شهد معرض دمنهور الثالث للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، ندوة بعنوان «من أخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم»، شارك فيها الشيخ محمد يحيى عبد النعيم، إمام وخطيب مسجد المواساة بالإسكندرية، والدكتور أحمد خميس شتيه، مدرس الدراسات الإسلامية بجامعة دمنهور، وأدارها الدكتور محمد عاشور، مدير فرع خريجي الأزهر بالبحيرة.
أكد الدكتور أحمد شتية في كلمته أن التعرف على شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله يُعد من أعظم أبواب المعرفة، إذ جسّد عليه الصلاة والسلام القيم القرآنية في واقعٍ عملي متكامل، فكان "قرآناً يمشي على الأرض"، تهدي كلماته، وتعلّم أفعاله، وتفتح أحواله آفاق النور والقدوة.
وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان رحمة في قوله، وعدلاً في حكمه، وتواضعاً في فعله، إذ كان يخدم نفسه، ويجالس الفقراء، ويشارك الناس آلامهم وآمالهم، مجسداً نموذج القائد العادل والمربي الرحيم والعابد الصادق. وأوضح أن شباب الأمة اليوم في أمسّ الحاجة إلى الاقتداء بسيرته العطرة، لا باعتبارها تراثاً ماضياً، بل لأنها تقدم نموذجاً حيّاً لتحقيق التوازن بين الدين والدنيا، وبناء الشخصية المسلمة القائمة على الرحمة والكرامة والعزة.
ومن جانبه، تحدث الشيخ محمد يحيى عبد النعيم عن عظمة أخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم التي وصفها الله تعالى بقوله: «وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ»، مؤكدًا أن الإحاطة بأخلاق النبي أمر يفوق قدرة البشر، لكن معرفته تزداد كلما ازداد المسلم قربًا من سنّته وهديه.
وأشار إلى أن معرفة النبي صلى الله عليه وسلم ليست ترفًا دينيًا بل ضرورة إيمانية، فكلما ازداد العبد معرفة برسول الله ازداد قربًا من الله، مستشهدًا بقوله تعالى: «قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ»، موضحًا أن محبة الله الحقيقية لا تتحقق إلا باتباع رسوله قولًا وعملًا وسلوكًا.
واختتمت الندوة بالتأكيد على أن دراسة السيرة النبوية تمثل أساسًا لبناء وعي ديني وإنساني راقٍ، يعيد للأمة توازنها الأخلاقي والروحي.