ذكرت صحيفة إنديا إكسبريس الهندية، في عددها الصادر اليوم الإثنين أن شرم الشيخ، عادت مجددًا إلى صدارة المشهد الدبلوماسي الدولي، مع استضافتها لقمة "من أجل السلام"، التي يشارك فيها عدد من زعماء العالم، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، لبحث سبل إنهاء الحرب في غزة المستمرة منذ عامين.
وأضافت الصحيفة، في سياق تقرير إخباري أنه رغم أن القمة الحالية تحظى باهتمام خاص نظراً لتوقيتها الحرج ومشاركة شخصيات رفيعة، إلا أن شرم الشيخ ليست جديدة على هذا النوع من الفعاليات الدولية، حيث رسخت مكانتها منذ عقود كوجهة رئيسية للمفاوضات والمؤتمرات السياسية الكبرى في المنطقة.
واستعرضت الصحيفة أهم المحطات الدبلوماسية البارزة في تاريخ شرم الشيخ حيث في سبتمبر 1999، استضافت المدينة اجتماعًا تاريخيًا بين رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك، ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، أسفر عن توقيع "مذكرة شرم الشيخ" التي جاءت ضمن مسار إحياء مفاوضات السلام المتعثرة بعد اتفاق أوسلو.
وعقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، احتضنت شرم الشيخ في أكتوبر 2000 قمة طارئة جمعت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك، والرئيس الأمريكي بيل كلينتون، والرئيس المصري حسني مبارك، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، وممثل الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا. انتهت القمة بتشكيل لجنة تقصي حقائق، عُرفت لاحقًا باسم "لجنة ميتشل".
وفي فبراير 2005، استضافت المدينة قمة رباعية بمشاركة الرئيس المصري حسني مبارك، والعاهل الأردني عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون.
أعلن الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي التوصل إلى وقف متبادل لإطلاق النار، وبدء مرحلة جديدة من المفاوضات وفق "خريطة الطريق" الأمريكية.
كما استضافت شرم الشيخ ثلاث نسخ من المنتدى الاقتصادي العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أعوام 2006، 2008، و2014. ناقشت هذه المنتديات ملفات الاستثمار، والتنمية، والاستقرار في المنطقة، بمشاركة رؤساء دول وحكومات، وقيادات اقتصادية دولية.
وشهدت شرم الشيخ في فبراير 2019 انعقاد أول قمة تجمع بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، ناقشت القمة ملفات الهجرة غير الشرعية، والأمن الإقليمي، والأزمات في ليبيا وسوريا واليمن، وسط دعوات لتوسيع مجالات التعاون بين الجانبين.
وفي نوفمبر 2022، استضافت المدينة الدورة الـ27 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP27). كان أبرز نتائج المؤتمر الإعلان عن إنشاء "صندوق الخسائر والأضرار" لتعويض الدول النامية عن آثار التغير المناخي، في خطوة وُصفت بالتاريخية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد هذه المحطات البارزة، تعود شرم الشيخ اليوم إلى صدارة المشهد السياسي الدولي مع استضافتها لـ"قمة من أجل السلام"، التي يشارك فيها عدد من القادة الدوليين، بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تهدف القمة إلى دعم وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وبحث آفاق الحل السياسي للنزاع، وسط جهود إقليمية ودولية لإعادة إعمار غزة وإنهاء التصعيد المستمر منذ عامين.
وتأتي القمة الحالية في وقت حساس، بعد توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، وسط جهود دولية حثيثة للوصول إلى تسوية دائمة للنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أن اختيار شرم الشيخ لعقد هذه القمة ليس مجرد صدفة، بل هو تأكيد على المكانة الدبلوماسية الراسخة للمدينة، واستمرار دورها المحوري كمنصة للحوار وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة في المنطقة.