رحلات على اختلاف أشكالها تشهدها مدينة الأقصر، ما بين السياحة الثقافية التقليدية، أو عن طريق السياحة النيلية، ويضاف إليهما سياحة البالون الطائر «الباراموتور»، بهدف الاطلاع والاستمتاع بالآثار المصرية المنتشرة فى أروقة الأقصر، عبر رحلة تمتد لقرابة نصف الساعة أو أكثر قليلًا، وتنطلق فى ساعات الفجر، للتحليق فوق سماء الأقصر.
الانتشار لرحلات البالون الطائر، كان سببًا فى تنظيم عدد من الفعاليات لعدد من المشاركين من دول العالم، وكان آخرها، تنظيم مهرجان للطيران بالمظلات الجوية «الباراموتور»، مطلع الأسبوع الجارى، فوق المعابد الأثرية بمدينة الأقصر، بمشاركة 100 مغامر من 15 دولة حول العالم.
حلّق المغامرون بمظلاتهم الجوية فوق سماء المدينة، وجرت العروض الجوية للمشاركين فوق معابد الأقصر والكرنك فى شرق المدينة، وفوق منطقة البر الغربى، والتى تضم معابد عديدة من بينها معبد الملكة حتشبسوت، ومجموعة معابد مدينة هابو، ومعبد الملك أمنحتب الثالث الذى يقف فى صدارته تمثالا ممنون الشهيران، بجانب معابد الرمسيوم وسيتى الأول، وغير ذلك من المعالم الأثرية فى غرب الأقصر.
وقال محافظ الأقصر، المهندس عبدالمطلب عمارة، إن «هذه الرياضة تمثل إضافة متميزة للأنشطة السياحية فى المحافظة، وتسهم فى تحقيق مزيد من الترويج لمعالم الأقصر وما تتميز به من منتج سياحى متفرد فى أسواق العالم السياحية»، مضيفًا أن «تنظيم بطولة «الباراموتور» فى سماء الأقصر يعكس الأمن والاستقرار الذى تنعم به المحافظة، ويؤكد مكانتها كوجهة عالمية للسياح من مختلف الدول، خاصة مع ما تتميز به من مقومات أثرية وسياحية فريدة، باعتبارها أكبر متحف أثرى مفتوح بالعالم».
وفى السياق ذاته، أكد أحمد عبود، ممثل شركات البالون الطائر، أن «محافظة الأقصر تشهد رواجًا سياحيًا من مختلف الجنسيات العالمية فى الوقت الراهن، بالتزامن مع موسم الشتاء والذى انطلق مطلع شهر أكتوبر الجارى، كما أن سياحة البالون تشهد إقبالا كبيرا من قِبل السائحين».
وأوضح «عبود»، أن «محافظة الأقصر تحتل المرتبة الثالثة عالميًا فى معدل رحلات البالون وعدد السياح الذين يستقلون البالون فى رحلات يومية فوق المعابد الفرعونية»، منوهًا بأن فكرة رحلات البالون بدأت عام 1989 عن طريق بعثة من الخبراء الأجانب، والذين كانوا فى عملية استكشاف أثرية فى الأقصر.
كما أشار ممثل شركات البالون الطائر، إلى أن «الخبراء أثناء طيرانهم فى سماء الأقصر فى التوقيت سالف الذكر، وجدوا أن الجو مثالى، وبالتحديد فى منطقة «الجرنة» غرب مدينة الأقصر، لأنها منطقة غنية بالآثار، وطالب السياح بحجز رحلات عندما رأوا البالون فى السماء، ومن هنا بدأت الفكرة عام 1989، وبعد ذلك تم عرض الأمر على الطيران المدنى المصرى بصفته المنظم لهذه الرحلات، وعقب موافقته وتنفيذ الاشتراطات، بدأت عمليات استخراج التراخيص، وكانت أول رخصة تم استخراجها عام 1990، وبدأ العمل التجارى فى الأقصر».
ولفت إلى أن «الشركات تستعد فجرًا للرحلات، حيث يتم نقل السياح عبر الأوتوبيسات السياحية إلى مطار البالون الطائر، ليبدأ رحلة تجهيز وتحضير البالونات أمام السياح ليستمتعوا بالرحلة منذ بدايتها بطريقة خاصة ومختلفة تمامًا ويتم بدء ملء البالونات بالهواء البارد ثم الهواء الساخن، كما يتم عمل فحص شامل من المصرية للمطارات لكل بالون والتأكد من إجراءات السلامة المهنية والسلامة الشخصية للسياح، وكذلك ضرورة ارتداء الكمامات قبل الإقلاع لحماية الجميع من العدوى، ويتم البدء فى الإقلاع للسماء وتصل الرحلات لارتفاع 650 مترًا بحوالى 2000 قدم من سطح البحر، وتكون الرحلة من حوالى 20 إلى 40 دقيقة».
«عبود»، شدد على أن «مستقلى البالون يستمتعون بمشاهدة معابد الملوك والملكات ومدينة العمال ومعبد الرمسيوم والآثار الشامخة على مر الزمان»، مؤكدًا أن رحلات البالون الطائر من أهم البرامج السياحية التى يقبل عليها السائحون، وتعتبر الأقصر إحدى أشهر المدن العالمية فى هذا المجال.
بدوره، عقب ثروت عجمى، رئيس غرفة شركات السياحة بالأقصر، على الأمر بقوله إن «سياحة البالون الطائر ستشهد هذا الموسم إقبالا كبيرا من قِبل السياح، لا سيما أن هذا النوع من السياحة تنفرد به محافظة الأقصر فقط، عن مختلف المحافظات ومختلف مقاصد مصر السياحية الأخرى».
وأشار «عجمى» إلى أن رحلات البالون الطائر تُسلط الضوء على الأقصر كمدينة سياحية من خلال الدول المشاركة فى هذا السباق والحدث الرياضى، لافتًا إلى أن الأقصر هى أكبر مسرح أثرى فى العالم يمكننا رؤيته من السماء بواسطة رحلات.
كما أثنى رئيس غرفة شركات السياحة بالأقصر، على ما تقدمه الحكومة من دعم لقطاع السياحية، وتوقع نجاح مصر فى تحقيق الكثير من النمو فى أعداد السياحة الوافدة لهذا المقصد من مقاصد السياحة وهو سياحة البالون الطائر، موجهًا الشكر لوزير الطيران المدنى، ورئيس شركة المطارات المصرية وسلطة الطيران المدنى، على ما يجرى من أعمال تدريب ودعم دائم لسياحة البالون فى الأقصر، والتيسير فى استخراج التراخيص الخاصة بالرحلات.