مع إعلان التوصل لاتفاق وقف الحرب على غزة، رحب قادة العالم بإنهاء الحرب بعد عامين من المعاناة والعدوان الذي أسفر عن استشهاد أكثر من 67 ألف مواطن، وإصابة نحو 170 ألفا آخرين، حيث استضافت مدينة شرم الشيخ مفاوضات الاتفاق بحضور ومشاركة وفود حركة حماس وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وقطر وتركيا.
ومع الساعات الأولى من صباح اليوم، أعلنت حركة حماس عن التوصّل إلى اتفاق يقضي بإنهاء الحرب على غزّة وانسحاب الاحتلال منها ودخول المساعدات وتبادل الأسرى، مشيرة إلى أن الاتفاق جاء بعد مفاوضات مسؤولة وجادة خاضتها الحركة وفصائل المقاومة حول مقترح ترامب في شرم الشيخ.
ودعت حركة حماس، الرئيس ترامب والدول الضامنة للاتفاق إلى إلزام حكومة الاحتلال بتنفيذ استحقاقات الاتفاق كاملة، قائلة: نقدر جهود الوسطاء ونثمن جهود الرئيس ترامب الساعية لوقف الحرب نهائيا وانسحاب الاحتلال بشكل كامل من قطاع غزة.
ترحيب دولي باتفاق وقف الحرب على غزة
رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موافقة إسرائيل وحماس على المرحلة والأولى من خطته للسلام المكونة من 20 نقطة، وذلك بعد أيام من المفاوضات غير المباشرة المكثفة في مصر.
وقال جوتيريش- في بيان، اليوم الخميس: "أرحب بالإعلان عن اتفاق لتأمين وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة، بناء على الاقتراح الذي قدمه الرئيس دونالد ترامب".
كما رحب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بالاتفاق، وقال: "يجب الآن تنفيذ هذا الاتفاق بالكامل ودون تأخير، وأن يصاحبه رفع فوري لجميع القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى غزة".
وأضاف ستارمر "ندعو جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها وإنهاء الحرب وإرساء أسس نهاية عادلة ودائمة للصراع ومسار مستدام نحو سلام طويل الأمد".
كما رحب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بالاتفاق مؤكدا أن فرنسا ستواصل محادثاتها مع الشركاء الدوليين سعيا للتوصل إلى حل سياسي للحرب.
وقال ماكرون في منشورات على منصة إكس "لا بد أن يُمثل هذا الاتفاق نهاية للحرب وبداية لحل سياسي قائم على حل الدولتين"، مضيفا أن "فرنسا مستعدة للمساهمة في تحقيق هذا الهدف. سنناقشه بعد ظهر اليوم في باريس مع شركائنا الدوليين".
ورحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بإعلان الاتفاق على وقف الحرب على قطاع غزّة، وانسحاب قوات الاحتلال منه ودخول المساعدات الإنسانية وتبادل الأسرى.
وأعرب محمود عباس - حسبما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، اليوم الخميس، عن أمله بأن تكون هذه الجهود مقدمة للوصول إلى حل سياسي دائم يؤدي إلى انهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشاد الرئيس الفلسطيني بالجهود الكبيرة التي بذلها الرئيس ترامب وجميع الوسطاء للتوصل إلى هذا الاتفاق، مؤكدًا استعداد دولة فلسطين للعمل مع الوسطاء والشركاء المعنيين لإنجاح هذه الجهود، من أجل تحقيق الاستقرار والسلام الدائم والعادل وفق الشرعية الدولية.
وشدد الرئيس الفلسطيني على ضرورة التزام جميع الأطراف بالتنفيذ الفوري للاتفاق والإفراج عن جميع الرهائن والأسرى، وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة عبر منظمات الأمم المتحدة، وضمان عدم التهجير أو الضم، والبدء بعملية إعادة الإعمار.
كما أكد وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، أن "روما مستعدة للقيام بدورها في تعزيز وقف إطلاق النار وتقديم مساعدات إنسانية جديدة والمشاركة في إعادة إعمار غزة"، مضيفا: "كما أننا على استعداد لإرسال قوات إذا ما تم إنشاء قوة حفظ سلام دولية لإعادة توحيد فلسطين.:
ورحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ودعت جميع الأطراف الالتزام الكامل ببنوده، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي سيواصل دعمه لإيصال المساعدات إلى غزة، وهو على أهبة الاستعداد للمساعدة في إعادة الإعمار.
كما رحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالتوصل إلى الاتفاق، مؤكدا أن تركيا ستراقب عن كثب التطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، وستواصل المساهمة في هذا المسار.
وشدد على مواصلة النضال حتى قيام دولة فلسطين مستقلة وذات سيادة ومتكاملة جغرافيا على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ووجه رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، التهنئة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على "قيادته الحكيمة، وشكرًا لمصر وقطر وتركيا على عملهم الدؤوب لدعم المفاوضات".
كما أعرب رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، عن أمله في أن يُسهم إطلاق سراح الرهائن وزيادة المساعدات الإنسانية لسكان غزة في تخفيف معاناة المدنيين، وتهيئة الظروف لسلام دائم في المنطقة.
رحب رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، بالإعلان عن الاتفاق، مؤكدا أنه يمثل فرصة تاريخية لإحلال سلام دائم في منطقة الشرق الأوسط.
وأشاد بالجهود الدبلوماسية الدؤوبة التي بذلتها مصر وقطر وتركيا في التوسط لتحقيق هذا الإنجاز، كما أكد أن قيادة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للمفاوضات تعكس التزامه الراسخ بتحقيق السلام الدولي.
ومن أستراليا، قال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز ووزيرة الخارجية بيني وونج في بيان مشترك: "بعد أكثر من عامين من الصراع، واحتجاز الرهائن، وخسائر فادحة في أرواح المدنيين، تُمثل هذه خطوة حاسمة نحو السلام". وأضاف: "نحث جميع الأطراف على احترام بنود الخطة".
وقال رئيس وزراء نيوزيلندا، كريستوفر لوكسون: "إعلان الرئيس ترامب، لحظة فاصلة في صراع أودى بحياة الكثيرين، ترحب نيوزيلندا بهذا الخبر وتأمل أن يُوفر هذا منصة لحل دائم يُتيح للأجيال القادمة العيش في سلام وأمن".