رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

المتحف الكبير.. رمزٌ لقدرة الدولة على إنجاز المستحيل


5-11-2025 | 14:56

.

طباعة
بقلم: اللواء د. رضا فرحات.. نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية

يمثل افتتاح المتحف المصرى الكبير حدثًا استثنائيًّا وتاريخيًّا يليق بعظمة مصر ومكانتها الحضارية، فهو يجسّد فلسفة "الجمهورية الجديدة"، التى تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتعيد تقديم التاريخ المصرى  للعالم برؤية عصرية، تعكس العمق الحضارى للدولة المصرية.


المتحف المصرى الكبير هو أيقونة حضارية عالمية تؤكد أن مصر لا تزال فى طليعة الأمم التى تصنع التاريخ والثقافة، هذا المشروع لم يكن مجرد إنجاز معمارى أو أثرى يضم آلاف القطع الأثرية، بل هو مشروع وطنى متكامل ورسالة سياسية وثقافية، بأن مصر الحديثة قادرة على تحويل ماضيها المجيد إلى قوة ناعمة تدعم حاضرها وتبنى مستقبلها.
هذا الصرح العملاق يجسّد رؤية القيادة السياسية فى توظيف التراث كمحرك للتنمية المستدامة، ووسيلة لتعزيز الهوية الوطنية لدى الأجيال الجديدة، وتعظيم دور السياحة الثقافية كمصدر رئيسى من مصادر الدخل القومى.
المتحف المصرى الكبير، بما يضمه من أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، من بينها مجموعة الملك توت عنخ آمون الكاملة؛ سيصبح مركزًا عالميًّا لدراسة الحضارة المصرية القديمة، ومقصدًا رئيسيًّا للسياحة الدولية، مما يفتح آفاقًا جديدة أمام الاستثمار السياحى والثقافى.


ما يميز المتحف هو الدمج بين التكنولوجيا الحديثة والتاريخ العريق، من خلال عرض ذكى وتفاعلى يجمع بين المتعة البصرية والمعرفة العلمية، وهو ما يجعل منه تجربة فريدة لكل زائر.
هذا الافتتاح يأتى فى توقيت بالغ الأهمية؛ إذ يشهد العالم صراعًا بين القوى الناعمة ومحاولات الهيمنة الثقافية، بينما تؤكد مصر عبر هذا المشروع أنها تمتلك أقدم وأغنى حضارة إنسانية يمكن أن تلهم العالم بقيمها ورؤيتها.
المتحف المصرى الكبير سيكون سفيرًا حضاريًّا لمصر، يسهم فى تحسين الصورة الذهنية للدولة فى الخارج، ويعزز من قوتها الناعمة فى المحافل الدولية.
المشروع يمثل أيضًا نموذجًا للتكامل المؤسسى بين أجهزة الدولة المصرية، وتعاونًا مثمرًا بين الخبرة الوطنية والشراكة الدولية، سواء على مستوى التصميم أو التنفيذ أو الإدارة، كما يعكس اهتمام القيادة السياسية بإعادة صياغة العلاقة بين المواطن وتاريخه، فى إطار مشروع وطنى شامل لبناء الإنسان وتعزيز الانتماء الوطنى.


المتحف المصرى الكبير، ليس فقط هدية مصر إلى العالم، بل رمزٌ لقدرة الدولة المصرية على إنجاز المستحيل، ودليل على نجاحها فى الجمع بين التنمية المادية والروحية، بين بناء الإنسان والحفاظ على الهوية.
كما شيّد المصرى القديم الأهرامات لتكون شاهدة على الخلود، تشيد مصر الحديثة المتحف المصرى الكبير، ليكون شاهدًا على عبقرية الحاضر وعظمة المستقبل".
هذا المشروع العملاق يجسّد رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إعادة صياغة مفهوم التنمية الشاملة، التى لا تقتصر على البنية التحتية أو الاقتصاد فحسب، بل تمتد إلى بناء الوعى والثقافة وصون الهوية.
ما تحقق فى المتحف المصرى الكبير يعبر عن عهد جديد من الإبداع الوطنى الذى يربط الماضى بالحاضر، ويقدم للعالم نموذجًا فريدًا لدولة تعرف قيمة تراثها، وتوظّفه بذكاء فى خدمة التنمية والسلام والحوار بين الشعوب.

أخبار الساعة