شملت الأسلحة الجديدة مركبة الإصلاح والنجدة «سينا 806»، صناعة مصرية بالكامل، تعمل مع تشكيلات المدرعات «سينا 200»، ومجهزة بونش رفع حمولة حتى 2 طن، وونش سحب قدرة أساسية 15 طناً قابلة للمضاعفة حتى 30 طناً، وتتمتع بنفس مستوى حماية المركبة المدرعة.
وكشف المعرض عن أن الإنتاج الحربي المصري يشهد تطويرًا في إنتاج الصلب المدرع ليصل سمكه إلى 30 ملم، وعرض 240 سنتيمتراً، بعد أن كان محصورًا في 15 سنتيمتراً و150 سنتيمتراً، ما يجعل مصر ضمن ست دول عالميًا قادرة على إنتاج هذا المنتج الاستراتيجي المستخدم في صناعة الدبابات والمدرعات.
وضم الجناح أيضًا نموذجًا مصغرًا من منظومة الهاوتزر 155 ملم 52 عيار «K9A1EGY»، الناتج عن شراكة استراتيجية مع شركات عالمية لتوطين التكنولوجيا، حيث يجري تجهيز خط إنتاجها لتسليم أول كتيبة للقوات المسلحة خلال النصف الأول من 2026، مع تصنيع الذخيرة الخاصة بها داخل مصانع الإنتاج الحربي.
كما تم عرض مركبة خفيفة (4×4) مجهزة بالمدفع الثنائي 23 ملم المضاد للطائرات بعد تطويره لتقليل الارتداد، ليصبح قادرًا على استهداف الأهداف الأرضية والجوية بمعدل رمي 1600 طلقة/الدقيقة.
وأيضًا، تم تطوير راجمة الصواريخ «رعد 200» التي عُرضت سابقًا في 2023، بتعديل نظام التحكم في القاذف ليصبح هيدروليكيًا بدلاً من النظام الكهربائي، مع تدقيق نظام التنشين الخاص بها.
«إيديكس 2025»
ومن المقرر أن تمتد الدورة الرابعة «إيديكس 2025» حتى يوم الخميس المقبل، حيث تأتي استكمالًا للنسخ الثلاث السابقة من المعرض، والتي عكست من خلالها مصر مدى التطور والتقدم التكنولوجي للصناعات الدفاعية الخاصة بها.
وتُنظم الدورة من قبل هيئة التسليح المصري بالتعاون والدعم الكامل من وزارة الدفاع ووزارة الإنتاج الحربي والهيئة العربية للتصنيع في مصر، وبرعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، مما يمنحه ثقلاً سياسيًا وعسكريًا كبيرًا.
تكمن أهمية «إيديكس» في أنه يتيح الفرصة لمعاينة التطور المتسارع في تكنولوجيا التسليح، من خلال عرض كبرى الشركات الصناعية لمنتجاتها لاستعراض الإمكانيات العملياتية الفعلية لتلك المنتجات.
وبالنسبة لمصر، تكون الفرصة من منظور آخر يتمثل في تقديم عروض للشركات للتعاقد معها أو توقيع مذكرات تفاهم للمشاركة في التصنيع من خلال توفير موارد بشرية وخامات أولية بهدف نقل التكنولوجيا وتوطينها واستثمار ومزج الخبرات الأجنبية بالمصرية، بما ينعكس على تطوير منظومة التسليح في القوات المسلحة.
ويعمل المعرض على إحراز شراكات التعاون الدفاعي إقليميًا وعالميًا، وتوقيع مذكرات تفاهم، وتأكيد بناء جسور متينة من الشراكات الاستراتيجية مع كبرى الدول والكيانات الصناعية من خلال معاينة أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا التصنيع العسكري عالميًا.
يُذكر أن الدورة الأولى للمعرض انطلقت في ديسمبر 2018، بناءً على رؤية القيادة السياسية المصرية لوضع مصر على خريطة الدول المنظمة لأهم معارض السلاح العالمية.