رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

من العندليب إلى فايدة كامل.. أغانى عبرت عن فرحة النصر

4-10-2025 | 14:10

من العندليب إلى فايدة كامل.. أغانى عبرت عن فرحة النصر

طباعة
محمود الرفاعي
كانت أغانى نصر أكتوبر 1973 أكثر من مجرد ألحان، لقد تحولت إلى أداة تدك الهزيمة وتشيد جسور الأمل، من كلمات عبد الرحيم منصور وألحان بليغ حمدى، إلى صوت عبد الحليم وشادية ووردة، ولدت موسيقى النصر التى وحدت الجماهير فى الشوارع.
فى تلك الأيام المجيدة، لم يكن الفن متفرجاً، بل كان مشاركاً بصوته وإبداعه، ففى أكتوبر وحده، ولد نحو 40 أغنية وطنية خلال أيام الحرب الأولى، حتى تجاوز العدد 100 أغنية مع الأسابيع التالية، جمعت بين حرارة المعركة وعظمة الانتصار، فأصبحت هذه الأغنيات أيقونات خالدة، لا تستدعى ذكرى النصر فحسب، بل تجسد لحظة ميلاد صوت الأمة من جديد. اختلفت الروايات بين المؤرخين حول هوية أول أغنية صدح بها المصريون عقب عبور قواتنا خط بارليف فى السادس من أكتوبر، فبينما أشار البعض إلى أن البداية كانت مع أغنية «على الربابة» لوردة، رجح آخرون أن الانطلاقة جاءت مع «بسم الله.. الله أكبر»، إلا أن الوثائق الرسمية للإذاعة المصرية حسمت الجدل، حيث كشف المؤرخ الموسيقى الدكتور إبراهيم حفنى أن أول ما بثته الإذاعة لم يكن من أصوات النجوم، بل أغنية جماعية بعنوان «رايات النصر»، أو كما عرفت لاحقاً بـ«رايحين شايلين سلاح»، فى العاشر من أكتوبر، أى بعد 4 أيام فقط من لحظة العبور. اللافت أن الأغنية لم تسجل خصيصاً للحرب، بل كانت مشهداً من فيلم «العصفور» ليوسف شاهين، الذى سارع بإهدائها إلى الإذاعة، جاءت الكلمات بقلم الشاعرة نبيلة قنديل، والألحان بتوقيع الموسيقار على إسماعيل، لتصبح نشيداً مبكراً للانتصار قبل أن ينطلق سباق الشعراء والملحنين والمطربين نحو تخليد الحدث الأهم فى تاريخ مصر الحديث. أغنية النصر الأولى.. سلام متأنٍ فى لحظة العبور فى العاشر من أكتوبر عام 1973، وبعد 4 أيام فقط من عبور القوات المصرية قناة السويس وتحطيم خط بارليف، سجلت أول أغنية وطنية لتوثيق النصر، كانت من كلمات عبدالرحيم منصور وألحان بليغ حمدى، بصوت العندليب عبدالحليم حافظ، الذى صدح قائلاً: «قومى ليكى السلام يا أرض أجدادى. عليكى منا السلام يا مصر يا بلادى». ورغم أن الأغنية جاءت عقب تحقيق إنجاز تاريخى، فإن لحنها حمل هدوءاً غير معتاد، بعيداً عن الصخب والانفعالات المتوقعة فى لحظة نصر، وأرجع المؤرخون ذلك إلى خروجها للنور بعد النصر مباشرة وفى فترة بسيطة. «حلوة بلادى».. أغنية ولدت من قلب المعركة لم تكن أغنية «حلوة بلادى» أو كما اشتهرت باسم «على الربابة بغنى» للفنانة وردة الجزائرية مجرد لحن وطنى عابر، بل صارت واحدة من أقوى رموز النصر بعد حرب أكتوبر، ورغم الجدل حول تاريخ تسجيلها بين السادس والعاشر من أكتوبر، فإن وثائق الإذاعة المصرية حسمت الأمر مؤكدة أنها سجلت عقب العاشر من الشهر. وراء الكواليس، اندلعت مواجهة ساخنة بين فريق العمل، وردة وبليغ حمدى وعبدالرحيم منصور، وبين بعض الموظفين الذين حاولوا منع دخولهم الاستوديو بحجة الانشغال بنقل أحداث الحرب والنصر، إلا أن إصرارهم الوطنى أشعل الموقف حتى تدخل الإعلامى وجدى الحكيم لإقناعهم بالعدول، لكن العزيمة انتصرت، فاستصدروا تصاريح رسمية، ووقعوا على إقرارات بالتنازل عن أى مقابل مادى، وفى مشهد ملحمى، حضر الكورال والفرقة الموسيقية كاملة دون أجر، ليسجلوا الأغنية التى تحولت إلى أيقونة خالدة، رافعة رايات النصر، ومعبرة عن روح التضحية والانتماء فى تلك اللحظة التاريخية. شادية.. الصوت الذى عبر الهزيمة إلى النصر لم يكن حضور شادية فى لحظة العبور مجرد مشاركة فنية، بل كان صدى وطنياً يضرب فى وجدان المصريين، فبعد أن سحرت القلوب قبل الحرب بثلاث سنوات بأغنيتها الخالدة «يا حبيبتى يا مصر»، عادت لتصنع أيقونة جديدة بصوتها المفعم بالصدق، مقدمة «عبرنا الهزيمة»، كلمات عبد الرحيم منصور وألحان بليغ حمدى. الأغنية حملت جذورها من مقال للكاتب الكبير توفيق الحكيم فى جريدة الأهرام بعنوان «عبرنا الهزيمة»، ليترجم النص إلى لحن وطنى حى يتردد على لسان الملايين، ومع صوت شادية، تحول المقال من كلمات على الورق إلى نشيد مقاومة وروح انتصار، لتصبح الأغنية علامة فارقة فى وجدان الأمة، تختصر رحلة مصر حتى استرداد الكرامة. فايدة كامل.. الصوت الأكثر حضوراً فى أكتوبر فى ملحمة الغناء الوطنى لحرب أكتوبر، برزت الفنانة فايدة كامل كأكثر الأصوات إنتاجاً وعطاءً، لتتحول إلى لسان حال الشعب فى أيام العبور المجيدة، فقد سجلت خلال الشهر وحده باقة من الأغنيات الخالدة التى جسدت روح الصمود والانتصار. قدمت «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة » كلمات بخيت بيومى وألحان محمود الشريف، لتعلن أن المعركة وحدها هى الأولوية، ثم جاءت أغنية «هنحارب» بلحن بليغ حمدى وبأسلوب شعبى بسيط يلامس وجدان الناس، ولم تتوقف عند ذلك، بل أهدت المصريين «نشيد العبور» من كلمات كمال عبد الحليم وألحان عبد العظيم محمد، وأغنية «مصر أكتوبر» أو «حق من نصرك يا مصر» من كلمات محمد كمال بدر. واختتمت فايدة كامل ملحمتها الوطنية بأغنية «اضرب يا جيش مصر» كلمات سيد القطار وألحان سيد عوض، لتسجل اسمها بحروف من ذهب فى سجل الأصوات التى صاحبت النصر ورفعت راياته. صوت الشعب على الجبهة لم يكن الصوت الفردى وحده حاضراً فى ملحمة أكتوبر، بل ارتفعت حناجر الكورال لتجسد صوت الشعب والجنود معاً، فتعددت الأغنيات الجماعية التى رددتها الجماهير كما لو كانت جزءاً من المعركة. من أبرزها «بسم الله.. الله أكبر»، التى استلهم فكرتها الموسيقار بليغ حمدى من هتافات الشوارع عقب بيان العبور، لتتحول إلى أيقونة النصر. وجاءت «يا غنوة مصر عالجبهة» بكلمات محسن الخياط ولحن على إسماعيل، لتواكب خطوات المقاتلين على خط النار، أما «الحلوة قالت للقمر قوم شوف ولادى»، فقدمت الصورة الشعبية الممزوجة بالحنين والفخر، بتوقيع نفس الثنائى. وفى «بالأحضان يا سينا»، رسم الشاعر محمد كمال بدر مع ألحان أحمد صدقى لوحة جماهيرية نابضة، فى إيقاع يلهب الحماس ويعكس لحظة الاصطفاف الشعبى خلف الجيش. تحولت تلك الأغنيات الجماعية إلى نبض واحد، يربط المقاتل على الجبهة بالمواطن فى الشارع، لتكون موسيقى العبور صوت الأمة بأكملها. «أم البطل».. تخلد تضحيات الأمهات بصوت يختلط فيه الحزن بالفخر، قدمت الفنانة الراحلة شريفة فاضل واحدة من أعظم الأغنيات الوطنية فى تاريخ مصر، وهى «أم البطل» من كلمات نبيلة قنديل. لم تكن الأغنية مجرد لحن وموال، بل كانت مرآة صادقة لتجربة شخصية مؤلمة عاشتها الفنانة بعد فقدان ابنها فى حرب الاستنزاف، فحولت الوجع إلى نشيد خالد للأم المصرية الصابرة التى قدمت فلذة كبدها فداءً للوطن. تحولت أغنية «أم البطل» إلى أيقونة وطنية تجمع بين دموع الفقد وزهو النصر، لتبقى شاهداً على معاناة الأمهات وفرحة الأمة فى آن واحد، وصوتاً خالداً يردد حكاية التضحية على مدى الأجيال. العندليب.. صوت أكتوبر خلال حرب أكتوبر وما تلاها، تحول عبد الحليم حافظ إلى أيقونة غنائية للنصر، مقدماً أغنيات وطنية لا تزال محفورة فى وجدان المصريين والعرب، من بينها «خلى السلاح صاحى»، «عاش اللى قال»، «لفى البلاد يا صبية»، «صباح الخير يا سينا»، «النجمة مالت على القمر»، «المركبة عدت».

أخبار الساعة

الاكثر قراءة