ولعل الأحداث الأخيرة والعربدة الإسرائيلية فى إبادة شعب غزة، والهجوم على إيران واليمن، والاعتداء على سيادة قطر، ومحاولات فرض الأمر الواقع على مصر بتهجير شعب غزة إلى سيناء ورفض مصر للتهجير، الأمر الذى جعل إسرائيل تحاول التحرش بمصر عن بُعد أو عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية، هو ما يحتم أن تكون مصر هى الأقوى بكل المعانى التى تعبر عن قوة الدولة.
وعندما نؤكد على ضرورة أن تكون مصر هى الأقوى، فإننى أعنى أولا أن تكون هى الأقوى من العدو الإسرائيلى، لأنه لا بديل عن أن تكون هى الأقوى، والأكثر تفوقا فى كافة المجالات، خاصة قوتها فى الجانب العسكرى الذى يحقق الردع للعدو الإسرائيلى.
وعندما أركز على مصر الأقوى لتحقيق الردع للعدو الإسرائيلى، فإننى أعنى فى المقام الأول الجيش المصرى الأقوى، والذى أصبح بالفعل من أقوى جيوش العالم.
وهذا ليس خيارا أو ترفا، فلولا أن هناك جيشا مصريا قويا منذ انتصار 6 أكتوبر 1973 وحتى الآن، لكانت إسرائيل ضربت باتفاقية السلام معها عرض الحائط.
وهنا سأتوقف بقوة، لأقول إن ما تفعله إسرائيل الآن ومن قبل، من عدم احترام كافة القوى الدولية، والقوانين الدولية، بل وتجاهلها لكافة الاتفاقيات الدولية، واستمرارها فى إبادة شعب غزة والعربدة هنا هناك، محاولة أن تفعل ذلك مع مصر، دون احترام لاتفاقية السلام معها لتحقيق أهداف التهجير، ومحاولة تغيير خريط الشرق الأوسط لصالح هدف إسرائيل الكبرى، إلا أنها لم تستطِع أن تفعل ذلك مع مصر، ليس لأن أمريكا لا تريد ذلك أو لأنها لا تريد فتح جبهات حرب جديدة الآن مع مصر، ولكن لم تفعل ذلك، ولا تجرؤ إسرائيل على الاقتراب من ذرة رمل واحدة من الحدود المصرية أو حتى إرسال طائرة مسيّرة بالخطأ إلى الأجواء المصرية، لأنها تعرف أن هناك رئيسا قويا لمصر وهو الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتدرك مدى القوى التدميرية التى ستلحق بها من الجيش المصرى، إذا ما فكرت حتى لو جزءا من الثانية أن تعتدى على مصر، حتى ولو على شبر واحد من أراضيها.
نعم، تخاف إسرائيل من قوة الجيش المصرى، الذى يستطيع أن يدمرها فى وقت قياسى، وليعيد إلى الأذهان روح أكتوبر التى عبر فيها الجيش المصرى القناة إلى سيناء خلال ست ساعات.
بل سيكون الأمر أسرع من ذلك، مع تطور قدرات الجيش المصرى الذى أصبح فى مقدمة جيوش العالم، ولا سيما مع تركيز الرئيس عبدالفتاح السيسى، منذ أن تولى الحكم فى 2014، على المزيد من تحديث الجيش المصرى بكافة أسلحته، وتنويع مصادر السلاح والتركيز على التصنيع العسكرى.
وقبل هذا وذاك، فإن هناك روحا قتالية جبارة لدى ضباط وجنود الجيش المصرى، تتطلع إلى تلقين العدو الإسرائيلى درسا قاسيا، إذا ما فكر فى الاقتراب من الحدود المصرية. فسوف يلقى كل أنواع الجحيم، ويتم تأديب كل مَن يفكر فى الاقتراب من الحدود المصرية، كما قال محافظ شمال سيناء الحالى.
ودون لف ودوران، العدو الإسرائيلى قد واصل الكشف عن وجهه القبيح وإدمانه لقتل الأبرياء وتجاهل كل دول العالم، ولا يعنيه سوى إبادة شعب غزة، ولا يحترم اتفاقيات، بما فى ذلك اتفاقية السلام، لكنه مضطر مجبرًا أن يحترمها؛ خوفًا من الجيش المصرى، الذى سوف يظل الأقوى برجاله وعتاده العسكرى.
ولا ينفصل عن ذلك وعى الشعب المصرى الذى يعيش مطمئنا، لأنه يدرك أن هناك جيشا قويا، قادرا على حمايته، وقادرا على ردع أى عدو، وفى مقدمته العدو الإسرائيلى.
ولعل الأحداث الأخيرة فى منطقة الشرق الأوسط واستمرار عربدة العدو الإسرائيلى، قد أكدت أهمية الرؤى الوطنية للرئيس السيسى منذ أن تولى حكم مصر فى عام 2014، فى الاستمرار فى بناء وتحديث الجيش المصرى، ليكون الجيش الأقوى فى المنطقة، ليس بالسلاح فقط، ولكن بقوة وعزيمة وصلابة رجاله من ضباط وجنود.
ما يحدث الآن حولنا، خاصة من تصرفات غطرسة العدو الإسرائيلى، تحتم الاستمرار فى تحديث وبناء الجيش المصرى، مما كانت تكلفة ذلك، للحفاظ على الأمن القومى، وليحافظ على تراب الوطن من أى عدو، خاصة العدو الإسرائيلي.
ولا ينفصل عن الاستمرار فى بناء وتحديث الجيش المصرى ليكون هو الأقوى عن مصر الدولة الأقوى، فى كافة المجالات الاقتصادية ومشروعات التنمية وجذب الاستثمارات المحلية والعالمية.
وبالفعل، مَن ينظر إلى ما شهدته مصر من مشروعات منذ عام 2014، يستطِع أن يقول إن مصر قد شهدت طفرة غير مسبوقة فى مشروعات البنية الأساسية، والتى يأتى فى مقدمتها المشروع القومى للطرق، الذى يفتح آفاقا كبيرة لمشروعات التنمية فى أنحاء مصر المحروسة.
هذا المشروع القومى للطرق الذى شمل كل أرجاء مصر المحروسة، بما فيها سيناء شمالا وجنوبا، وجنوب وشمال وشرق وغرب مصر، يعد من أهم الأهداف الاستراتيجية والعسكرية، فى تحقيق الأمن القومى.
وبقدر ما أن هذا المشروع القومى للطرق قد حقق سيولة وسهولة فى حركة الانتقال، فإنه يحقق أهدافا سيادية وعسكرية أخرى، تجعل العدو -أى عدو- لا يتجاهل بناء مصر بالتنمية والتوسع فى إقامة المشروعات القومية.
ولم يقف بناء الدولة القوية بل الأقوى عند المشروع القومى للطرق، بل يأتى فى مقدمة ذلك أيضًا، الكثير من المشروعات الزراعية الضخمة، التى تحقق لمصر الاكتفاء الذاتى فى العديد من المحاصيل، وتزيد صادرات مصر الزراعية وتخلق الآلاف من فرص العمل.
وهذه المشروعات الزراعية، فى الدلتا الجديدة وتوشكى والعوينات والوادى الجديد، وفى سيناء أيضًا، قد أضافت الملايين من الأفدنة لمساحة الأراضى الزراعية، حتى أصبحت من أهم مشروعات الإنتاج الزراعي.
ومن بناء الدولة الأقوى، تأتى مشروعات تطوير وتحديث الموانئ، والتى استطاعت أن تكون من أهم الموانئ على المستوى العالمى، وأنهت احتكار العدو الإسرائيلى وغيره من احتكار تجارة الحاويات فى منطقة الشرق الأوسط.
كذلك يأتى فى بناء الدولة الأقوى، مشروعات الطاقة، والتى يأتى فى مقدمتها المفاعل النووى فى الضبعة، وجذب الاستثمار العالمى لمشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، وتحويل مصر إلى مركز إقليمى للطاقة وتجارة الغاز الطبيعي.
ويكتمل مع ذلك فى بناء الدولة الأقوى، وسط الأحداث والحروب التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط، أن تكون مصر الأكثر أمنا لجذب الاستثمارات العالمية بكافة أنواعها.
ولنرَ تدفق الاستثمارات العالمية على إقامة المشروعات فى المنطقة الاقتصادية بالسويس، والذى يأتى فى مقدمتها، تدفق الاستثمارات العالمية على مدينة القنطرة غرب فى الجانب الغربى من سيناء، الأمر الذى يؤكد رؤية الأجانب للدولة الأقوى فى مصر والإقبال على الاستثمار فيها، دون اعتبار للعربدة الإسرائيلية، والتى يوقن الأجانب، أنها لا تستطيع الاقتراب من مصر، لأن لديها رئيسا قادرا على حماية الوطن، وجيشا أقوى لديه كافة أدوات تحقيق الردع ومنع الاقتراب من الحدود المصرية.
ولهذا، فإن الاستثمارات العالمية سوف تواصل تدفقها على مصر الدولة الأقوى، دون اعتبار لمؤامرة العدو الإسرائيلى، الذى لا يستطيع أن يقترب من الحدود المصرية أو يفرض عليها تهجير شعب غزة.
ولعل تدفق الاستثمارات العالمية على مصر يعطى رسائل بأنهم جاءوا للاستثمار فى مصر الدولة الأقوى فى منطقة الشرق الأوسط.
صور مصر الدولة الأقوى متعددة ويصعب حصرها فى هذا المقال، لأننا بالفعل نعيش فى مصر الدولة الأقوى بمنطقة الشرق الأوسط.
ورغم ذلك، فإن تطور الأحداث فى منطقة الشرق الأوسط، خاصة من جانب العدو الإسرائيلى، يحتم أن تستمر مكانة مصر الدولة الأقوى، حتى لا يفكر العدو -أى عدو- خاصة العدو الإسرائيلى فى مجرد التفكير فى الاقتراب من حدود مصر، أى فرض أى شيء على مصر بسياسة الأمر الواقع.
وفى جميع الأحوال، سوف تظل مصر الدولة الأقوى.