52 عامًا مرت على انتصار أكتوبر المجيد، ذلك النصر الذي سجله المصريون في حرب 6 أكتوبر 1973، وأبطاله الخالدون في وجدان الشعب المصري، ومنهم الرقيب أول مجند محمد عبد العاطي عطية شرف الشهير بـ"صائد الدبابات"، حيث دمّر خلال أيام الحرب المجيدة 23 دبابة بمفرده، ليحصل بعد ذلك على وسام نجمة سيناء من الدرجة الثانية، ويصنف كـ"أشهر صائدي الدبابات" في العالم.
محمد عبد العاطي صائد الدبابات
ولد الرقيب أول محمد عبد العاطي، في 15 ديسمبر 1950، بقرية شيبة قش بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، وحصل على الشهادة الثانوية ثم التحق بكلية الزراعة عام 1961، وتخرج فيها عمل مهندسا زراعيا في المركز، ثم التحق بالقوات المسلحة 15 نوفمبر 1969، بعد أن أنهى دراسته الجامعية.
في بداية انضمامه للقوات المسلحة، انضم أولاً للصاعقة، وبعدها انتقل إلى سلاح المدفعية، وتخصص في الصاروخ «فهد» المضاد للدبابات، الذي كان يبلغ مداه 3 كيلومترات، وكان يحتاج إلى نوعية من الجنود يتمتعون بالحساسية وقوة التحمل والأعصاب وسرعة البديهة، كما كان الأول على الرماة، وتم تكليفه بالإشراف على أول طاقم صواريخ ضمن الأسلحة المضادة للدبابات، وتمت ترقيته إلى رتبة رقيب مجند.
التحق عبد العاطى باللواء 112 مشاة فى الكتيبة 35 مقذوفات، شارك في الحرب، وقبل اندلاعها تمركز خلف ساتر القناة، ثم في اليوم الثالث فى الحرب في 8 أكتوبر 2025، بدأت معاره، ففي إحدى المعارك البرية على بعد 80 كيلو في سيناء، أطلق عبدالعاطي أول صاروخ، ونجح في إصابة الدبابة الأولى، ثم واصل إصاباته لدبابات العدو، فيقول في مذكراته إنه ضرب 9 دبابات في النصف ساعة الأولى، فيما ضرب صديقه حينها 4 دبابات، وبسبب هذه الضربات قررت القوات الإسرائيلية الانسحاب، واحتلت القوات المصرية مكانها.
ليسجل عبدالعاطي ملحمة بين 8 و9 و10 أكتوبر فكان رصيده 23 دبابة وثلاث مجنزرات.
وبعد انتهاء الحرب كرمته الدولة، ففي 18 فبراير 1974 كرمه الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وكل أبطال القوات المسلحة المشاركين في الحرب، ومنحه وزملائه وسام نجمة سيناء وهو أعلى وسام عسكري في مصر كلها، وتوفي في 24 رمضان 1422 هـ / 9 ديسمبر 2001م.