رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

18 مليون سائح و17 مليار دولار إيرادات متوقعة: المتحف الكبير.. ينعش «سياحة المتاحف»


8-11-2025 | 21:23

.

طباعة
تقرير: صابر العربى

إيرادات متوقعة بـ 17 مليار دولار.. هذا ما أكد عليه مسئولو السياحة بعد الافتتاح المبهر للمتحف المصرى الكبير.

شريف فتحى، وزير السياحة، قال إن افتتاح المتحف المصرى الكبير «كان حديث العالم بأسره»، مشددًا على أن الاستراتيجية الحالية للوزارة ترتكز على إبراز التنوع السياحى الذى يتمتع به المقصد السياحى المصرى فى المنتجات والأنماط السياحية، لافتًا أن مستهدفات هذه الاستراتيجية أن تصبح مصر الوجهة السياحية الأولى فى العالم خلال السنوات القادمة، من حيث هذا التنوع الذى لا مثيل له. ومع سعى وزارة السياحة لأن تصبح مصر الوجهة السياحية الأولى فى العالم، يمكن البناء على افتتاح المتحف المصرى الكبير فى الترويج لزيارة المتاحف المصرية المنتشرة فى عدد من المحافظات، لا سيما المحافظات ذات الطابع السياحى الثقافى، كما هو الحال فى «القاهرة والجيزة والأقصر وأسوان».

 

ومع سعى وزارة السياحة لأن تصبح مصر الوجهة السياحية الأولى فى العالم، يمكن البناء على افتتاح المتحف المصرى الكبير فى الترويج لزيارة المتاحف المصرية المنتشرة فى عدد من المحافظات، لا سيما المحافظات ذات الطابع السياحى الثقافى، كما هو الحال فى «القاهرة والجيزة والأقصر وأسوان».

وفى هذا السياق، أوضح هيثم عرفة، عضو غرفة شركات السياحة، أن «افتتاح المتحف المصرى سيغير خريطة السياحة الثقافية فى مصر»، لافتًا إلى أن إقامة المتحف بجوار الأهرامات سينعكس على طول فترة الإقامة فى المنطقة لزيارة المتحف والأهرامات وزيارة المناطق السياحية والمتاحف المنتشرة فى القاهرة والجيزة.

ووفقًا لأحدث إحصائية صادرة عن وزارة السياحة والآثار والمنشورة على موقع الوزارة حتى 20 أكتوبر 2025، تضم مصر قرابة الـ43 متحف آثار، منها 33 متحفًا مفتوحًا على مستوى الجمهورية.

وثمّن «عرفة» اختيار توقيت الافتتاح فى الأول من نوفمبر، للتزامن مع حلول موسم الشتاء، والذى ينطلق بداية شهر أكتوبر ويستمر حتى نهاية شهر أبريل من كل عام، وهو موسم «الذروة» فى توافد السائحين على المقاصد المصرية المتنوعة ما بين سياحة شاطئية أو سياحة ثقافية، بخلاف أن الافتتاح يتزامن أيضًا مع تنظيم معارض سياحية دولية كبرى، يمكن استغلالها للترويج للمتحف والمتاحف المصرية.

عضو غرفة شركات السياحة، توقع أن تشهد المتاحف المصرية إقبالا كبيرا خلال الفترة المقبلة، معللًا ذلك بافتتاح المتحف المصرى الكبير فى المقام الأول، وفى المقام الثانى، الإقبال الكبير على زيارة معرض «كنوز الفراعنة»، المقام فى العاصمة الإيطالية روما، حيث يتوقع منظمو المعرض أن يصل عدد زائرى المعرض يوميًا ما بين 6 إلى 7 آلاف زائر، وهو ما دفعهم إلى بحث إمكانية مدّ ساعات العمل إلى الفترات المسائية، لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد ممكن من الزائرين لمشاهدة المقتنيات الأثرية الفريدة التى يضمها المعرض، ما سينعكس على جذب السائحين لزيارة مصر والتمتع بزيارة عدد من المتاحف المصرية والاطلاع على عدد أكبر من الأثار، ووفقًا للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، زار المتاحف فى مصر 4.8 مليون زائر عام 2023 مقابل 4.3 مليون زائر عام 2022 بنسبة زيادة قدرها 11.6 فى المائة، وبلغت إيرادات المتاحف 161.2 مليون جنيه عام 2023.

وأفاد «عرفة» بأن «الدولة عملت على تطوير البنية التحتية السياحية خلال السنوات الماضية، وهو ما بات واضحًا فى موكب المومياوات الملكية واحتفالية طريق الكباش، ما ساعد على إبراز صورة مصر كوجهة سياحية آمنة وجاذبة رغم التحديات العالمية».

بدوره، قال إيهاب عبدالعال، أمين صندوق اتحاد الغرف السياحية، إن «المتحف المصرى الكبير لا يقتصر على عرض الآثار فقط، بل يقدم تجربة سياحية متكاملة تعتمد على أحدث سيناريوهات العرض العالمية، وتضم خدمات ترفيهية ومرافق متنوعة تضعه ضمن أهم المتاحف على مستوى العالم، لا سيما أن المتحف يضم مقتنيات فريدة، وعلى رأسها المجموعة الكاملة لتوت عنخ آمون».

«عبدالعال» أشار إلى أن افتتاح المتحف المصرى الكبير سيؤدى إلى انتعاش كبير فى السياحة الثقافية، كما حدث عند افتتاح طريق الكباش والمتحف القومى للحضارة المصرية، لافتًا إلى أن وجود مطار سفنكس بالقرب من المنطقة سيجعل حركة السائحين بسيطة، ويختصر زمن الرحلات.

كما أكد أمين صندوق اتحاد الغرف السياحية، أن «المتحف سيكون مركز انطلاق للسياحة المتكاملة، بحيث ينتقل السائح من القاهرة إلى المقاصد الأخرى، وفى مقدمتها مقاصد السياحة الثقافية كما هو الحال فى الأقصر وأسوان»، مضيفًا أن «السياحة الثقافية تحقق معدل إنفاق يفوق «ثلاثة أضعاف» إنفاق السياحة الشاطئية».

وشدد «عبدالعال» على أن الموسم السياحى الحالى يبشر بنتائج قوية، مع نسب إشغال تجاوزت 85 فى المائة فى القاهرة و90 فى المائة فى الصعيد، متوقعًا أن تتجاوز الإيرادات 17 مليار دولار وأن تصل أعداد السائحين إلى نحو 18 مليون سائح بنهاية العام الجارى، بفضل افتتاح المتحف المصرى الكبير وتنظيم عدد من الرحلات الخاصة بالمتحف والمنطقة المحيطة به، فضلًا عن أن يتضمن البرنامج زيارة عدد من المتاحف المنتشرة فى المحافظات المصرية ذات الطابع الأثرى.

وتأكيدًا لما صرح به أمين صندوق اتحاد الغرف السياحية، أعلن مركز معلومات الوزراء، عن أرقام مساهمة قطاع السياحة فى الناتج المحلى الإجمالى فى مصر وما شهدته من تطورات واضحة خلال الفترة (2014-2015 / 2024 - 2025)، حيث ارتفعت مساهمة قطاع السياحة من 2.4 فى المائة خلال عام 2021-2022 إلى 3.1 فى المائة (2022-2023)، ثم إلى 3.4 فى المائة (2023-2024)، ثم إلى 3.7 فى المائة (2024-2025)، وهو أعلى مستوى خلال العقد، وعكس هذا النمو المتتالى تعافى القطاع بشكل قوى بفضل استقرار الأوضاع، وعودة حركة السياحة الدولية، ونجاح جهود الدولة فى تحسين البنية التحتية السياحية والترويج الخارجى، مما يجعل السياحة أحد المحركات الرئيسة للنمو الاقتصادى فى الفترة القادمة.

كما أشار المركز فى تقريره الصادر مؤخرًا إلى أن السياحة ضمن «السبعة قطاعات» الواعدة التى حددتها رؤية مصر 2030 لتكون قاطرات للنمو الاقتصادى، وهى القطاعات التى تم اختيارها بناءً على مجموعة من الأسس والمعايير، من أهمها: القدرة على تحقيق النمو الاحتوائى، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص، ورفع درجة التشابك مع القطاعات الاقتصادية الأخرى، وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وكذلك القطاعات التى تتمتع مصر فيها بميزة تنافسية. وقد تم تحديد قطاع السياحة كأحد القطاعات الواعدة؛ نظرًا لارتباطه مع عدد من القطاعات الأخرى، مما يخلق فرص عمل جديدة.

وفيما يخص الأرقام، سواء فى أعداد السياحة الوافدة تارة، أو الحصيلة الدولارية تارة أخرى، كشف تقرير مركز معلومات مجلس الوزراء، عن تطور قيمة الإيرادات السياحية فى مصر خلال الفترة (2014-2015 / 2023-2024)، على الرغم من التأثر بأزمات الطائرة الروسية وجائحة كوفيد-19، واللتين تسببتا بشكل كبير فى تراجع الإيرادات السياحية.

ومرت الإيرادات السياحية فى مصر بعدد من التقلبات خلال الفترة (2014-2015 / 2023-2024)، حيث سجلت أدنى مستوياتها فى عام 2015-2016 بقيمة بلغت 3.8 مليار دولار، متأثرة بأزمة الطائرة الروسية، ثم تراجعت مجددًا فى عام 2020-2021 إلى نحو 4.9 مليار دولار نتيجة تداعيات جائحة كوفيد-19.

وعادت الإيرادات السياحية إلى الارتفاع مُسجلة أعلى مستوى قياسى لها فى عام 2023-2024، حيث بلغت نحو 14.4 مليار دولار، بمعدل نمو بلغ 34.6 فى المائة مقارنةً بعام 2021-2022، رغم تداعيات الحرب «الروسية - الأوكرانية»، وخلال الفترة (يوليو – مارس) من السنة المالية لعام 2024-2025، ارتفعت قيمة الإيرادات السياحية أيضًا لتسجل نحو 12.5 مليار دولار، مقارنةً بـ10.9 مليار دولار فى نفس الفترة من السنة المالية 2023-2024، بمعدل نمو بلغ 14.7 فى المائة، وبلغ عدد السائحين الوافدين إلى مصر فى العام المالى 2023-2024 نحو 14.9 مليون سائح، مقابل 13.9 مليون سائح فى العام 2022-2023، بمعدل نمو قدره 7.2 فى المائة.

وفى سياق متصل، قال الخبير السياحى، محمد كارم، إنه «متوقع خلال الفترة المقبلة، أن تشهد السياحة الثقافية وسياحة الآثار إقبالا كبيرا من السائحين لزيارة المتحف المصرى الكبير والمتاحف المصرية الأخرى»، لافتًا إلى أن سائحى السياحة الثقافية والأثرية من أكثر السائحين إنفاقًا، سواء على التنقل أو الإقامات أو على شراء الهدايا والتحف، الأمر الذى ينعكس على السوق السياحية المصرية فى جميع العاملين أو المرتبطين بنشاطاتها.

وأشار «كارم» إلى أن الميزة التنافسية للمتحف المصرى الكبير، مقارنة بغيره من المتاحف العالمية الأخرى، كونه يقع بجوار الأهرامات، وفى ظل حجم المتحف الكبير بمقتنياته الضخمة، ورغبة السائح فى زيارة المتحف والأهرامات بالقطع، فضلًا عن رغبة السائح أيضًا فى زيارة عدد من المتاحف والمزارات الأثرية فى القاهرة والجيزة، ما سينعكس إجمالًا على زيادة مدة الرحلة وزيادة مدة الإقامة وارتفاع تكلفة الإنفاق من العملة الصعبة.

وطالب الخبير السياحى، بضرورة استغلال افتتاح المتحف الكبير فى تعظيم الحركة السياحية فى مصر بمختلف أنواعها، سواء سياحة ثقافية، أو سياحية مؤتمرات ومعارض، أو سياحة متكاملة ترفيهية ثقافية.

وسلط «كارم» الضوء على تطبيق الخطة المعلنة مسبقًا من وزارة السياحة، والتى تضمنت إدارة عدد من المتاحف بالشراكة مع القطاع الخاص، بهدف دمج القطاع الخاص فى تشغيل المتاحف لزيادة الاستثمار وتطبيق فكر متطور فى جذب السياح إلى المتاحف المصرية المتنوعة، منوهًا بأن الخطة كانت تستهدف متاحف محددة كبداية، وفى مقدمتها، المتحف الكبير والمتحف المصرى ومتحفا الأقصر وأسوان فى المستقبل.

 

أخبار الساعة