وكالة El Pais الإسبانية وصفت حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير بأنه حبس أنفاس الحاضرين من ملوك وقادة العالم، وأنه أعظم الافتتاحات الثقافية فى القرن الحادى والعشرين، فيما وصفت وكالة Ansa الإيطالية الاحتفال بأنه «عرض فخم» على الصعيد الفنى، وحدث مبهر حقق هدفه فى زيادة تدفقات السياحة التى تُسهم بشكلٍ كبير فى الاقتصاد المصرى، متوقعة بأن يصل عدد السائحين فى مصر إلى ثمانية عشر مليونًا بنهاية العام الجارى.
أما وكالة أنباء شينخوا الصينية فوصفت الاحتفال بأنه «مهيب» وحدث ثقافى بارز لبلدٍ معروف بتراثه الغنى، فيما أشادت بخلفية الاحتفال التى تجسدت فى أهرامات الجيزة العظيمة وتمثال أبو الهول فى مشهد سيكتب فصلًا جديدًا فى تاريخ السياحة الثقافية فى مصر.
وتزينت صفحات وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية بصور من الاحتفال الذى وصفته بأنه عرض فنى مُبهر «يُضاهى احتفالات الفراعنة»، مشيدة بالعروض المصورة التى جمعت فى سماء القاهرة الآلهة المصرية والأهرامات بمشهدٍ يليق بتراث البلد العريق، وكتبت: «فى حفل الافتتاح الكبير المُبهر، الذى حضره عدد من أفراد العائلات المالكة الأوروبية والعربية ورؤساء ورؤساء وزراء، سعى الرئيس السيسى إلى إضفاء طابعٍ دولى على حدث افتتاح المتحف الذى أصبح «منصة للحوار، ووجهة للمعرفة، ومنتدى للإنسانية، ومنارة لكل من يحب الحياة ويؤمن بقيمة الإنسان».
فيما وصفت الوكالة الفرنسية France 24، الحفل بأنه «فخم وحافل»، مشيدةً بالفنانين الذين شاركوا بالحفل وأزيائهم الفرعونية المتقنة وجباههم المتوجة بالأكاليل الذهبية والصوالج، والألحان التقليدية وعروض الليزر التى جسدت الرموز الفرعونية، وكتبت: «أخيرًا.. الحلم يتحقق».
وفى صفحاتها الديجيتال المزينة بصور للملك توت عنخ آمون، وصفت هيئة الإذاعة الأمريكية NBC News، الافتتاح بأنه «احتفالية مُهيبة» مشيدةً بكنوز الملك الفرعونى الشاب التى ستعرض كاملة للمرة الأولى فى قاعتين خاصتين تحتويان على ما يقرب من 5300 قطعة أثرية مذهلة.
وتزينت صحيفة Phileleftheros، وهى أكبر صحيفة فى قبرص – بصور الآثار المصرية تحت عنوان مصر تفتتح المتحف المصرى الكبير بنحو 100 ألف قطعة أثرية تروى سبعة آلاف عام من التاريخ المصرى من العصر الفرعونى إلى العصرين الهلنستى والرومانى، وذلك بالقرب من إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة - الهرم الأكبر خوفو فى الجيزة، فيما أشارت الصحيفة إلى أن حضور الرئيس القبرصى نيكوس خريستودوليديس، يؤكد على الروابط الوثيقة والمستقرة والودية التى لا تزال تُميز العلاقات بين البلدين.
كما وصفت صحيفة Le Monde الفرنسية، المتحف بأنه «هيبة الدولة المصرية» وهو صرح لاستعراض قدرات مصر فى الحفظ الثقافى والبناء الحضارى، مشيرةً إلى أنه سيعرض أكبر مجموعة أثرية لحضارة واحدة بنحو 100 ألف قطعة أثرية، بما فى ذلك تمثال ضخم لرمسيس الثانى، يزن 83 طنًا ويبلغ عمره 3200 عام، ومركبًا يعود لخوفو، الفرعون الذى يُنسب إليه بناء الأهرامات، عمره 4500 عام.
وفى تغطية خاصة لـ «الجارديان» البريطانية، أشارت إلى أن حضور عدد من قادة العالم لحفل الافتتاح إلى جانب الرئيس السيسى، يعزز من صورة مصر الدولية، فيما يعد المتحف جزءًا من دفعة كبيرة للبنية التحتية فى مصر تشمل نظام مترو قيد الإنشاء ومطارًا بدأ تشغيله عام 2020. فإلى جانب كونه معرضًا للتراث القديم، يُمثل المتحف استثمارًا استراتيجيًا فى السياحة الثقافية لثانى أكبر اقتصاد فى إفريقيا بعد سنوات من الاضطرابات.
فيما وصفت هيئة الإذاعة الأمريكية المتحف بأنه محفل للكنوز ينتظره العالم، إذ سيعرض المتحف كنوز مقبرة الفرعون الشاب توت عنخ آمون كاملة للمرة الأولى بعد ما يقرب من مائة عام على اكتشاف المقبرة، وهو حدث فريد من نوعه.
وفى تقرير لوكالة «رويترز» الدولية، وُصف المتحف المصرى الكبير بأنه مشروع سياحى ضخم وسيصبح نقلة نوعية فى السياحة الثقافية بمصر، وسط توقعات بأن يجذب وحده ما يصل إلى سبعة ملايين زائر إضافى سنويًا، مما يمكن أن يرفع إجمالى عدد السائحين الوافدين إلى مصر لنحو ثلاثين مليون زائر بحلول عام 2030. وأشارت إلى أن افتتاح المتحف يمثل جزءًا من استراتيجية مصر لتعزيز السياحة الثقافية، التى تشكّل قيمة اقتصادية أكبر مقارنة بالسياحة الشاطئية، فالسياح الباحثون عن التاريخ عادةً ما يمكثون مدة أطول وينفقون أكثر.
وفى تقرير لها، وصفت صحيفة «ذا ناشيونال جيوغرافيك» المتحف المصرى بأنه «العملاق الثقافى» والصرح الحضارى الأكبر للعام، وأكبر مؤسسة فى العالم مخصصة لحضارة واحدة، فيما توقعت الصحيفة زيادة عدد السائحين إلى ثلاثين مليونًا أسرع من نظيراتها الأجنبية، إذ قالت إن هذه الزيادة قد تحدث فى غضون عامين فقط، أى بحلول عام 2028.
كما وصفت الصحافة الإيرانية المتحف بأنه أكبر منشأة سياحية لحضارة مصر القديمة، وأن العالم فى انتظار افتتاحه الكبير، بعدما استطاع أربعة آلاف زائر من سعداء الحظ حضور تجربته الأولى بافتتاح أول اثنى عشر معرضًا له فى العام الماضى. وأشاد تقرير لموقع «RFI» الفارسى بغرف الملك توت عنخ آمون بشكل خاص، مشيرًا إلى الواجهات المصنوعة من المرمر الشفاف وكيف تتماشى جدران المتحف الشمالية والجنوبية بدقة مع اثنين من الأهرامات العظيمة، هرمى خوفو ومنقرع، مما يُنشئ رابطًا بصريًا مباشرًا بين الماضى والحاضر.
وفى مقالها، تحدثت «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية عن أن مصر تراهن اليوم على تاريخها لاستعادة السياحة كأكبر مصدر دخل لها، وكيف أنها استطاعت تهيئة القاهرة، المدينة المزدحمة بالسكان، لهذا الحدث الكبير، إذ خضعت الطرق المؤدية إلى المتحف الجديد لتجديدات جذرية، فى حين شُيّد مطار جديد على بُعد حوالى 25 كيلومترًا (15 ميلًا) من المتحف المصرى الكبير لتجنب ازدحام الشوارع.
وفى تعليقها لـ«المصور» من العاصمة الفرنسية باريس، أكدت الدكتورة جيهان جادو، مسؤول المراسم بوزارة الثقافة الفرنسية، أن افتتاح المتحف الكبير كان حدثًا جللًا أبهر العالم، سواء بالتنظيم أو بعظمة المقتنيات داخل المتحف، وكان لهذا وقعه بالطبع على الصحف العالمية التى تناولت حدث افتتاح المتحف – هذا المنبر الحضارى الثقافى الكبير الذى أثبت للعالم أننا امتداد لأجدادنا الفراعنة، وأن المصريين مهما واجهوا من صعوبات فهم قادرون على النهوض وتسطير التاريخ بأيديهم.
وأشادت «جادو» بإنجازات الرئيس السيسى فى مجال السياحة الثقافية، والتى كانت قوية بحيث بعثت مصر رسالة إلى العالم ضمن عدد كبير من الرسائل التى أرسلتها، سواء على الصعيد الإنسانى أو الثقافى أو الحضارى، فمصر قدمت هدية لا تُقدّر بثمن إلى العالم. وهذا المتحف سيصبح منبرًا للشؤون الحضارية والثقافية، ليأتى إليه العالم، وخاصة الباحثين والمتخصصين فى علم المصريات والحضارة الفرعونية. وأعتقد أن هذا سيعود بمردود إيجابى على مصر فى المستقبل، سواء على مستوى النشاط السياحى، إذ ستصبح مصر الواجهة السياحية الأولى عالميًا، أو فى مجالات أخرى مثل الاستثمارات أو أنشطة التبادل الثقافى.
وعلّقت إيمان مسلمانى، وهى كاتبة روائية وإعلامية سورية مقيمة فى فرنسا، على الاحتفال قائلة: «بين النيل والسين، وبين الهرم واللوفر، ستظل مصر ملهمة لكل عاشق للجمال والخلود»، مشيرة إلى أن اليوم لا تحتفل مصر وحدها، بل يحتفل العالم بأسره بافتتاح المتحف المصرى الكبير.
وأضافت: «أشعر أن هذا الافتتاح ليس مجرد حدث ثقافى، بل هو بداية فصل جديد من الحوار بين الشعوب، فصل تكتبه مصر كما كتبت التاريخ منذ آلاف السنين. وبما أننى فى فرنسا، أعرف جيدًا مدى حب الفرنسيين وإعجابهم بالحضارة المصرية»، مشيرةً إلى أن الشعب الفرنسى من أكثر الشعوب ولعًا بآثار مصر وسحرها، إذ تحتضن فرنسا أكثر من مئتى باحث ومؤسسة متخصصة فى علم المصريات، كما يضم متحف اللوفر واحدة من أعرق مجموعات الآثار المصرية فى أوروبا.
واستطردت: «يرى الفرنسيون فى مصر روح الجمال الأصلي: الفن، المعمار، الرموز، الفلسفة، وحتى الروحانية، وكل فرنسى يحلم أن يقف يومًا أمام الأهرامات ليشعر أن التاريخ ينظر إليه. نحن اليوم أمام لحظة تاريخية بحق، لكل محبى الحضارة الإنسانية، فالمتحف المصرى الكبير ليس مجرد صرح أثرى، بل جسر يربط بين الماضى المجيد والمستقبل الحديث. ومصر بالنسبة للعالم ليست وجهة سياحية فقط، بل تجربة روحية وثقافية فريدة.. مبارك لمصر وللإنسانية هذا الإنجاز العظيم».
وفى تعليقه لـ«المصور» من باريس، أوضح المستشار السابق للأمين العام الأسبق للأمم المتحدة الدكتور إيلى حاتم أن مصر هى حارسة الحضارة الأبدية، قائلًا: «لا يسعنى إلا أن أعبّر عن إعجابى العميق بافتتاح المتحف المصرى الكبير، ذلك الحدث الذى يشكّل مناسبة عالمية بحق. فليس مجرد متحف يُفتتح اليوم، بل التاريخ نفسه ينهض شامخًا ليذكّر العالم بأصوله وجذوره الأولى».
وأشار إلى أن مصر ليست دولة كسائر الدول؛ إنها الذاكرة الحيّة للإنسانية، فعندما كانت معظم الحضارات لا تزال فى طور التكوين، كانت مصر تبنى الصروح التى تتحدى الزمن، وتسنّ القوانين التى تلهم العقول، وتزرع فى وجدان العالم بذور الفكر والنور.
وأضاف: « ما حققته الدولة المصرية اليوم، بإرادة صلبة ورؤية بعيدة، يستحق التقدير والإكبار من جميع شعوب الأرض. لقد أثبت الشعب المصرى، وريث بناة الخلود، أنه قادر بالإيمان والعمل على إعادة إشعاع حضارته إلى العالم من جديد. وفى زمن يكثر فيه الانقسام والانغلاق، تأتى مصر برسالة سامية، رسالة سلام وثقافة وحوار بين الحضارات».
وتابع: «هذا المتحف ليس مجرد صرح يضم كنوز الماضى، بل هو فعلا إيمان بالمستقبل، وتأكيد أن الثقافة تبقى السلاح الأنجع فى وجه ظلمات الجهل والتطرف، لقد كانت مصر موجودة عندما لم تكن أغلب أمم الأرض قد وُلدت بعد، وستبقى ما بقى التاريخ الإنسانى نفسه»، واختتم حديثه قائلًا: «فلنتعلم جميعًا من حكمة مصر الخالدة أن العظمة الحقيقية لا تُكتسب بالقوة، بل تُبنى بنور العقل وروح الإنسان».